كلويفرتفي تجربة "ليل"

بعد أن لعب في الدوري الهولندي لفريقي ''أياكس أمستردام وأيندهوفن'' والدوري الإسباني ''برشلونة وفالنيسيا'' والدوري الإيطالي ''ايه سي ميلان'' والدوري الإنجليزي أيضاً ''نيوكاسل''، ها هو النجم الهولندي المخضرم باتريك كلويفرت يحط الرحال في فرنسا حيث انتقل منذ أغسطس الماضي الى صفوف نادي ليل أحد فرق أندية الوسط في الدوري الفرنسي ''ليج آن''·· فما الذي حدث لهذا النجم الكبير، وما أسباب هذا التراجع؟ مجلة ''فرانس فوتبول'' نشرت تحقيقاً عن هذا اللاعب الهولندي الذي كان في يوم من الأيام هداف كأس الأمم الأوروبية عام 2000 برصيد خمسة أهداف، وأيضاً صاحب الرقم القياسي في عدد الأهداف التي يسجلها لاعب بفانلة المنتخب الهولندي البرتقالية (40 هدفاً في 79 مباراة دولية) منذ أن بدأ مشواره مع المنتخب يوم 16 نوفمبر 1994 أمام منتخب جمهورية التشيك (صفر/صفر)، بينما كان لا يزال في الثامنة عشرة من عمره، والذي تدهور حاله وتراجع مستواه في السنوات الأخيرة· وتقول المجلة: إن صبي هولندا المدلل في بطولة أوروبا ،2000 لم يعد كذلك في أمم أوروبا ،2004 صحيح أن ديك أدفوكات المدير الفني لمنتخب الطاحونة الهولندية ضمه الى صفوف المنتخب، إلا أنه لم يشركه ولو لدقيقة واحدة، وفضّل عليه رود فان نستلروي المولود معه في نفس اليوم، ولكن يفوقه في الروح القتالية· وتستطرد المجلة في سردها لتراجع مستوى كلويفرت وانخفاض الطلب عليه فتقول: لم يكن حال كلويفرت أفضل مع ماركو فان باستن الذي خلف أدفوكات على رأس المنتخب الهولندي، إذ إن المدير الفني الجديد فان باستن لم يستدعه الى صفوف المنتخب الهولندي الذي شارك في مونديال ألمانيا ،2006 وانعكس ذلك بالضرورة على وضعه مع ناديه وقتها أيندهوفن الذي أعلن في العاشر من شهر مايو الماضي في بيان أن عقد كلويفرت لن يتم تمديده رغم فوز هذا النادي ببطولة الدوري الهولندي، وكان المعنى أن يبحث لنفسه عن ناد في أي مكان آخر، وهذا هو نفس ما حدث معه موسم 2005/2006 عندما كان يلعب لنادي فالنيسيا الإسباني حيث لم يمدد له هذا النادي عقده· ويبدو أن الإصاباتِ المتكررةَ لنجمنا الهولندي كانت وراء التراجع الكبير في مستواه، وظهر ذلك واضحاً أيضاً عندما كان يلعب أيضاً في انجلترا مع فريق نيوكاسل الذي لم يستمر معه سوى موسم واحد فقط (2004/2005) رغم أن عقده معه كان من المفترض أن يمتد حتى ،2007 فقد كان شرط بقائه أن يحتل نيوكاسل مركزاً بين العشرة الأوائل في ترتيب الدوري الإنجليزي، وهو ما لم يحدث، حيث احتل نيوكاسل المركز الرابع عشر· بالمناسبة لم يسجل كلوفير سوى ستة أهداف فقط في 25 مباراة في الدوري الإنجليزي، ورغم ذلك كان كلام جرام سونس مدرب نيوكاسل قد أشاد به كموهبة كروية جيدة، وقال: كلويفرت لاعب يمتلك موهبة أسطورية، ولكنني كنت أتمنى أن يكون حافزه ودافعه ورغبته في الإجادة على نفس درجة هذه الموهبة· 10 أهداف في 26 مباراة وإذا كان كلويفرت قد أمضى ستة مواسم في برشلونة الإسباني، فقد تألق في المواسم الخمسة الأولى منها، أما الموسم الأخير فقد كان مستواه خلاله أقل كثيراً حيث لم يسجل سوى 10 أهداف في 26 مباراة· وتساءلت المجلة عما إذا كان كلوفيرت قد خسر كل شيء بعد أن وصل الى الحادية والثلاثين من عمره، وعما إذا كان بمقدوره أن يستعيد أمجاد شبابه عندما راوغ دفاع فريق ميلان بقيادة المخضرم فرانكو باريزي ليمنح أياكس أمستردام ناديه الأول- الذي بدأ فيه منذ أن كان في الثانية عشرة من عمره- رابع بطولة كأس أوروبية في تاريخه العريق، وكان ذلك في الرابع والعشرين من مايو عام 1995 في فيينا· 3 أسباب المجلة لم تجب على السؤال ولكنها أجرت حواراً سريعاً مع النجم الهولندي للتعرف على أسباب اختياره للعب لفريق ليل، وأسباب تراجع مستواه، وكيف يعود الى سابق مستواه العالي، فقال باتريك كلويفرت: السمعة الطيبة لكلود بويل مدرب ليل هي التي دفعتني الى اختيار فريق ليل، وأيضاً لأنني أريد أن أظهر قدراتي في الكرة الفرنسية، وفي بطولة دوري لم ألعب فيها من قبل، وكيف أشاهدها في التليفزيون· وأضاف كلويفرت: سوف أبذل ما في وسعي لكي أحقق نجاحات مع هذا الفريق· وعن العناصر الحاسمة لحظة اتخاذه قراره باللعب لفريق ليل، قال كلويفرت: كانت أمامي فرص أخرى، ثلاثة أو أربعة أندية تطلبني، ولكني اخترت ليل، وسعيد بهذا الاختيار، أولاً لأنني أريد اللعب تحت قيادة مدرب كبير، وثانياً لأنني أنوي بالفعل استعادة مستواي العالي، وثالثاً لأنني هنا سأكون قريباً من عائلتي التي تعيش في أيندهوفن· وعندما قالت له المجلة إن نادي ليل يضم مجموعة من اللاعبين الشباب، فما الدور الذي يمكن أن تلعبه وسطهم؟ قال كلويفرت: أمامي تحد آخر وهو أن أنقل خبرتي إليهم رغم أنني أعتبر نفسي شاباً فأنا في الحادية والثلاثين من عمري· وعن أسباب نقص فاعليته كمهاجم في الموسم الماضي قال كلويفرت: أنا لاعب المستقبل· فالماضي هو الماضي، وعلى أية حال فإن المدرب لم يكن يشركني في مباريات الموسم الماضي، واليوم أنا في حاجة الى إعداد جيد حتى أقدم كل ما عندي، وأتمنى اللعب تحديداً ضد بوردو يوم 15 سبتمبر الحالي، وآمل أن أكون جاهزاً، وأضاف كلويفرت قائلاً: سوف أعمل بجد في التدريبات الى أن أصل الى قمة مستواي، وقد أسعدني الاستقبال الجيد من زملائي في الفريق، ولهذا أشعر بأنني في ظروف جيدة تسمح لي باستعادة مستواي في أقرب فرصة· وهكذا أصبح نادي ليل هو الأمل الأخير لعودة باتريك كلويفرت الى التألق من جديد أو هو ''الصحوة الأخيرة'' على حد تعبير المجلة الفرنسية لهذا النجم الهولندي الذي كان أحد أهم نجوم منتخب بلاده منذ سنوات قليلة· ويبقى أن نعرف أن باتريك كلويفرت المولود في أول يوليو عام 1976 في أمستردام، والذي يبلغ طوله 188 سم ووزنه 81 كجم ويلعب مهاجماً، قد نال شرف اللعب في ستة أندية أوروبية شهيرة (أياكس، ميلان، برشلونة، نيو كاسل، فالنيسيا وأيندهوفن) قبل أن ينتقل في أغسطس الماضي الى صفوف ليل الفرنسي، وأنه حقق إنجازاتٍ طيبةً حيث فاز بكأس أوروبا للأندية أبطال الدوري عام 1995 مع أياكس، وكأس السوبر الأوروبية في نفس العام ومع نفس النادي، وأيضاً كأس الانتركونتننتال مع أياكس 95 و،96 ومرة واحدة مع أيندهوفن عام ·2007 كما فاز بكأس إسبانيا عام 1999 مع برشلونة، وكأس السوبر الهولندية مع أياكس عامي 94 و·95 وعلى المستوى الشخصي حصل على لقب هداف كأس الأمم الأوروبية 2000 برصيد خمسة أهداف، ولعب 79 مباراة دولية مع منتخب بلاده سجل خلالها أربعين هدفاً·