الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التباطؤ العالمي يضرب قطاع الزراعة الأميركي

التباطؤ العالمي يضرب قطاع الزراعة الأميركي
14 ابريل 2009 22:24
قبل عام فقط من الآن، كانت جميع المؤشرات تدل على أن صادرات المزارع الأميركية مقبلة على فترة غير مسبوقة من الازدهار، فقد عكفت الصين وسائر الدول النامية على تربية وإطعام قطعان الماشية من محصول الذرة الأميركي، كما شرعت في استيراد كميات قياسية من الأغذية لكي تلبي الشهية المنفتحة والمتنامية في الطبقة المتوسطة· أما الجفاف والقحط اللذين ضربا أستراليا فقد تمخضا عن نقص كبير في القمح في الأسواق العالمية، وبذلك فقد ارتفعت أسعار منتجات الألبان في جميع أنحاء العالم كنتيجة لهذا العجز والنقصان· ولكن ومنذ ذلك الوقت، فقد بدأت الظروف في التبدل، فقد عمدت الدول النامية إبطاء وتيرة استيرادها للأغذية، ثم هطلت الأمطار مجدداً في أستراليا فاتجهت أسعار منتجات الألبان إلى التراجع والانخفاض، بل إن القوة التي اكتسبتها العملة الخضراء في الأشهر الأخيرة أدت جميعها لأن تجعل الصادرات الزراعية الأميركية أقل تنافسية مع غيرها من السلع الأخرى· وكما قال جوزيف جلوبر كبير الاقتصاديين في وزارة الزراعة الأميركية في شهادته أمام الكونجرس مؤخراً: ''لا يمكن تخيل الفرق الذي حدث في فترة الاثني عشر شهراً الماضية، حيث شهدت معظم أسعار السلع انخفاضاً يتراوح ما بين 40 و50 في المئة من مستوى الذروة الذي بلغته في منتصف العام الماضي، ويبدو أن التباطؤ الاقتصادي العالمي قد ألقى بظلال التراجع على معظم الأسواق''· وقد تنبأت الوزارة مؤخراً بأن قيمة الصادرات الزراعية التي تشكل حوالي 20 في المئة من إجمالي قيمة الإنتاج الزراعي سوف تنخفض في هذا العام إلى مستوى 96 مليار دولار مقارنة بمبلغ 117 مليار دولار في عام ،2008 بالتوازي مع التراجع الذي شهدته كافة الصادرات في الولايات المتحدة الأميركية، إلا أن هذا التراجع اتسم بالحدة على وجه الخصوص بالنسبة للذرة والقمح أحد أكبر محصولين أساسيين للاقتصاد الزراعي الأميركي، بينما أشار بعض الاقتصاديين الحكوميين إلى أن هذه المسألة يمكن أن تؤدي مباشرة إلى فقدان 45 ألف وظيفة في القطاع· وخلص تقرير لوزارة الزراعة الأميركية صدر مؤخراً إلى أن الدخل الزراعي الأميركي سوف يتراجع إلى مستوى 66 مليار دولار في هذا العام من مستواه القياسي الذي حققه بمقدار 89 مليار دولار في العام الماضي، بل انه يمكن أن ينخفض بنسبة تصل إلى 33 في المئة إلى 60 مليار دولار فقط بحسب ما ورد في التقرير· وفي الوقت الذي ظل فيه الغذاء أحد المشتريات الأساسية للمواطنين الأميركيين - حتى لو لجأوا إلى تناول المزيد من الأطعمة في داخل المنزل أو أصبحوا يبحثون عن أرخص الأسعار في متاجر البقالة - فهنالك مؤشرات تدل على أن الطلب على الغذاء أو الطلب الصناعي على المنتجات الزراعية المستوردة قد تراجع في العديد من الدول النامية مثل تايوان وماليزيا والمكسيك ومصر تماماً، كما أن هذا النقص قد تحول فجأة إلى زيادة وفائض في السعة· وتقدر وزارة الزراعة الأميركية أن المزروع من القمح والقطن الأميركي في هذا العام سوف يتناقص بنسبة 7 في المئة مقارنة بحجمه في عام ،2008 بينما ينخفض مستوى المزروع من الذرة بنسبة واحد في المئة· ولكن أكثر ما فاقم آثار وتداعيات التباطؤ الاقتصادي العالمي على المزارعين الأميركيين هو حقيقة أن تراجع الطلب العالمي بات يعني انخفاض أسعار منتجات المزارع المباعة حتى في داخل الولايات المتحدة نفسها· وهذه الخسائر من شأنها أن يزداد حجمها بمرور الأيام في هذا العام خاصة إذا ما استمرت قيمة الدولار في مستوياتها العالية التي اختبرتها في الأشهر الأخيرة الماضية· عن ''إنترناشونال هيرالد تريبيون''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©