أهالي منطقة نعمة في العين يشكون من تجمع لمياه المجاري

تعاني منطقة نعمة والمناطق المجاورة لها والواقعة في جنوب مدينة العين من الروائح الكريهة المنبعثة من حوض مياه الصرف الصحي المجاور للمنطقة، لتصبح مصدر إزعاج لسكان المنطقة، وأزكمت أنوفهم الروائح الكريهة التي طغت، بالإضافة إلى تكاثر الحشرات· ويتبع حوض المياه الآسنة شركة أبوظبي لخدمات الصرف الصحي، وسبق أن تقدم الأهالي بشكاوى بهدف التخلص من هذا الحوض، وعلاج الأمر بشكل عاجل، إلا أن شكاواهم لم تلق الاهتمام المطلوب، وقد مضى على الأمر فترة طويلة ومازالت المشكلة قائمة بالرغم من الوعود الكثيرة· ''الاتحاد'' استطلعت آراء سكان منطقة نعمة، وعرضتها على شركة الصرف الصحي· ويقول عوض الهنائي من سكان منطقة نعمة: ''رغم أن الحوض يقع على مسافة لا يزيد عن 4 كيلومترات من المنازل، إلا أن الروائح الكريهة المنبعثة منه تصل إلينا وتؤذينا، خاصة أن الرياح تلعب دورا كبيرا في إيصال الروائح والبعوض إلى المنازل''· ويؤكد سالم الشامسي من سكان نعمة خطورة اقتراب الأطفال من الحوض المكشوف، خاصة أن الأطفال لا يكترثون كثيرا بالنصائح الموجهة إليهم، محذرا من أنهم قد يذهبون إلى الحوض بدافع حب الاستطلاع، مما يتسبب في احتمال إصابتهم بالأمراض والحساسيات كون تلك المياه هي للصرف الصحي· وأضاف الشامسي: ''يوجد بالمنطقة حفريات عميقة تابعة للصرف الصحي مكشوفة منذ فترة ليست بالقصيرة تسبب مصدر قلق لنا''· أصحاب العزب من جانب آخر تقدم أصحاب العزب والحظائر المجاورة بشكوى مماثلة نتيجة للأضرار التي لحقت بمواشيهم قبل فترة وخلال موسم الأمطار الماضية، حيث تسربت المياه للحضائر وهو أمر أزعجهم وتقدموا بشكوى سابقة في وقتها، وللآن ينتظرون إقامة حاجز بينهم وبين بركة مياه المجاري· ويبدي مبارك العامري صاحب عزبة بالمنطقة استياءه من كون الحوض مكشوفا مغير محاط بجدار، مما يشكل خطورة على مواشيهم عند اقترابها من الحوض''· ويؤيده عبدالله سالم في ذلك وهو صاحب عزبة أيضا، وقال: ''اضطر البعض إلى استبدال أماكن عزبهم، خاصة بعد أن فاضت بركة مياه المجاري بشكل مؤذٍ لتسبب أضرارا للمواشي، هذا عدا الرائحة التي تعم المكان وتزكم الأنوف''· من جهتها، تؤكد شركة أبوظبي لخدمات الصرف الصحي أنها تسعى لوضع الحلول الفعلية للتغلب على تلك المشاكل، بإقامة المشاريع المطلوبة التي تهدف إلى تطوير محطة المعالجة الرئيسية والتخلص النهائي من بركة الطوارئ المجاورة لمنطقة نعمة، وذلك بردمها وإزالتها بصورة كاملة مع نهاية العام الحالي· ويؤكد ألن تومسون مدير عام شركة أبوظبي لخدمات الصرف الصحي أن لدى الشركة خططا مدروسة لحل مشكلة بركة المياه، مؤكدا أنها تعمل على تطوير محطة المعالجة الرئيسية للمجاري والتخلص النهائي من بركة الطوارئ المجاورة لمنطقة نعمة، وذلك بردمها وإزالتها بصورة كاملة مع نهاية العام الحالي· ويقول ألن تومسون مدير عام شركة أبوظبي لخدمات الصرف الصحي: ''قبل ثلاث سنوات، لم تكن هناك شكاوى بخصوص بركة الطوارئ أو المحطة الرئيسية، حيث تم اختيار موقعهما ليكون على مسافة بعيدة عن المناطق العمرانية بمدينة العين، وحين بدأ الزحف العمراني مؤخرا يقترب من تلك المنطقة انهالت شكاوى السكان''· وأضاف تومسون: ''إن هذا لا يعني عدم اهتمام الشركة بشكاوى الأهالي، ولكن معالجة الأمر يحتاج لفترة زمنية ليست بقصيرة، فهناك عدد من المشاريع قريبة وبعيدة المدى لتحسين خدمات الصرف الصحي، منها إنشاء عدد من محطات التنقية سريعة التجهيز في أماكن متعددة من مدينة العين لتخفيف الضغط على محطة المعالجة الرئيسية التي أصبحت تعمل فوق معدلها الذي صممت من أجله بنسبة 100 %''· وأوضح مدير عام الشركة أن الوقت الذي صممت فيه المحطة كانت لاستقبال ومعالجة 54 ألف متر مكعب يوميا من مياه الصرف الصحي، ثم فؤجئت بأن ما يصلها يزيد عن 110 آلاف متر مكعب يوميا، وهو ما يجعل بركة الطوارئ ممتلئة بصورة مستمرة وتفوح منها الروائح الكريهة على الدوام· وأكد أنه يجري العمل لإنشاء محطة معالجة بطاقة مضاعفة تصل إلى 90 ألف متر مكعب يوميا في المرحلة الثانية من إنشائها، ويتوقع الانتهاء من إنشائها بنهاية عام 2009 لتكون حلا جذريا لمواجهة تزايد كميات مياه الصرف الصحي بمدينة العين وضواحيها· أما حول عدم وجود الجدار المحيط بالبركة، فهذا يعود للفترة التي كانت أعمال التوسع وإنشاء الطريق قائمة، ففي ذلك الوقت جاء تخطيط الشارع الممتد في تلك المنطقة ''نعمة'' ليجاور البركة، وعليه تم هدم الجدار ولم تنشأ المحطة جدارا آخر لأنها بصدد إزالة البركة قبل نهاية هذا العام· سد ترابي للحماية علق مدير عام المحطة على الأضرار التي لحقت بالعزب المجاورة مبديا أسفه لما حصل في فترة موسم الأمطار، موضحا أن الأمطار هطلت بغزارة وفاضت بركة المياه من أحد جوانبها المنخفضة، فوصلت المياه إلى بعض الحظائر القريبة للبركة، مما تسبب في مزيد من شكاوى الأهالي خاصة أصحاب العزب، مؤكدا أن الشركة بصدد إنشاء سد ترابي حول البركة من الناحية المنخفضة لمنع تكرار الإشكالية مستقبلا· وأكد ألن تومسون أن شركة أبوظبي لخدمات الصرف الصحي تطمئن جمهور المتعاملين بأن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح وبصورة مخططة ومدروسة بعناية، وأن هناك حلولا موضوعة لكل المشاكل الحالية، وبالطريقة التي تضع حدا لهذه المشكلات بصورة نهائية·