الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استقلال كوسوفو... والتهديدات الصربية

استقلال كوسوفو... والتهديدات الصربية
8 سبتمبر 2007 23:43
قبل ثلاثة أيام، حذر مسؤول صربي رفيع من أن صربيا مستعدة لاستعمال القوة لمنع الدول الغربية من الاعتراف بكوسوفو كدولة مستقلة· فقد كشف ''دوزان بروروكوفيتش''، وزير خارجية صربيا المكلف بملف كوسوفو، النقاب عن سلسة من التدابير الصارمة من أجل الضغط على كوسوفو، والتي قال عنها إن صربيا مستعدة لاتخاذها في حال أقدمت حكومة كوسوفو الألبانية على الإعلان عن الاستقلال وحظيت باعتراف الحكومات الغربية· ومن هذه التدابير النشر الممكن للقوات الصربية في الإقليم، وإغلاق الحدود، وفرض حظر تجاري· وتعد الخطوات التي تحدث عنها المسؤول الصربي الأشد والأقسى من نوعها حتى الآن؛ وتأتي في وقت تبدو فيه المفاوضات بين الجانبين، والتي تجري تحت إشراف روسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تسير في طريق مسدود· وكانت الأمم المتحدة قد حددت مهلة تنتهي في العاشر من ديسمبر المقبل لانتهاء المفاوضات، وكانت الولايات المتحدة أعلنت أنها تعتزم الاعتراف بكوسوفو بشكل أحادي بعد انقضائها· ومما يذكر هنا أن عدداً من المسؤولين الدوليين في كوسوفو والمحللين الإقليميين والساسة الألبان حذروا مراراً من أن عودة القوات الصربية ستؤدي إلى تجدد النزاع في المنطقة؛ غير أن صربيا تحاشت حتى الآن القيام بأي تهديدات يمكن أن تعيد إلى الأذهان الرد القمعي لقواتها الأمنية على تمرد ألباني خلال عقد التسعينات، حينما كان سلوبودان ميلوسوفيتش رئيساً ليوغسلافيا· في حوار بالعاصمة الصربية، حذر ''بروروكوفيتش'' من أن من شأن اعتراف الدول الغربية بشكل أحادي باستقلال كوسوفو أن يمنح صربيا الحق في إعادة قواتها إلى الإقليم، وإلغــاء اتفاق عمره ثماني سنوات، بين منظمة حلف شمال الأطلسي ''الناتو'' وما كان يسمى وقتها الحكومة اليوغسلافية، ينظم خروج القوات الصربية من الإقليم· ويعد ''بروروكوفيتش'' أيضاً عضواً رفيعــــاً في حزب رئيــس الوزراء الصربي فويسلاف كوستونيتشا (الحزب الديمقراطي)· ويقول ''برروكوفيتش''، في إشارة إلى الاتفــاق المعروف باسم ''اتفــاق كومانوفو العسكري'': ''في حال إعلان الاستقلال من جانـــب واحـــد، فإن الاتفـــاق لن يظـــل ساري المفعــول ومن دون (كومانوفو)، فإن جيشنا يستطيع العــودة إلى الإقليم من دون أي تضييقات قانونية··· في تلك الحالة، يمكنه عبور الحـــدود والذهـــاب إلى أي مكان في كوسوفو من دون أي مشاكل قانونية''· ويذكر أن القوات الصربية أُرغمت في يونيو 1999 على الانسحاب من إقليم كوسوفو بعد حملة قصف جوي من قبل قوات الناتو دامت 78 يوماً· ومنذ ذلك الوقت، تتولى الأمم المتحدة إدارة الإقليم· ويقدر مسؤولو الأمم المتحدة أن ما قـــد يصل إلى 10000 ألباني لقوا مصرعهم في هـــذا النزاع· ويرى ''بروروكوفيتش'' أن إعادة نشر الجيش الصربي شكّلت واحدة مما مجموعه ستة عشر خياراً بحثتها صربيا في حال أعلنت كوسوفو الاستقلال، مشدداً من جديد على أن موقف حكومته المتمثل في أن استمرار المحادثات بشأن مستقبل كوسوفو هو الخيار الوحيد الجدير بالبحث والتفكير قائلاً: ''ليس لدينا بديل''· ويوضح ''بروروكوفيتش'' أنه في حال مضى ألبان كوسوفو قدماً في تنفيذ مخطط إعلان الاستقلال من جانب واحد في ختام المحادثات الحالية، فإن صربيا ستقوم بفرض حظر تجاري على الإقليم الذي يعتمد على صربيا في كثير من وارداته وإغلاق حدوده مع صربيا إذ يقول: ''إننا سنوقف كل شكل من أشكال النشاط التجــاري، ونغلق كل الطرق''· ويأتي هـــذا التحذير قبيل الإعلان الرسمي يوم الاثنين المقبل عن تفاصيل حزمــة عُرضـــت على الألبان في فيينا الأسبوع الماضي· ويقول ''أجيم شيكو''، وهو أحد مستشاري رئيس وزراء كوسوفو، إن تصريح ''بروروكوفيتش'' لن يردع أو يثني زعامة كوسوفو الألبانية عن السعي للحصول على اعتراف الدول باستقلال الإقليم بعد انتهاء المفاوضات في ديسمبر· أما ''بوروت جرجيتش''، وهو مستشار ''لشيكو'' في السياسة الخارجية، فيتساءل: ''كيف يمكنهم أن يتجاهلوا قوات الناتو في المنطقة؟ وماذا يفعلون حين يجدون أنفسهم في نزاع مفتوح؟''، مضيفاً ''الاحتلال غير ممكن؛ فالمجتمع الدولي سيمنعه''· غير أن ''جرجيتش'' أقر في المقابل بأن المنطقة تواجه خطر تجدد التوتر بنهاية العام في وقت ينحو فيه زعماء كوسوفو الألبان أكثر نحو إعلان الدولة· ويرى أحد المعلقين السياسيين المعروفين في بلجراد أن موقف صربيا الصارم بشكل متزايد من كوسوفو، والذي يجد ما يدعمه في رفض روسيا قبول الاعتراف بالإقليم داخل مجلس الأمن الدولي، يشكل اختباراً لتصميم الدول الأوروبية المنقسمة بشأن مستقبل كوسوفو· وفي هذا الإطار، يقول ''براتيسلاف جروبازيتش، وهو رئيس تحرير وكالة ''في آي بي'' للأنباء إن الصرب ''يعرفون أن الأمن ليس قوياً في كوسوفو· وبالتالي، فمن ناحية يمكن القول إنهم يهددون الآخرين''· هذا، وقد أعلنت دول أوروبية مختلفة أنها لن تعترف بكوسوفو كدولة مستقلة من دون قرار من الأمم المتحدة· مراسل نيويورك تايمز في بلجراد- صربيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©