مونزا.. حلبة الموت!

تعتبر مونزا التي تستضيف اليوم جائزة ايطاليا الكبرى، المرحلة الثالثة عشرة من بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد، ''حلبة الحوادث التي لا تحمد عقباها'' رغم التعديلات التي ادخلت عليها منذ إنشائها في يوليو عام 1922 من قبل نادي ميلانو للسيارات قبل أن تستضيف اول سباق جائزة كبرى في 10 سبتمبر العام ذاته· وكان التصميم الاول للحلبة التي بناها 3500 عامل، يتمثل بمسارين الاول شبه بيضاوي يبلغ طوله 5ر4 كلم والثاني عادي شبيه بالطرقات التي تستعمل يوميا· وسرعان ما تحولت هذه الحلبة الى مسار يهدد السائقين الذين كان اول ضحاياهم ايميليو ماتيرازي الذي لقي حتفه خلال جائزة ايطاليا عام 1928 الى جانب 27 متفرجا، وآخرهم احد المراقبين باولو جيسليمبريتي الذي قتل عام 2000 عندما حصل اصطدام جماعي في اول لفة من السباق وتطايرت اجزاء من السيارات وحط احد الاطارات على رأسه ما ادى الى مصرعه فورا· وشهد عام 1955 اول حادث مأساوي في مونزا ''بعد انطلاق البطولة العالمية بصغيتها الحديثة عام 1950 بسباق سيلفرستون'' عندما تعرض بطل العالم الايطالي البرتو اسكاري ''لانسيا حينها'' لحادث مروع خلال تجارب خاصة ما ادى الى مصرعه، وذلك بعد 4 ايام على تعرضه لحادث مروع آخر في سباق موناكو عندما فقد السيطرة على سيارته بعد خروجه من النفق الشهير ما ادى الى خروجه عن المسار وسقوطه في البحر، الا أن فرق الانقاذ تمكنت من انتشاله من المياه ليلقى مصرعه بعد 4 ايام فقط· ثم تكررت المأساة عام 1961 عندما اصطدم الالماني وولفجانج فان تريبس سائق فيراري بسيارة لوتس الخاصة بالاسكتلندي جيم كلارك فخرج عن المسار بعنف واصطدم بالمتفرجين ما ادى الى مصرعه، فيما لقي 14 متفرجا حتفهم· وفي عام 1970 لقي الالماني يوشين ريندت ''لوتس'' مصرعه خلال التجارب التأهيلية، ثم لحق به السائق السويدي روني بيترسون (لوتس) عام 1978 بعد حادث شمل 10 سائقين، ما ادى الى احتراق سيارته فحاصرته النيران قبل ان يساعده السائقون على الخروج من السيارة، لكنه فارق الحياة في المستشفى· ونجا سائق فيراري الفنلندي كيمي رايكونن أمس من الإصابة عندما تعرض لحادث اصطدام بسيارته اثناء الجولة الاخيرة من تجارب فريقه· وخرج رايكونن من سيارته سليماً معافى بعد ان انحرفت السيارة عن مضمار الحلبة الايطالية السريعة عند احد المنحنيات·