صالة أبوظبي للتزلج.. الجليد في قلب الصحراء

- لم يعد من الضروري أن تعيش في جبال الألب أو تشد الرحال إليها حتى تتمتع بممارسة رياضة التزلج على منحدراتها، طالما أنَّه بإمكانك أن تأتي بميادين التزلج على الجليد إليك. صغاراً وكباراً بدأوا «الزحف» على صالة أبوظبي للتزلج، ليتزلجوا على ثلج حقيقي، وفي ظل درجات حرارة متدنية تصل إلى ما دون العشر درجات تحت الصفر. ومع أنَّه ليس من السهل أن يعتاد ابن الصحراء على هذا النوع من الرياضات المتناقض مع شروط بيئته، ومع طبيعتها البعيدة كلياً عن أجواء رياضة التزلج على الجليد، لكنَّ وجود رياضة «غريبة» في مكان ليس مكانها الطبيعي بالمرة، وبين كثبان رملية لم تعرف البرودة، هذا الضيف الغريب، يوماً، قد يمثل دافعاً أكبر لأبناء هذه البيئة الصحراوية للإقبال على هذه الرياضة والتمتع بها، ولو من باب الفضول. ذلك أنَّ سحر الجليد لا يقاوَم. ولو كانت ممارسة التزلج فوقه صعبة نوعاً ما على المبتدئين. رياضة التزلج رياضة قديمة جداً، و يصعب تحديد منشئها، لكن بعض الأبحاث الأثرية التي أجراها علماء اسكندنافيون أثبتت أن رياضة التزلج بدأت منذ سبعة عشر قرناً، ومما يؤيد نظريتهم ورود ذكرها في بعض المخطوطات القديمة. وقد أشار الروائي الإنجليزي الشهير شارلي ديكنز 1876م، في مجلة أسبوعية كانت تصدر في لندن، إلى أنَّ إسكندنافيا شكلت موطن رياضة التزلج الأول، قبل أن يتبناها البريطانيون والألمان والهولنديون. و يرجع أقدم كتاب تحدث عن رياضة التزلج إلى عام 1772، وهو للكاتب روبرت جونس، وحمل عنوان «اتفاقيات التزلج على الجليد»، كما أنَّه من الثابت أن الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت كاد أن يفقد حياته أثناء التزلج. رتشير المعلومات إلى أنَّ أول حلقة تزلج حقيقية أقيمت في لندن عام 1876م، وهي فتحت المجال لتطور رياضةالتزلج، حيث تمثلت الخطوة الأبرز على هذا الصعيد بإقاماتها في صالات مغلقة، مما يحفظها من تقلبات الطقس، وأيضاً يمكن الجمهور من حضور ألعاب التزلج المختلفة. تجيهيز أرضية التزلج يعتمد تجميد الماء في صالات التزلج على الطريقة نفسها المستخدمة في الثلاجات التقليدية، وأرضية الصالة هي أهم مكوناتها، وتعد الأصعب عند البناء. ولبناء الصالة تجهز الأرضية جيداً، ثم توضع طبقة عازلة تمنعها من التجمد، لأنَّ تجمدها يؤدي إلى تشكل طبقة من الجليد فوقها ترتفع وتتكاثر بصورة تؤدي إلى تهشمها. لذلك تتخذ احتياطات أكثر لتخليص التربة من الرطوبة، وتمدد عقب ذلك أنابيب من الفولاذ أو النحاس يجري فيها غاز الفريون تحت أرضية الصالة لتجميد الماء. ويستخدم جهاز ضخم لتنعيم سطح الجليد، وهو في عمله ذلك ينشر ذرات من الماء التي تتجمد. ثم ينظف السطح الجليدي يومياً لإبقاء سطح الميدان ناعما.