أنا امرأة متزوجة منذ عشرين سنة، ولي خمسة أبناء وبنتان·· مشكلتي تتلخص في تغير معاملة زوجي لي رغم تلبيتي لكافة طلباته·· فأصبح يخرج بعد استراحة الغداء ولا يعود إلا في الساعة الثالثة أو الرابعة فجراً ونحن نيام·· كما أنه بدأ يضرب الأولاد ويسبهم بالرغم من عدم اقتناعه بهذا الأسلوب سابقاً·· ما أثر كثيراً على سلوكيات أبنائي·· فابني الأكبر 17 عاماً أصبح يسهر كوالده ويدخن، وأخاف جداً أن تتطور حالته وينجرف مع أصدقاء السوء في مستنقعات المخدرات·· ولا أعلم ما العمل؟ كيف أعيد زوجي إلى جادة الصواب؟ وكيف أعيد لابني القدوة الحسنة التي يتمثل بها؟ وهل هناك مراكز تهتم بالارشاد الأسري (لكافة أفراد الأسرة)؟ وأين موقعها بالضبط حتى نستفيد من خدماتها؟
عائشة علي
الرد :
عرضنا هذه المشكلة على خليفة محمد المحرزي مستشار العلاقات الأسرية بمركز الأسرة السعيدة الذي أفادنا قائلاً: يتضح من فحوى الاستشارة أن الوضع داخل الأسرة يتسم بالتوتر الحاد في الوقت الحالي، والذي يعود إلى الاضطراب الحاصل لدى الزوج بسبب البيئة المنزلية الطاردة، ما يدل على وجود مشكلتين: الأولى متعلقة بالزوج نفسه، والأخرى في المنزل كأن يكون الجو غير مهيأ له بالصورة المناسبة·· لذا:
- حددي المشكلة واعرفي أسبابها ولماذا نشأت بالضبط، فالكثير من الزوجات يصطدمن بالمشكلة دون أن يعرفن السبب، فتراهن يقعن في نفس المشكلة في كل وقت·
- كما ذكرت أن علاقتك في السابق كانت ايجابية ولكنها تبدلت في الآونة الأخيرة، وهذا مدخل جيد في التقرب إليه، فلا تكدري حياتك الزوجية بكثرة المناقشة والإصرار على بحث كل القضايا معه؛ فإن هناك من المشكلات ما تحسن مناقشتها في ظروف معينة، ومنها ما يحسن التغاضي عنه·
- انتبهي إلى طريقتك في الحوار معه والأسلوب الذي تستخدمينه أثناء النقاش، فقد لا تتناسب مع طبيعة الزوج، وقد يكون هو سبب الجفاف ونفوره منك، وهذا راجع إلى إكثارك من هذا الأسلوب·
- الملاحظ من خلال رسالتك تركيزك على موضوع الخروج من المنزل، ما يدل على اصرارك على وجود مشكلة في الحوار بين أفراد الأسرة دون الانتباه إلى طريقتك في ذلك، وتمسكك به مع الانزعاج منه وعدم تقبله طريقة الحوار وهذا سبب جفائه معك·
- تلعب الحالة النفسية للفرد دوراً مهماً في المصارحة بينكما، فكلما استقرت نفسية الزوج في المنزل وثق في نفسه وفي سلوكياته وكان أكثر صراحة في التنفيس عما في نفسه والعكس صحيح·
- عادة ما يتعامل الازواج مع مشاكلهم الخاصة بصمت ويرفضون أن يفشوا أمرهم إلى زوجاتهم بحجة أنها من الأمور الخاصة بهم، ولا يحق لهن الاطلاع عليها، لأنه يعتبر ذلك نوعا من التدخل في شؤونه الخاصة التي لا ينبغي الاطلاع عليها·
- يجب عليك أن تتعرفي على شخصية زوجك أكثر؛ لكي تتمكني من معاملته بالأسلوب الذي يناسبه، فليست كل الأساليب الجيدة مجدية مع كل الأشخاص وفي كل الظروف·
- قبل أن تتناقشي معه عليك البدء بالايجابيات قبل السلبيات وعدم الحكم على تصرفاته والتقليل من شأنه واظهار الاهتمام وتشجيعه على المتابعة·
- عليك باختيار الأوقات المناسبة في طرح أي موضوع معه، وتجنبي أوقات الذروة العصبية التي يشترك فيها معظم الأزواج، كوقت دخول الزوج من الخارج ووقت الطعام ووقت النوم·
- محاولة التعرف على المستجدات التي طرأت على حياته النفسية والمهنية والعاطفية لتقييم الوضع بالصورة المناسبة·
عدد اليوم
