الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تجنب المضاعفات أهم أولويات التعايش مع «السكري»

تجنب المضاعفات أهم أولويات التعايش مع «السكري»
8 فبراير 2011 19:37
لعلّ من أهم الأمور الحياتية التي تواجه مرضى السكري، كيفية التعايش مع المرض باعتباره مرضاً مزمناً، ولا تقتصر الإصابة به على توقيت أو مدة بعينها، وإنما يتوجب على المريض أن يتبع نظاماً غذائياً معيناً، ونمطاً محدداً للتعامل مع الحياة من حوله وفق برنامج طبي يقرر الطبيب المعالج مع أي نوع من أنواع السكري، سواءً إذا كان المريض شاباً أو شيخاً مسناً، أو امرأة حاملا أو غير ذلك. هُناك العديد من الأفكار والخيالات التي تدور في ذهن المريض لتجنب مضاعفات المرض. حول هذه الأفكار يوضح الدكتور قيس أبو طه، استشاري أمراض السكر، كيفية التعايش مع السكري، ويقول: «إن السكري مرض لا يخص عضوا واحدا في الجسم، مثل معظم الأمراض، لكنه مرض الجسم كله، ومن ثمّ على المريض الاستمرار والمحافظة على نسبة السكر في الدم، بأخذ الدواء في مواعيده وعمل فحوصات منتظمة، حتى يضمن عدم حدوث المضاعفات. وفي مقدمة الأمور الوقائية التي يجب على المريض اتباعها تجنب الانفعالات والعواطف، فالانفعالات النفسية لها علاقة مباشرة بمرض السكري، فمن المعروف أن السمنة وكثرة الطعام قد تؤدي إلى المرض، وكذلك الانفعالات والعواطف وجميع المشاكل النفسية تؤدى أحياناً إلى مزيد من تناول الطعام وإلى المزيد من السمنة، فالعلاقة المباشرة بين نسبة السكر في الدم وبين الانفعالات النفسية معروفة علمياً. إن الكثيرين يتذكرون أنهم قد اكتشفوا ارتفاع نسبة السكر في الدم بعد خبر محزن أو مشكلة كبيرة في العمل أو صدمة عاطفية. كما أن هبوط نسبة السكر في الدم كثيراً ما يسبب شعوراً بالضيق أو بالضعف وبالتالي قد ينعكس هذا على تصرفاتنا، وقد تظهر بأن الشخص عصبي المزاج، ولا يستطيع التركيز على عملة ومناقشاته، وقد يؤثر ذلك على وضعه العملي، أو علاقته بزملائه أو مرؤوسيه. لذلك فإن مريض السكري يجب أن يكون على دراية بمثل هذه الأعراض، وتناول قليل من العصير المحلى عند حدوث هذه الأعراض. وإذا كانت نسبة السكر منضبطة ومنتظمة باستمرار فإن هذه الحالة لا تتكرر إلا نادراً، والعكس أيضاً صحيح وهو أن العصبية والانفعالات الزائدة تسبب عدم انضباط نسبة السكر، لأن هرمونات معينة تعمل داخل الجسم في لحظات الانفعالات تسبب زيادة السكر في الدم». السكري والزواج ويوضح الدكتور أبو طه علاقة مريض السكري بالزواج، ويقول: «يجب على مريض السكري أن يعرف أن زواجه ليس بالأمر العادي. لأن المشاكل الزوجية قد تظهر يوما من الأيام بسبب مرض أحد الزوجين بالسكري. فإن الخلاف بالنسبة لنوعية الطعام، ومواعيد الطعام. قد يثير بعض الملل عند الزوج السليم. إن هبوط نسبة السكر قد تجعل المريض عصبي المزاج أحياناً مما يجعل النصف الآخر أيضاً متوتراً ومتضايقاً لأنه لا يعرف أن هذه العصبية أو هذا التصرف ليس إلا نتيجة ظروف المرض، والاحصائيات تقول إن نسبة الطلاق أكثر إذا كان أحد الزوجين مريضا بالسكري. هذه الحقائق يجب أن يدركها المريض بالسكري، وكذلك الشخص المعافي الذي يريد أن يتزوج من شخص مريض بالسكري. وهُناك احتمال أن يأتي واحد من أطفالهما مصاباً بالسكر هو احتمال وارد. وهنا فقد يشعر الزوج المصاب السكري بعقدة الذنب. مما يؤثر على نفسيته كثيراً، وهذا بدوره يؤثر على نفسية الطرف الآخر، فالاحصائيات تشير إلى أنه إذا كان أحد الوالدين مريضا بالسكري فإن احتمال أن يكون أحد الأطفال مصابا بالسكري هو حوالي 9%، وحوالي 12% قد يظهر عليهم مرض السكري فيما بعد خلال حياتهم، أما إذا كان الوالدان مصابين بهذا المرض فإن نسبة الأطفال المحتمل اصابتهم بالسكري تكون أكثر». ويكمل أبو طه: «يجب أن يقوم الطرفان قبل الزواج بزيارة الطبيب، حتى يشرح لهما، خاصة للطرف غير المريض ماذا ينتظره في حياته الزوجية المقبلة، وما هي المسؤوليات التي تقع على عاتقه في رعاية الطرف الآخر وخاصة عند حدوث المضاعفات المفاجئة». أقراص منع الحمل يشير الدكتور أبو طه إلى العلاقة بين إصابة الزوجة الحامل بالسكري، وتناولها أقراص منع الحمل، ويقول: «بالنسبة للأقراص، فإنها تعتبر أفضل الطرق لمنع الحمل عند مريضة السكري، ولكن يجب أن تعلم مريضة السكري تأثير هذه الأقراص عليها، وأهمها حاجة المريضة إلى زيادة قليلة في جرعة الأنسولين، وعند الإقلاع عن هذه الأقراص قد تحتاج إلى تخفيض جرعة الأنسولين، ومراقبة وزن المريضة وضغط الدم، فإذا كانت هذه التغييرات خفيفة جداً، فإن المريضة تستطيع أن تستمر على أقراص منع الحمل، أما إذا كانت هذه التغييرات كبيرة وواضحة فإن الطبيب سوف يشير عليك بطريقة أخرى». مضاعفات الحمل يوضح الدكتور أبو طه: «الحمل عادة يكون مصحوباً بتغييرات هرمونية وكيماوية كبيرة، خاصة هرمون الأنوثة المتغيرة بسبب الحمل، وهرمونات المشيمة، وهرمون الكورتيزون. كل هذه التغييرات تسبب نوعاً من المقاومة لمفعول الأنسولين، وكأن هذه الهرمونات تعمل كمضادات للأنسولين. وهكذا نجد أن البنكرياس يضطر لأن يفرز الأنسولين بكميات أكثر عن المعدل الطبيعي. وهكذا نستطيع أن نفهم أن الحامل المريضة بالسكري تحتاج إلى مضاعفة العلاج بالأنسولين، كما أن حاجة الجسم الزائدة للأنسولين أثناء الحمل قد تظهر عند فئة من الحوامل اللواتي لم يكن مريضات بالسكري، ولكن أثناء الحمل ظهرت عليهن أعراض مرض السكري، وظهر ارتفاع في نسبة السكر في الدم. وهذا يحدث عند السيدات اللواتي يكون عندهن الاستعداد لهذا النوع من مرض السكري أثناء الحمل فقط، ولهذا سُمي بسكري الحمل. وتعود نسبة السكر إلى الحالة الطبيعية بعد الوضع، ولكن يبقى الاستعداد للظهور من جديد في حمل قادم، أو عند التعرض لظروف صحية أو نفسية صعبة». ويؤكد أبو طه: «أن الاحصائيات تقول إن وفاة الجنين قبل ولادته تتضاعف ثلاث مرات إذا كانت الأم مصابة بالسكري أي حوالي 35 وفاة لكل ألف، ولعلّ وفاة الجنين قبل ولادته هي من لطف الله ومن نعمته لأنه وجد أن نصف هؤلاء الأجنة يكون عندهم تشوهات خلقية، ولعلّ هذه الأرقام تجعل الأم الحامل تهتم بمعرفة بنسبة السكر في الدم باستمرار. أما الأم المصابة بالمرض قبل الحمل فإن هذه الأرقام تجعلها تهتم بمتابعة علاجها حسب توصيات الأطباء، والمحافظة على نسبة السكر ضمن معدلها الطبيعي، والأم الحامل المصابة بالسكري، ولم تهتم بعلاجه فهي معرضة للمضاعفات التالية:- الولادة المبكرة - تسمم الحمل - زيادة حجم البطن - زيادة حجم الجنين - زيادة احتمال الاحتياج إلى جراحة قيصرية - الوفاة الفجائية للجنين، وهذه المضاعفات تكون نسبة حدوثها أكبر إذا كانت الأم تعاني من مرض آخر إلى جانب مرض السكري، مثل ارتفاع ضغط الدم أو هبوط في وظائف الكلى. ونعود للقول إن جميع هذه المضاعفات تكاد تكون معدومة لو حافظت الأم على ضبط نسبة السكر في الدم في حدود المعدل الطبيعي واستمرت في مراجعة الطبيب بانتظام. الحامل والأنسولين يقول الدكتور أبو طه: «يجب أن تتوقف الحامل عن استعمال الأقراص التي كانت تستعملها قبل الحمل، لأنها الآن بعد ثبوت الحمل تحتاج إلى الأنسولين، يعطى مرتين يومياً. والطبيب المعالج هو الذي سوف يضبط لها الجرعة الصباحية والمسائية. إن ذلك يحتاج إلى بعض الصبر لأنه سوف يحتاج إلى قياس نسبة السكر في الدم أكثر من مرة يومياً ولعدة أيام، ويجب أن تتعلم الحامل إعطاء نفسها الحقن أثناء الحمل، وعمل تحليل الهيمولين «Hba1c» باستمرار للاطمئنان على أن نسبة السكر في الدم ضمن المعدل الطبيعي باستمرار، ففي الستة شهور الأولى من الحمل، يجب أن تهتم الحامل بغذائها وزيادة وزنها ضمن المعدل المطلوب. ويجب أن تستمر على زيادة أخصائي السكر وأخصائي الولادة مرة كل أسبوعين، وفي الأشهر الثلاثة الأخيرة، فإن احتياج الحامل للأنسولين سوف يزداد كثيراً، خاصة حول الأسبوع 30 من الحمل، كما تُنصح الحامل بالدخول إلى المستشفى في الأسبوع 37 مثل الحالة السابقة. وتعامل معاملة الحامل التي تعتمد على الأنسولين كلياً، أما عند اكتشاف الحامل بأنها مريضة بالسكر أثناء الحمل، فهو نوع فريد من مرض السكر، وهو يظهر على الحامل في إحدى فترات الحمل أو في معظم فترة الحمل. وكثيراً جداً ما يختفي بعد الولادة. وقد يظهر في أي حمل في المستقبل، وأحياناً يبقى بعد الولادة. وقد بينا فيما سبق التغييرات الهرمونية التي تحدث مع الحمل والتي تكون سبباً في ظهور سكري الحمل، وهنا فإن الحامل سوف تحتاج أيضاً إلى جرعات صغيرة من الأنسولين طيلة فترة الحمل». ويؤكد الدكتور أبو طه: أهمية الانتباه إلى عدم إعطاء الحوامل المصابات بالسكري الأقراص بدل الأنسولين! خاصة هذا النوع البسيط الذي يكتشف مع الحمل فقط... أو المريضة التي كانت تتعالج بالأقراص قبل الحمل!، فالأقراص التي تؤخذ لتنظيم السكري عادة تستطيع اختراق حاجز المشيمه، وبالتالي تصل إلى دم الجنين، ولذلك فإنها سوف تسبب زيادة كبيرة في أنسولين الجنين وهبوط نسبة الجلوكوز في دمه. وهذه حالة خطيرة بالنسبة للجنين. ولذلك يجب أن لا تعطي هذه الأقراص للحامل، أما الأنسولين فهو لا يخترق حاجز المشيمة أي أنه لا يصل إلى دم الجنين. وبالتالي فلا يعرض الجنين إلى مشكلة بالنسبة لزيادة الأنسولين في دمه. السكري والولادة أثناء الولادة، فإن أخصائي السكر سوف يعطي المريضة محلول جلوكوز 10 في المئة، بمعدل ليتراً في كل 12 ساعة، ويحاول الاخصائي جعل السكر ضمن المعدل المقبول، وهو حوالي 80 - 100 في المئة، بواسطة الأنسولين السريع المفعول بمعدل من 1/2 - 2 وحدة أنسولين في كل ساعة، حسب نتائج التحاليل المخبرية لنسبة السكر في الدم التي تعمل كل ساعتين. أما إذا احتاج أخصائي الولادة أن يقوم بإجراء ولادة مبكرة فإن ضبط السكر في الدم قد يحتاج إلى زيادة جرعات الأنسولين لأن الجراح يستعمل عادة بعض العقاقير التي تسبب زيادة نسبة السكر في الدم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©