السنيورة: مبادرة بري لانتخابات الرئاسة يمكن البناء عليها

اعتبر رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ان مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري بشأن الانتخابات الرئاسية خطوة يمكن البناء عليها وتطويرها للتوصل الى تفاق نظراً لاهمية هذا الاستحقاق للبنان ومستقبله، وقال بعد لقائه الرئيس المصري حسني مبارك والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى امس في القاهرة، حيث اطلعهما على تطورات الأوضاع لا سيما ما حدث في مخيم نهر البارد والموقف الحازم الذي اتخذته الحكومة والجيش في التعامل مع عصابات ''فتح الاسلام'' ان لبنان عازم على اعادة بناء منطقة مخيم نهر البارد واخضاعها لسلطته، مشيراً الى استضافة اجتماع للدول المانحة الاثنين المقبل بشأن مشروعات اعادة الاعمار· وأوضح السنيورة انه لمس من مبارك تأييداً كاملاً للشرعية اللبنانية، ودعمه غير المحدود لوحدة لبنان وسيادته واستقراره، وقال رداً على سؤال حول مقترح تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان ان هذا الموضوع استحوذ على حيز كبير من المناقشات على مدى الاشهر الماضية، لكن بعد مبادرة بري فانه يمكن صرف النظر عن هذا الموضوع في الوقت الحالي· واضاف ان مسألة انتخاب رئيس جديد للجمهورية ليست مرتبطة بالتفاؤل أو التشاؤم ولكن مرتبطة بمسألة توافر الارادة اللازمة، والالتزام باحكام الدستور، ويجب العمل بجد ومسؤولية، والاستفادة من كل الامكانات، والعمل بانفتاح ورغبة حقيقية للتوصل الى اتفاق حول الاستحقاق الدستوري في الموعد المحدد للحفاظ على صورة لبنان وديمقراطيته· وأكد أن اللبنانيين متمسكون باتفاق الطائف، وليس عليه خلاف، وأن المساعى الحالية في لبنان تتجه الى التوافق على رئيس للجمهورية على أن يتم عن طريق الانتخاب وفقاً للأطر الدستورية سواء أكان في الدورة الأولى أو الثانية، على أن تكون الايام العشرة الاخيرة من المهلة الخاصة بالانتخاب، والتي تبدأ فى 15 نوفمبر وتنتهي في 25 وفقاً لما نص عليه الدستور· واكد السنيورة الحرص نسج علاقات أخوية وصحية ودائمة مع سوريا ترتكز على احترام متبادل، وقال ''اننا شقيقان متجاوران ولكلينا مصلحة في ان تسود دائماً علاقات ودية وصحية لكن هناك ايضاً مشكلات معينة ولطالما عبرنا عن رأينا بضرورة ضمان ضبط الحدود، وأن تكون هناك ممارسة صحيحة من جانب سوريا لضمان ضبط هذه الحدود، بحيث لاتكون وسيلة لتسرب اشخاص أو بضائع أو اسلحة أو معسكرات؛ لان أياً من هذه الامور لا يساهم في بناء العلاقات الاخوية بين البلدين، ونريد أن تتم معالجة الامور بشكل حاسم وهو ما نتوقعه من الاشقاء''· كما اكد أن إيران بلد جار للأمة العربية ولبنان حريص على إقامة علاقات طيبة معه، على أن تحترم الاقطار العربية احتراماً كاملاً، وأن تكون العلاقات قائمة على المصالح المشتركة لا أن تكون هناك سيطرة من قبل مجموعة أو دولة على مجموعة أخرى· من جانبه، أكد موسى أن لبنان لا يحتاج الى مبادرة عربية جديدة، وأن الموضوع يقع على عاتق اللبنانيين أنفسهم، مشيراً الى أن الجامعة العربية على اتصال مستمر مع الزعامات اللبنانية؛ لان مايمر به لبنان حالياً شديد الدقة، ويحتاج الى حرص في المعالجة، وعلى اللبنانيين أن يلعبوا الدور الأكبر في ذلك بثقة ونظرة مستقبلية· الى ذلك، افادت مصادر دبلوماسية بان الموفد الفرنسي الى لبنان جان كلود كوسران التقى امس في روما وزير خارجية الفاتيكان المونسنيور دومينيك مامبرتي والبطريرك الماروني في لبنان الكاردينال نصر الله صفير· في وقت اكدت فيه مصادر دبلوماسية اجنبية لـ ''الاتحاد'' ان بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر يولي اهتماماً خاصاً للمشكلة اللبنانية، ويبذل جهوداً كبيرة لانجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده ووفقاً للدستور· وقالت مصادر مقربة جداً من بري لـ''الاتحاد'' ان خطوط الاتصال الحمراء فتحت بين الفاتيكان ومقر رئاسة البرلمان في عين التينة على مصراعيها، وان حكومة الفاتيكان تضع بري في اجواء اللقاءات التي يعقدها البابا ثنائياً او رباعياً مع زواره وهي اجواء واعدة ومشجعة على امكانية التوصل الى حل· وكشف النقاب ايضاً في بيروت عن اتصال بين الحريري وبري ظل بعيداً عن الاضواء الاعلامية· واوضحت مصادر ان الحريري سيعود الى بيروت مطلع الاسبوع المقبل ليقود حركة ''الاكثرية'' باتجاه الحل على ضوء ما يكون قد تبلور من معطيات في الفاتيكان، واشارت الى ان الانقسامات في الرأي داخل صفوف قوى 14 مارس خصوصاً حول النصاب الدستوري يمكن تجاوزها، والالتزام بموقف بكركي المتناغم مع مبادرة بري من حيث المبدأ· وابدى السفير الاميركي في لبنان جيفري فيلتمان تفاؤله بحصول الانتخابات الرئاسية اللبنانية في موعدها؛ لان كل الاطراف من الجانبين اضافة الى المستقلين ورجال الدين يجمعون على ضرورة حصول هذا الاستحقاق في موعده وفقاً للدستور· فيما رحب السفير الروسي في لبنان سيرجي بوكين بمبادرة بري، مشيراً الى ان موسكو تولي اهمية قصوى للاستحقاق الرئاسي باعتباره عاملاً مهماً لتعزيز وحدة واستقرار لبنان