70% من كلفة إنتاج الحديد عربياً مستوردة من الخارج

تستورد الدول العربية المواد الخام اللازمة لصناعة الحديد من الخارج، والتي تشكل 70% من كلفة الإنتاج، ما يفسر التقارب النسبي بين أسعار السلعة عربياً وعالمياً، بحسب المحلل والاستشاري في الاتحاد العربي للحديد والصلب الدكتور أحمد النزهي· وقال النزهي خلال اختتام فعاليات ''قمة الصلب العربية ''2009 التي أقيمت على مدار اليومين الماضيين في أبوظبي إن نسبة الخردة من الحديد في الأسواق العربية ضعيفة جدا، مشيرا إلى أن الطاقة الانتاجية للمصانع العربية بلغت مع نهاية العام الماضي نحو 17 مليون طن، منها مليونا طن تم انتاجها من خلال الخامات المحلية والتي تتركز في الجزائر ومصر· وناقشت القمة التي عقدت برعاية سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان سمو ولي عهد أبوظبي، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، رئيس المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة وبمشاركة 37 دولة عربية وأجنبية وأكثر من 140 شركة مختصة، تداعيات وانعكاسات الأزمة المالية العالمية على صناعة الحديد في المنطقة العربية، وتطور وضعية الأسواق وتراجع حركة التجارة العالمية وتأثير أسعار منتجات الصلب الحالية في اندفاع الاستثمارات وتوجيه فوائض الأموال للدخول إلى الصناعة· وسيطرت قضية الإغراق والسياسات الحمائية على مناقشات القمة، إضافة لتوقعات النمو بالنسبة للقطاعات المستهلكة لمنتجات الصلب، كقطاع الإنشاءات، وصناعة الأنابيب والصناعات الهندسية، واحتمالات التطور المستقبلية لهذه القطاعات· وقال المحكم الدولي في منظمة التجارة العالمية عبدالرحمن فوزى إن ''المنظمة لم تتلق حتى الآن أية شكوى رسمية من أي دولة بشأن تعرض أسواقها لعمليات الإغراق''، لافتا إلى أن مفهوم الإغراق الذي اعتمدته المؤسسة يتمثل في تصدير الفائض من السلعة إلى بلدان أخرى بأسعار أقل من القيمة الحقيقية لتلك السلعة· وأكد فوزي حق الدول الأعضاء في المنظمة في اتخاذ اجراءات للحماية من الممارسات الضارة التي تخل بالمنافسة· واستعرضت جلسات القمة أمس مراحل تطور ارتفاع أسعار الحديد خلال عامي 2007 و2008 وأسباب حدوث تلك الارتفاعات التي نجمت عن ارتفاع تكاليف الانتاج والمواد الخام، إضافة لممارسات تخزين كميات من السلعة انتظارا لارتفاع الأسعار في الأسواق· كما تناول المشاركون مراحل تراجع أسعار السلعة عقب الأزمة المالية العالمية، لافتين إلى أن انخفاض الطلب من جانب المستهلك ترقبا لمزيد من التراجع في أسعار السلعة أدى إلى مزيد من التراجع في أسعار السلعة وبنسبة 90%، إضافة لتخفيض أسعار العملة في البلدان التي تراجعت فيها أسعار السلعة حيث انخفضت عملة تركيا بنسبة 35% وأوكرانيا بنحو 60%، وروسيا بنحو 75%· وركزت القمة على الموقع التنافسي لصناعة الصلب العربية واستراتيجيات نموها، وفرص واتجاهات الاستثمار في صناعة الصلب في المنطقة العربية، إضافة إلى اتجاهات النمو والتطور في أسواق الصلب في عدد من المناطق في العالم وقضايا الاستحواذ والاندماج في صناعة الصلب العالمية، وتأثيرها على أسواق الصلب العربية· كما أقيم على هامش القمة ''المعرض الدولي للصلب ،''2009 الذي يمثل بيئة مناسبة للشركات للتعريف بقدراتها الإنتاجية من الحديد والصلب، والحلول التقنية الحديثة التي تساعد في تطوير إنتاجية صناعة الحديد والصلب· ودارت عدة تساؤلات حول الاجراءات الحمائية، ومفهوم السياسات الحمائية لدي منظمة التجارة العالمية· يشار إلى أن صناعة الصلب العربية تشهد تحولات ملحوظة ستؤثر على تقديرات الإنتاج بالنسبة لعام ،2009 والأعوام اللاحقة، حيث من المتوقع دخول العديد من المشاريع الجديدة مرحلة الإنتاج خلال عام 2009 والتي من شأنها أن تضيف طاقات إنتاجية جديدة، وتنوعاً في المنتجات·