هندسَةُ الوَهْم

على مَهَلٍ رتبتُ المدى قرَّبتُ بين المدارات سحبتُ البحر من أذنه إلى دفتر الطفولة أطلقتُ ريش العصافير على جسر الحفيف نظَمتُ الرغبات في قلادة طوَّقتُ بها جيد الحروف لتختلف· على مَهَلٍ رتبتُ الوطن زفُّـفته لحرية مددتُها قليلا علَّها تتسع لي قسمتُ الغيم / القرى / والمواسم شاغبتُ حصاداً صودر عن بيدره أصلحتُ ربطة عنق المخيم خاصرتُـه إلى حفل للفصول لعلَّ فصلاً جديداً يشرق فـيه· على مَهَلٍ رتبتُ البحر زينتُ شعره بإكليل من شماتة أما المحارات فخلصتُها من مهمة اعتقال اللآلئ ثم خلعتُ على الجميع صمتاً مطبق· على مَهَلٍ رتبتُ النهر غيَّرتُ سلالته أعدتُـه لجدته العجوز لتسحقه دواء ضد العمى· على مَهَلٍ رتبتُ سرب النوارس شكَّلتُ خيمة حذاء غـبـياً لقتيل عصفورة عزباء وبطاقة من دون عيد· على مَهَلٍ رتبتُ الحب نصبتُ فوق يفاعته دكتاتورا أسود فتحتُ في الوَلَهِ فخاً لقبلات صغيرة كومتُ أشعار قيسٍ وليلى وما تبقى من العشاق والمجانين ثم اعتليتُها ودَنْدَلْتُ قدميّ· على مَهَلٍ رتبتُ المباهج سلطتُ على روحها إضاءة مضاعفة ربطتُها في أقدام السرير النحاسي أرسلتُها مع الجني هدية للقلوب الطيبة· على مَهَلٍ رتبتُ الخديعة غمرتُها بالأسيد كي تنضج ثم انتخبتُ لسانها حبلاً نشرتُ فوقه تفاصيل وهمي· على مَهَلٍ رتبتُ الجنون صبغتُ شعره بالبُنِّ ربّيته في حصنٍ عتيق ولما استوى شاباً أوقفتُه في المباغتة وأطلقتُه في الحقول· على مَهَلٍ رتبتُ الغرفة وطئتُ السقف برأسي بركبتيَّ كسرتُ الجدران ولملمتُ ما تناثر من الفوضى حِكْتُ بها الشراشف وغنيتُ· على مَهَلٍ رتبتُ المصباح أخمدت على ذبالته أنفاس الليل الهارب ليأتي الأحبة وأحبسهم في البلاغة ثم صوبتُ عليه ناري صوبتُ تماماً وصرعتُه بالحلم· على مَهَلٍ هندستُ روحي أزلتُ عنها سخام الطيبة نظفتُها بالمكاشفة حررتُ المتمرد منها أجريته في الشوارع أنهارا من أمل يرجى فككتُ عنها قيود الخارج عالجت دماملها وبثورها انتقيتُ لها الخالص كي أوحِّدها بي· على مهل رتبت وهمي لأنجو فلم أحصد من هندسة الوهم سوى الوهم·