الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المطابخ الحديثة... لم تخرج من جلباب الكلاسيكية

المطابخ الحديثة... لم تخرج من جلباب الكلاسيكية
8 سبتمبر 2007 23:33
يقولون عادة إن ''القديم خَيْرُهُ فيه''، على سبيل تأكيد قيمته وجماله وتزايد أهميته كلما مرت عليه السنوات، ويبدو أن ''خير'' القديم وحسناته وفوائده تنسحب أيضاً على عالم المطابخ، فالمطبخ القديم العملي الذي كان يتسع لحركة ''ست البيت'' وبركتها أيضاً، لا يزال مسيطراً على الأذواق، والدليل، أن المطبخ الحديث على الرغم من تعدد أشكاله وخاماته وتنويعاته التي لا يمكن أن ينكر المرء جمالها، لم يستطع التخلص تماماً من جلباب المطبخ القديم أي الكلاسيكي وبقي محتفظاً بنكهته ورائحته العتيقة· لم يعد المطبخ مجرد غرفة لإعداد الطعام فحسب، إنما تحول اليوم إلى مساحة مجهزة بأفضل التقنيات التي تسهل على ربة المنزل العمل فيه من جهة وتجعله مكاناً جامعاً لاحتياجات العائلة من جهة أخرى· ولأن المطابخ القديمة كانت تتميز بالفخامة والكلاسيكية، بل بالجودة والعملية أيضاً، فقد نالت الحصة الأكبر من تصاميم المطابخ الحديثة حتى جاءت الأخيرة مقتبسة عنها خاصة وأنها ظهرت مع بعض اللمسات الأثرية· المطبخ الأكثر طلباً المطابخ المفتوحة من أكثر التصاميم طلباً من قبل زبائن اليوم، نظراً لأنها عملية في الحفاظ على المساحة المتاحة وتوفير الوقت على ربة المنزل، إلا أن هذا النوع من المطابخ ظهرت له سلبيات عدة في ما بعد لعل أهمها تسرب روائح الطهي الى كافة أرجاء المنزل، وهو الأمر الذي تفادته الابتكارات الحديثة في عالم المطابخ والتي جاءت لتقول: ''ليس من الضروري أن يكون المطبخ مواجهاً للصالون الرئيسي أو لغرفة الجلوس الرئيسية، بل يمكن إيجاد غرفة جلوس مصغرة في زاوية المطبخ، لا تعدو أن تكون مقاعد مريحة للاسترخاء قليلاً بعد الطعام أو ليجلس الأولاد عليها لمشاركة الأم الأحاديث أثناء تحضيرها للطعام''، وهذا ما اعتمده المهندس انطوان عطالله في أحد تصاميمه، معتبراً أن هذا الأسلوب يلامس النواحي الكلاسيكية الجمالية للمطبخ، ويعطيه في الوقت نفســـــه الطابع العملي الذي يُعتبر الأهم من حيث توفير احتياجات كافة أفراد العائلة· الخزائن وللمطبخ تصاميم عدة وفنون كثيرة، بعض المهندسين يضيفون هذا الفن على الخزائن التي غالباً ما تكون من الخشب لكن للخشب احتياطاته اللازمة، إذ يجب استخدام الأنواع الجيدة التي تتحمل الرطوبة وأبخرة الطهي· ويتم التركيز اليوم بالنسبة لخزائن المطابخ العصرية على خشب الجوز، إذ يستخدم المهندس عطالله الخشب الذي يُعرف بالـ ''ماسيف'' الكرزي، لأنه يعتبره أكثر ديمومة من غيره الى جانب خشب الزين مؤكداً أن غالبية طلبات الزبائن تتركّز على الخشب أكثر منه على الألمنيوم· ولا غرو في ذلك، فالخشب من سمات المطابخ القديمة لأنه يفرض الطابع الأثري سواء للمطبخ نفسه أو للمنزل وإن كان هذا المنزل عصرياًّ· أسطح الإعداد لا بد من اختيار النوع المناسب لأسطح الإعداد، ''وبين الجرانيت والألمنيوم تتنوع الأذواق لكن معظمها يتجه هذه الأيام الى اعتماد الجرانيت الذي لا يزال محافظاً على قيمته وفخامته· ويُفضّل عطالله اعتماد الجرانيت ذي اللون الأسود إذا كانت الخزائن مصنوعة من الخشب الكرزي الفاتح، وذلك لإظهار التناقض الواضح في الألوان· الإنارة الخافتة ومن بين التصاميم تأخذ الإنارة الداخلية للمطبخ حيزاً كبيراً من الأهمية، ولا بد من توزيع الإنارة بشكل منتظم، من وسط السقف الى الزاوية حيث طاولة الطعام التي يجب أن تكون الإنارة مسلطة عليها بشكل واضح وأنيق لتتمكن ربة المنزل من العمل بسهولة داخل مطبخها· ومن المعلوم أن الإنارة الخافتة من أبرز سمات المطبخ الكلاسيكي، ولذلك تم اعتمادها في المطابخ العصرية لتأثيرها المباشر على الراحة في الاستخدام· الأرضيات درجت العادة في بعض الفترات أن يتم اعتماد الأرضية الخشبية (الباركيه) للمطابخ، لكن ثبت فيما بعد أنها غير عملية خاصةً للمطبخ حيث عمل ربة المنزل ووجودها بشكل دائم، من هنا جاء التركيز على اعتماد أرضيات السيراميك بعدما أثبتت ديمومتها وعدم تأثرها بالماء وغيرها من المواد التي تتعرض لها أرضيات المطابخ· أما ألوانها فتعود دائماً إلى أذواق الزبائن في حين أنه لا بد من التقيد بألوان المطبخ حفاظاً على التناسق في الديكور·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©