الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

علي الأحمد: زايد أمر بإنشاء المكتب الصحي لعلاج المواطنين في ألمانيا

علي الأحمد: زايد أمر بإنشاء المكتب الصحي لعلاج المواطنين في ألمانيا
23 فبراير 2018 00:10
أبوظبي (الاتحاد) تحدث علي عبدالله الأحمد، سفير الدولة لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية لبرنامج البث المباشر من إذاعة «نور دبي» عن تاريخ علاج أبناء الإمارات في ألمانيا، وقال إن القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه هو من أمر بإنشاء مكتب صحي في ألمانيا لعلاج المواطنين ومتابعة أحوالهم واحتياجاتهم ورعاية شؤونهم منذ لحظة وصولهم وحتى إكمال برنامج رحلتهم العلاجية وعودتهم إلى أرض الوطن، وتم افتتاح المكتب في عام 1978. وأوضح السفير أن هناك أربع جهات ترسل المرضى إلى ألمانيا، وهي وزارة الصحة ووقاية المجتمع والقوات المسلحة وهيئة صحة أبوظبي وهيئة صحة دبي، وقال أن هذه الجهات توفد ما بين 4500 إلى 6000 مريض سنوياً، عدا المرافقين الذين يصل عددهم إلى 15 ألف مرافق. وذكر السفير الأحمد قصة مؤثرة عاش فصولها، قائلا: «في شتاء السنة الماضية كنت في زيارة إلى مدينة صغيرة خارج ميونيخ، تبعد نحو ساعة ونصف، حيث كانت مواطنة مسنة تتلقى العلاج فيها، وكانت قد وصلت هناك قبل ثلاثة أشهر، وتخضع للعلاج الكيماوي من مرض السرطان، وكان المرض في مراحل متقدمة وبرنامج علاجها بحاجة إلى ثلاثة أشهر أخرى حتى يكتمل. يقول السفير: دخلت عليها وكانت تلبس العباية والبرقع وتجلس على كرسي ويقف بجانبها ابنها، وسألتها عن أخبارها، وعما إذا كانت تريد شيئاً أو ينقصها شيء،؟ لكنها لم تجب بكلمة واحدة، وعندما أردت الخروج أمسكت بيدي ورفعت رأسها نحوي وقالت: «أبوي فديتك ردني البلاد»، وظلت ممسكة بيدي وهي تكرر نفس الجملة أكثر من مرة، ثم قالت «أريد أن أودع عيالي وأهلي وجيراني». وبعدها تركت يدي ولثوان لم أعرف بم أرد عليها أو أفعل نظراً لصعوبة الموقف، لكنني حاولت التخفيف عنها فقلت لها أنظري إلى هذه الجبال التي تغطيها الثلوج وإلى هذا النهر الجميل ولونه الرائع.. وسوف تعودين إن شاء الله وتلتقين بالعيال والجيران وكل أحبابك، وقلت لها مازحاً (لاحقة على رطوبة البلاد)، فقالت «والله حر ورطوبة البلاد أبرك من هذا المكان». خرجت من غرفتها وتوجهت للطبيب وسألته هل من الممكن أن تكمل علاجها في الإمارات؟ فأجاب يمكنها العودة بعد أن تنهي المرحلة الأولى من العلاج والذي سيستغرق أسبوعاً آخر، وعادت المرأة إلى البلاد. وأضاف أن القصة لم تنته عند هذا الحد، فقبل أسبوعين اتصل شخص بالسفارة وذكّرني بالواقعة، وقال إنه ابن المريضة والذي كان يرافقها خلال فترة علاجها، وكان يقف بجانب والدته عند كنت أتحدث معها، فتذكرته، وسألته ما أخبار الوالدة فقال إنها توفت قبل أسبوع رحمها الله، وقال أيضاً إن والدتي أقسمت أن لا تأخذ أي جرعة كيماوية مهما بلغ بها الأمر، وبالفعل نفذنا طلبها واستعادت قوتها ونشاطها، وتمكنت من العيش لمدة سنة كانت مليئة بالنشاط والعطاء، وكانت كل يوم تزور أقاربها وأرحامها وجيرانها، وتجتمع بأبنائها وأحفادها، والأهم أنها لم تنس زيارتك لها في المستشفى، ويستطرد ابنها قائلاً.. كانت تسأل عنك دائما وقبل أن تتوفى يأيام قليلة حملتني أمانة مهمة حيث طلبت مني الاتصال بكم ونقل رسالة على لسانها وهي: (جزاك الله خيراً يوم رديتني البلاد). ويقول السفير الواقعة كانت مؤثرة جدا وحزنت جدا لوفاتها.. رحمها الله بواسع رحمته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©