الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زواج الأم

14 ابريل 2009 22:45
المشكلة عزيزي د.مصبح: أنا فتاه في السادسة عشرة من العمر، أكبر إخوتي الثلاث. توفي والدي منذ ثلاث سنوات وترك لنا معاشاً معقولاً، ووالدتي موظفة في إحدى الشركات، واكتشفت مؤخراً مصادفة أن والدتي التي تبلغ من العمر 28 عاماً تفكر في الزواج من شخص إمكاناته المالية جيدة، تعرفت عليه من خلال جارة لنا. وقد أقنعها بأنه يرغب في الزواج منها لإعجابه بها منذ مدة طويلة، رغم أنه متزوج ولديه أطفال أيضاً، وأراها متحمسة للفكرة، وعندما تناقشت معها وجدتها معجبة به، ولا ترى أي مانع من الزواج منه لأنها تتفهم ظروفه، وأنه يتفهم ظروفنا، وأنها مازالت صغيرة في السن، وأنها سترتب أمرنا دون تأثير علينا، وأحياناً تقول إنها قطعت علاقتها به، ثم تعود الأمور إلى طبيعتها، لكنني لم أتقبل الفكرة منذ البداية، ولا أتصور أن يحل شخص آخر مهما كان مكان والدي «رحمة الله عليه»، وأحياناً أشعر بأن أمي لم تكن وفية له بالقدر الكافي، وأنها لم تكن تحبه كما يجب، لأنها كثيراً ما تتذكر مشاكلها معه، إنني أشعر بمرارة ولا أستطيع أن أقنعها بالتخلي عن مشروعها بالزواج، فماذا أفعل؟ هند م. النصيحة قد يكون تقبلك لزواج والدتك ثانيةً أمراً صعباً على نفسك، لكن لا يستحق كل هذه المرارة، والأمر ليس له علاقة بوفائها لوالدك من عدمه، وكونها تستعيد مشاكلها معه لا يجب أن يفهم على أنه نوع من التبرير، حتى وإن كان ذلك صحيحاً، إنها صفحة طويت بحلوها ومرها، إنما علينا أن ننظر للأمر بعين اليوم. لن ولا يستطيع أحد لومك، وإنما هى سنة الحياة يا هند، والحياة لن تتوقف بوفاة الأب، ودوام الحال من المحال، فقد تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد السيدة خديجة «رضي الله عنها» رغم حبه الشديد لها، وكذلك تزوجت كثير من نساء الصحابة بعد وفاتهم، ووالدتك مازالت في عمر يسمح لها بالزواج، وليس من حق أي طرف أن يحجر عليها هذا الحق مادام على شرع الله، وأمك واضحة معكم، ولم تتصرف في الخفاء، ومشاكل زوجها المنتظر التي تعطل الزواج أمر يعنيه، لكن الأهم أن تحسن الاختيار، وتحسن ترتيب أوضاعك وإخوتك، ولا تتأثر سلباً، ولا تأخذي من ذلك الشخص موقفاً رافضاً مسبقاً، لكن إن حدث وتم الزواج تعاملي معه كأب بديل لك يمكن كسبه باتزان وود وإيجابية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©