الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

قضايا التعليم (1-3)

قضايا التعليم (1-3)
8 سبتمبر 2007 00:56
كما أسلفت من خلال مقال الأسبوع المنصرم أن التعليم بالإمارات لم يعد أسير حقبة محددة أو في حيز الأهداف المدرسية البسيطة والتي تنم عن جدران فاصلة ما بينها والمجتمع الذي حولها !! لقد خرجت العملية التعليمية عن نطاق الترغيب والتحفيز، والوسائل الخصوصية القائمة، وهناك اتجاهات قادمة مغايرة عن البداية، وهناك هموم تعليمية قد تجاوزت عملية التجريب، ولو ننظر إلى المد التعليمي نجد أن المدارس الحكومية في البدء نشأت من أجل خلق التعليم للمواطن كهدف من أهداف الدولة الوليدة، ومن ثم ماذا حدث ؟ فلعل تشكل المدارس الخاصة نتج لأسباب عدة منها أن المدارس الحكومية لم تكن تقدم الوجبات الدينية الخاصة لغير المسلمين، بينما كان المجتمع الإماراتي يتوالد يوماً عن آخر وأخذ يذخر بجنسيات مختلفة على أشدها، فكان لها موروثها الثقافي، لذا فقد شرعت مدارس خاصة بتلك الفئات الغريبة عن المجتمع الإماراتي، لتكون لها مدارس نابعة من أصول لغاتها وتراثها وقيمها، فكانت هناك المدارس الأوردية والأوروبية والباكستانية، وغيرها كثيرة كون التعليم الحكومي لا يمكن أن يفتح أبوابه لكل هذه الجنسيات التي وفدت، لذا لابد أن تتقاطع أهداف المدارس الحكومية مع أهداف هذه الجنسيات المختلفة، لكن ما يهمنا من خلال هذا السياق تلك التي تأثر المجتمع الإماراتي بنواحي التعليم التي تقدمه تلك المدارس، ومن ثم بدأ تسرب طلبة المدارس الحكومية منها إلى المدارس الخاصة بدافع البحث عن لغة إنجليزية رصينة ومواد علمية من شأنها أن تؤسس لمستقبل تعليمي أفضل!! ذلك التأسيس الذي سحب البساط من تحت المدارس الحكومية، لا تحظى بكوادر تعليمية متميزة ولا بمناهج كما لدى المدارس الخاصة !! رغم أن المدارس الحكومية قدمت الكثير وخرجت أفواجاً لها من النجاحات الماثلة على أرض الدولة !! وفي هذا الخضم جاءت الالتفاتة إلى تطوير التعليم والبحث عن الوسائل البديلة حتى جاءت فكرة التعليم النموذجي الذي من أهدافه التأسيس لمنهجية علمية جديدة تتصف بالحكومي الخاص أو الحكومي الحديث الذي يتطلب أدوات تعليم مغايرة وبناء على ذلك أخذت الدراسات الميدانية حيزاً، بل تعدت ذلك إلى زيارات خارجية كماليزيا واليابان ودول أخرى للاطلاع على التجارب العالمية وترجمتها على أرض الواقع بغية ذلك التطور التعليمي المنشود !! سادت المدارس النموذجية لتلفت الأنظار وتعم بعض مدن الدولة كونها تتعامل بانتقائية تنم عن فكر جديد وموضوعية يبحث عنها مجتمع الإمارات، قبل أن تصاب بتحلل ذلك العقد واندثار الأسس القائمة على النموذجية!! وفي الوقت نفسه كانت استراتيجية التعليم تدار في مراحلها الأولى والتي لم تر النور بسبب التصدي الواضح لها منذ البداية !!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©