السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ناصر الزعابي: تهمني عقول قرائي لا أعدادهم

ناصر الزعابي: تهمني عقول قرائي لا أعدادهم
14 ابريل 2009 22:45
يرى التدوين عالماً فسيحاً، يحمله من حدود المكان ليطوف به العالم، ولم لا والرحلة الانترنتية تحمل الانسان من مكانه وتطوف به الدنيا، هكذا يرى المدون الاماراتي ناصر الزعابي الانترنت، ويقول: أدخلتنا الشبكة العالمية لعوالم حياتية لم نكن نعرفها، وصارت الانترنت أكثر من تبادل معلومات، بل أنها أوجدت مناخاً جيداً للتعارف وتكوين الصداقات. يقول الزعابي الذي يدون منذ 2001: صار التدوين مرآة الشعوب، كل مدون يطرح في صفحته همومه لشخصية وشجون وطنه، وتعكس صفحته إنطباعاته وآراؤه بل ويعرض فيها ما يسود مجتمعه من ظواهر وظروف مختلفة، لذا ليس من المستغرب أن تنقسم مدونتي http://www.nasser.ae إلى قسمين رئيسين هما شؤون محلية، وأخباري. في هذين القسمين يطرح ناصر مواضيعه المختلفة ويتابع: قراء كثر يتابعون ما أكتبه في قسم شؤون محلية خاصة أني أدعم مواضيعي بصور ألتقطها بنفسي للظواهر التي أود التحدث عنها، وعادة ما تكون الصور هي محور الحديث والمدخل الذي ألج منه للنقطة التي أكتب عنها. أما قسم «أخباري» فأطرح فيه ما أحب من مواضيع شخصية، مثلاً أخبار دراستي وتسجيل رحلاتي التي أقوم بها، أو أنها تحمل انطباعات خاصة حول أمور مختلفة، وأعتقد أن وجود قسم يعنى بأخبار المدون يدعم وجوده في عالم التدوين لأن الناس يرغبون دائما بالوصول إلى شخصية المدون الذي يحدثهم من وراء الشاشة. كوّن ناصر العديد من الصداقات عبر المدونة يقول عنها: كثيرون هم الذين يعرفون ناصر من خلال مدونته، وتشرفت بلقاء العديد من الذين يمرون على مدونتي، وأكثر ما يسرني أن أعرف بوجود قراء من دول عربية أو حتى أجنبية بالنسبة للتدوينات التي كنت أكتبها أحيانا باللغة الانجليزية، وبرغم أن زوار مدونتي لا يتجاوز 100 زائر بشكل يومي إلا أنني سعيد جداً بنوعية قرائي، لأن أغلب من يعلقون على ما أكتبه هم أناس أصحاب عقول منفتحة، ويعرفون مرمى ما أكتبه، وهذا ما يسعدني بدرجة كبيرة. على عكس الكثير من المدونين يميل ناصر الزعابي لكشف شخصيته أمام القراء في الحياة الواقعية، ويتابع: يفترض أن ينقل التدوين هواجس المجتمع المحلي، وهذا ما يجعل دور المدون أعمق إذا أظهر شخصيته لأن الناس يميلون لنقاش من يعرفون أن بإمكانه الحديث نيابة عنهم، وهنا يبرز دور المدونات كصوت للمجتمع يظهر ما يدور بين أفراده، وعن نفسي أخبر من يحاورونني بأني مدون، وأحيانا أقتبس من حديثهم مواد للتدوين. يصعب على ناصر أن يجد مدونين مشغولين بمناقشة الظواهر البسيطة وتضخيمها، ويشرح: أن تكون مدوناً يشبه بأن تكون صحفياً، يجب عليك نقل المعلومات والبيانات بشكل موضوعي، بالطبع لا يخلو الأمر من اسقاطات شخصية، لكن من الصعب جداً أن يتحول المدون إلى شخص مهاجم لأي جديد في المجتمع، أو ان يتملكه الاعتداد برأيه فلا يرى أي آراء مغايرة، ويصبح جلَّ همه أن يحارب معارضيه في الرأي ناسياً أن الأمور» أخذ وعطاء» . بخلاف التدوين أنشأ ناصر موقعاً يهتم بالمتميزين من شباب الامارات، في تجربة يتحدث عنها بعمق: فكرت بإنشاء موقع يهتم بالمتميزين الاماراتيين كي يكون واجهة لرواد الحركة الثقافية والفنية في الامارات، ومع كثرة الصعوبات التي واجهتها بسبب غرابة الفكرة وغياب الدعم المادي للموقع، ومع ذلك بقيت فترة طويلة أعتني بالموقع وأحاول نشره في الانترنت وأجاهد لأضم المميزين إليه، لكن مع توالي السنوات وغياب الحراك في الموقع بدأت أنا أيضاً أهمله خاصة وأني عدت لإكمال دراستي والتخصص في علوم الحاسب الآلي، وشيئا فشيئا غاب الموقع ولم يبق منه إلا « الدومين» والذكريات. الحشمة مظهر وأخلاق أبوظبي- ازاء انتشار ظاهرة التعري في أرجاء الوطن العربي، تصاعدت العديد من الدعوات للعودة إلى الحشمة، وتحدث المدونون كثيراً عن مفهوم الحشمة وكيف يرونها في نظرهم، فهذا المدون الاماراتي أسامة http://osama.ae يقول: في كل مرة أراجع فيها دائرة أو مؤسسة من مؤسساتنا الحكومية التي طالها المد الأنثوي الكاسح تحوم في رأسي العديد من التساؤلات، هل الالتزام بالحد الأدنى من الستر والحشمة صعب جداً على المرأة لهذه الدرجة؟ هل تغطية المرأة لشعرها وسترها لمفاتنها فيه امتهان لكرامتها وتقليل من شأنها كما يدعي شياطين الحرية في الغرب؟ ماهو تعريف الزي المحتشم عند الموظفة؟ هل هو مجرد لبس عباءة وتغطية الشعر بشيلة.. وباقي التفاصيل لاتدخل ضمن تعريف الحشمة؟ هل هناك تضارب بين الحشمة والأناقة؟ هل ديننا متشدد زيادة عن اللزوم في هذه النقطة ولا يتناسب مع العصر الذي نعيش فيه؟ مالذي يضير الموظفة لو جاءت إلى مكان عملها بدون زينة ووجهها خالي من المساحيق…هل يشعرها ذلك بالنقص؟ هل نحن الشرقيين معقدون فعلاً في ما يتعلق بهذه المسألة وغيرتنا على نسائنا مبالغ فيها ولا مبرر لها، واتهامنا بأنه ليس لدينا وظيفة إلا التنكيد على المرأة في هذه المسألة هو اتهام صحيح؟ حسنا سأتوقف عن طرح مزيد الأسئلة لأنني أشعر أنني بدأت أتقمص دور الإعلامي «فيصل القاسم» وهو يروج لحلقة من حلقات برنامجه الشهير «الاتجاه المعاكس»! فمن بين 6 أو 7 موظفات متواجدات في المكان حاولت جاهداً أن أجد واحدة منهن محتشمة حسب المفهوم والبيئة التي نشأت فيها والذي بناء عليه اخترت شريكة حياتي، إلا أنني للأسف فشلت!! وأنا هنا لا أتكلم عن عباءة الرأس، ولا على النقاب والقفازات، مع أنني صراحة من أنصار هذا التوجه لأنني في النهاية رجل وأعلم تأثير الوجه الجميل والأنامل الرقيقة على نفوس الشباب، و لكنني أتحدث عن الحد الأدنى من اللباس الشرعي، ومجبراً على تقبل رأي الذي يأخذ بجواز كشف الوجه والكفين.. فهذه حضرت إلى الدوام وما عليها من زينة وبهرجة يوحي بأنها ضلت الطريق إلى حفل زفاف، حتى أنني من شدة اختلاط الألوان على وجهها بدأت أتلفت حولي منتظراً بدء زفة العروس في أي لحظة! وثانية ما ترتديه من خواتم وأساور يكفي لافتتاح محل في سوق الذهب و(قذلتها) تغطي ثلاثة أرباع وجهها، وبين كل دقيقة والثانية ألمحها تهز رأسها كالهنود لكي تحرك كتلة من الشعيرات تحجب عنها الرؤية! وثالثة أظنها اشترت علبة فازلين بعد تفصيلها لعباءتها كلما وقفت أو تحركت من مكانها توجهت لها أنظار العشرات من المراجعين الرجال ينهشونها بعيونهم متأملين لمفاتنها وللأجزاء البارزة من جسدها والمحددة بكل دقة! ورابعة من أصحاب أسنمة البخت المائلة وضعت على رأسها (شباصة) من الحجم (الجامبو) أظن أن زميلاتها يستعينون بمؤخرة رأسها لتعليق الملابس! أما أكثرهن ستراً وأقربهن إلى الحد الأدنى من الحشمة فقد تكون مرتدية لعباءة واسعة -نوعاً ما- وحريصة أن لا يظهر شيء من شعرها، ولكن لابد من وجود بعض الرتوش الخفيفة ممثلة في نصف كيلو كريم أساس مع شوية كحل لتحديد العيون وملمع للشفاه! حسناً لن أن أتطرق إلى تفاصيل أكثر حتى لا يتهمني البعض (بالبصبصة) وهو ما لا أستبعده!! فلو سلمنا أن مثل هذه النوعية من الموظفات المتبرجات مجبرات على الخروج لسوق العمل والاختلاط بالرجال بسبب ظروف قاهرة، كما تصر الأخت (فتاة الأمل) وتتخذه مبرراً، وأنهن مخيرات ولسن مسيرات، فما هي يا ترى مبررات هذا التبرج والاستعراض الصارخ؟ وما الفائدة التي سوف تجنيها من ذلك؟ مالذي ستخسره الموظفة يا ترى لو حضرت إلى عملها وهي محتفظة بشخصيتها وهويتها المحتشمة؟ وما الهدف الذي تسعى إليه الموظفة من هذه الزينة المبالغ فيها؟ نوروني نور الله عليكم لأنني بدأت أشعر فعلا بأنني (طالباني) متشدد ومتزمت (وطقة قديمة) أسبح أنا وقلة وسط تيارات مجتمع متساهل لأبعد الحدود حسنا فلأختم قبل أن أعودإلى (موال) الأسئلة!! أما رورو صاحبة مدونة شباب وبنات http://roro.manblog.org فتقول: ليس التدين ضميراً مستتراً في القلب ومنفصلاً عن أعمال الجوارح، بل إن ما في القلب يبرز في الظاهر، ويتصل بالسلوك الخارجي والعكس. «ألا وإنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب»، ومن ادّعى أنه يحب النظافة ويقدر الطهارة ومع ذلك لا نراه إلاّ في جسد منتن تفوح منه الروائح الكريهة، يواريه بثياب ملوثة فهو كاذب في دعواه، ولو حلف تحت أستار الكعبة، إلاّ إذا علمنا أنه لا يجد ماء يتطهر به، ولا يملك ثوباً نقياً يوراي سوأته. ومن تأمل العبادات في شريعتنا وجد التلازم بين أعمال الظاهر وأعمال الباطن؛ فالصلاة (مثلاً) عبادة قلبية قبل أن تكون عبادةً ظاهرة، والمسلم فيها قبل أن يتوجّه بجسده إلى القبلة يتوجّه قبل ذلك بقلبه إلى ربه، وبقدر إتقانه لعمل القلب يتقن عمل الجوارح (ولو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه). كما أن المسلم حين يخرج الزكاة ظاهراً فإنه يطهّر باطنه قبل ذلك من رذيلة البخل، معلناً عن تقديمه محبة ربه على حبه للمال. ومثل ذلك (عبادة الحجاب) للمرأة، فهو قبل أن يكون رداء خارجياً يواري زينتها ومفاتنها فهو إعلان عن انقيادها التام واستجابتها المطلقة لأمر خالقها ولو كان في ذلك مخالفة لهوى نفسها إن نظرة عميقة في الشريعة الربانية تجلي لنا أنها بجانب عنايتها الفائقة بإصلاح القلوب وتزكية النفوس، فإنها اعتنت كذلك بمسألة صلاح الظاهر، ومن ذلك العناية بشأن اللباس والزي، فليس في الشريعة إهمال لهما أو تهميش لأثرهما في شخصية المسلم، بل إننا نرى تأكيداً على ارتباط اللباس والزي بالأخلاق والسلوك، ومن ذلك مثلاً أنه قد جاء في الحديث لُعن الرجل الذي يلبس لبسة المرأة والمرأة التي تلبس لبسة الرجل، ولو لم يكن للبس الرجل لبسة المرأة (والعكس) تأثير على سلوكهما وأخلاقهما لما جاء الوعيد الشديد الذي وصل إلى درجة الطرد والإبعاد من رحمة الله.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©