الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عبد الكريم معتوق.. يجلس على عرش مملكة الشعر

عبد الكريم معتوق.. يجلس على عرش مملكة الشعر
9 سبتمبر 2007 00:45
عبد الكريم معتوق.. أمير الشعراء، سما بالشعر وأنشد، فكان مثل الصقر يصعد للأعالي، رقق الشعر، فغنى للأم والوطن وانداح مع الصحراء منشداً، فذاب في غناء هواه، وصدح مع النهامة بين الأمواج العاتية، فعلا صوته وسمعنا ونحن على الشاطئ غناء عودته وهو يحمل جوهرة الأسرار·· أسرار الكلمات، تأملها في البدء فحذر أن يمد يديه، ربما توجس أن تلسعه نيرانها الآسرة، إلا أنه تعامل معها برقة، تلك هي معضلة الشاعر المجيد الذي يصوغ الكلام قصائد، والمعاني فرائد والصور مصائد·· كلمته يركبها ركوباً ويهمزها همزاً ولا يعرف المستحيل، تألق عندما لبس عباءَة -بردة- الشعر فأعادنا الى قرون طويلة عندما كانت القبيلة تحتفل بمولد شاعر أو ولد أو فرس· ها هو الشاعر الذي جلس فوق عرش مملكة الشعر العربي، إنه الشاعر الإماراتي عبد الكريم معتوق الذي لم يبخس حق الآخرين في هذا الحوار الذي أجرته معه ''الاتحاد'' بعد فوزه بلقب أمير الشعراء أمس الأول في أبوظبي عاصمة ثقافات العالم· * كيف تنظر إلى مسيرتك الشعرية * *بعد فترة طويلة من الكتابة والقراءة، وبعد أن تجاوزت مرحلة الإعجاب والانبهار في مسيرتي الشعرية، تحولت نظرتي الى نظرة الناقد لكل الكتابات، ولا بد لي من الشعور بالنقص لأجد الكمال، فأنا في حالة بحث دائم عن الجديد والمتميز· * أضاف الشعر إلى اسمك شهرة، كيف تتعامل مع هذه الشهرة مستقبلا * * * الشهرة بمفهومها العام مظهر اجتماعي، ونحن في الامارات لدينا الكثير من الشخصيات المشهورة، ولكننا لم نجد تغيرا بسلوكها ولا تعاملاتها، فمجالس الحكام والشيوخ مفتوحة للجميع، ولا تجد تفاوتا فيها بين الناس، وكذلك رجال الاعمال ولا حتى مشاهير الرياضة أو الفنون· من هنا فلا أجد أن الشهرة ستغير من تعاملاتي مع الناس، ولا أريدها إن كانت ستغيرني على أحد، أما أنني قد أستفيد منها بعرض تجاربي الشعرية على نطاق واسع فهذا أمر جائز، وسأحرص على أن تكون مساهماتي أكثر مما سبق في مجال الأنشطة والطباعة· * أنت أمير الشعر العربي، صفة كبيرة ومسؤولية تاريخية في ميدان الابداع، ماذا تقول في ذلك· * * أصبت والله إنها مسؤولية كبيرة، لهذا ستجدني أكثر اهتماما وعناية فيما أقدمه للناس مستقبلا، وحيث إن هناك من ينظر إلى تجربتي برؤية مغايرة لا تخلو من التمحيص والتدقيق، سيكون في الجانب الآخر من يريد أي قصيدة جديدة لتكون محل اهتمامه، وهنا يتبين لك أن هناك أكثر من قارئ وأكثر من متلقٍ، وبمستويات متفاوته، فحين تحرص على رأي النخبة قد تضيع رأي الجهمور العريض، وحين تصل بسهولة الى القارئ العادي والذي يمثل الشريحة الأكبر في المجتمع، ستجد النخبة في واد آخر برؤيتها الى منتجك الابداعي، وبعيدا عن اللقب وقريبا من الواقع، سأكون أنا في المستقبل، ذلك الشاعر الذي يستمتع الناس بشعره والذي يفهمه الناس جميعا، والذي يتعامل مع قضايا بلده ومجتمعه وأمته بكامل الوضوح والشفافية الابداعية· اللقب حلم * أمير الشعراء·· متى توقعت أنك سوف تتوج بهذا اللقب * * * طمحت إليه وسعيت إليه حثيثا وعملت من أجله، بعد أن وجدته في عيون كل أبناء الوطن، حدث ذلك كله ولكن التوقع لم أكن أفكر به، وإن كانت هناك بعض التصريحات، في فترات سابقة فقد كانت وليدة لحظتها· لقد كان اللقب حلما بالنسبة لي كما هو حلم بالنسبة لكل المشاركين، والذين لم يوفقوا في الدخول إلى هذه المسابقة، ولكنه لم يكن توقعا، حيث إن التوقع يرتبط دائما بما لا حول ولا قدرة ولا دخل للمرء به، كأن يتوقع أحدهم فوز فريق في مباراة، وذلك من خلال استقراء الاحداث، أما من يستطيع أن يغير من حادثة معينة، فلا يجب عليه أن يتوقع بل يجب عليه أن يعمل لتحقيق حلمه· *هيئة ابوظبي للثقافة والتراث لها مشاريع ابداعية رائده وكبيرة ·· هل ترى أنها جمعت الجماهير العربية خاصة في أمير الشعراء * * * الهيئة لا تملك عصا سحرية، ولكنها عرفت الخلطة السحرية لنجاح أي عمل أو مشروع من مشاريعها الثقافية، وأهم تلك النقاط هي تعيين فريق فني متخصص، والاهتمام بالجانب الاعلامي، وهو أمر حيوي جدا، لهذا حين تم تكليف شركة باراميديا وهي شركة متخصصة إعلاميا فقط من خلال كادر فني متخصص، أصبحت هناك نقلة نوعية من المنظور الاعلامي؛ مما ترتب عليه نقلة نوعية على المستوى الفني· كما أن المتابعة التي يوليها افريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي لإمارة ابوظبي لجميع الفعاليات وعلى كافة المستويات، الثقافية الاقتصادية والاجتماعية، يعطي حافزا للعاملين في تلك القطاعات، واعتبر المتابعة المباشرة من سمو الشيخ سعيد بن طحنون و سعادة محمد خلف المزروعي تشكل عملية دفع لنجاح البرامج الثقافية والتراثية، وتذليل المصاعب التي قد يواجهها أي عمل عادة· وأذكر على سبيل المثال أن الدولة أقامت اسبوعا ثقافيا كبيرا في لبنان، حيث ترأس الوفد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الاعلام والثقافة في تلك الفترة، وقد كان سموه متابعا لكل تفاصيل اقامة الاسبوع الثقافي، وحريصا على نجاحه وتذليل كافة المصاعب التي واجهت ذلك النشاط قبل إقامته، وقد علمنا أن الوزارة وبالتنسيق مع سفارة الدولة في لبنان أوكلت الجانب الاعلامي الى شركة اعلام متخصصة في لبنان، وترتب على ذلك أنه قبل وصول الوفد كانت كل لبنان تعرف بالاسبوع الثقافي - الإماراتي، وتعرف مواعيد الامسيات الشعرية والندوات والعروض المسرحية والمعارض التشكيلية، وبأسماء المشاركين فيها واعتبره من أنجح الاسابيع الثقافية التي شاركت فيها الدولة· وبرنامج امير الشعراء هو أحد البرامج التي تم التخطيط لها جيدا، على كافة الأصعدة الفنية والاعلامية، مما أدى إلى نجاحه، وستريك الايام عمليات استنساخ له، ولكنني على قناعة أيضا بأن الاستنساخ سيبخل على العمل، ولن يكون له النجاح الذي رافق الاصل· أحلى القصائد * أي القصائد التي ألقيتها في أمير الشعراء أحب اليك * * * لن أجيب إجابة تقليدية واقول لك كلهم أبنائي ولا أفرق بينهم، ولكنني أعتقد أن قصيدة (موت مؤقت) كنت بحاجة لها لتعطيني الدافع للمراحل اللاحقة، دون أن أغفل أن القصاصات في بداية المسابقة كانت محببة إلى قلبي خاصة أنها عاطفية بمجملها، كما أن قصيدة (نسب الحروف) أشبه ما تكون برسالة المسابقة لجميع الشعراء في الوطن العربي، حيث إنها تشكل دعوة للمحبة والتسامح والتعايش بين أصحاب الفن الواحد أو المهنة الواحدة· * كيف تنظر الى حركة الشعر في الامارات وكيف تقيمها * * * الحركة الثقافية عموما والشعرية على وجه التحديد في الامارات تساير مثيلاتها في الوطن العربي بكل اقتدار، ولكنها تعاني من قلة الاهتمام على صعيد المؤسسات الثقافية، وغياب الشعراء المبدعين عن الساحة الثقافية، وعدم مشاركتهم في الانشطة، أوالمساهمة في الحراك الثقافي، وهذا ما يجعل حركة الشعر الفصيح ليس بالمستوى الذي كانت تمثله في فترة الثمانينات، وقد عوض الشعر الشعبي غياب الشعر الفصيح، ولا أقول أنه أخذ دوره، ولكنه اختط له طريقا فاعلا في الساحة الثقافية، وحبذا لو عاد الحراك لشعر الفصحى، ليكتمل المشهد بما يشكل علامة فارقة ومميزة في ساحتنا الإبداعية في كافة جوانبها· القلق والترقب * كيف كانت مشاعرك أثناء المسابقة وأين وجدت قوتك في المراحل التي مرت بك * * * أسأل الله أن لا يريك إياها، فقد عشت طوال ثلاثة أشهر في حالة قلق دائم، وحين كان يغادر الشعراء بعد كل مرحلة أعتقد بأنهم يبتعدون عن توتر المسابقة، أما أنا فقد كنت موجودا دائما مع الشعراء الضيوف، وكنت في كل التفاتة في شوارع العاصمة أجد اللوحات الإعلانية التي تذكرني بالمسابقة، وفي العمل والتجمعات كان السؤال الدائم عن المسابقة، حتى أنها أصبحت زادي وحديثي اليومي· لقد كانت تلك المشاعر مشوبة بالقلق والترقب والفرح والحزن والخوف من الفشل أو سوء الاختيار، ما أصعب أن تكون أنت وحدك وتحمل آمال غيرك من أبناء بلدك، ها أنا أخيرا أدركت شعور لاعبي المنتخب الوطني حين يدخلون بطولة يمثلون فيها الدولة، وشعر كل مبدع اماراتي في أي مجال كان· أما مشاعر القوة فإنها لم تكن طارئة، لقد كانت موجودة قبل وطوال فترة المسابقة ولكنها كانت تشاب بالقلق فلا تبدو جلية، ولكن بعد انتهاء الجولة الأولى شعرت بالرضا التام بخصوص المراحل اللاحقة· أبرز الأسماء * كيف تنظر الى منافسيك في مسابقة مهرجان أمير الشعراء وكيف تقيم نتاجهم * * * المجموعة التي شاركت هي من أبرز الاسماء في بلدانها إن لم تكن الأبرز، فالمسابقة لم تكن مسابقة هواة كما قد يعتقد البعض، فأنا لا أعرف اسما في السعودية أو في سوريا أو الاردن أو مصر يتجاوز الاسماء التي شاركت في المسابقة· من هنا، فإنني أعتقد لو تمت اعادة التصفيات بالاسماء نفسها ربما تغيرت الاسماء التي وصلت للنهائي، وذلك لأن الشعراء قد عرفوا مواطن الضعف التي مرت بهم، وربما لو تم تجاوزها لكان لكثير من الاسماء شأن آخر· *هل ترى في لجنة التحكيم إنصافا دقيقا في الاختيار، ومتى تناولتك بالنقد، ومتى وجدت أنهم أنصفوك وهل توافقهم * * * لجنة التحكيم كانت منصفة وعادلة، ويكفي أن نشير الى أنها أسماء لها تاريخ طويل في النقد، وأن المسابقة لا تضيف إلى تجربتهم النقدية، بل هم من يضيفون الى تجارب الشعراء· من هنا فإن كل منصف سيجد أن اللجنة كانت عادلة تماما، فهم أنصفوا الجميع ليس كريم معتوق وحده، وأنا من أكثر المستفيدين من نقد اللجنة، لأنني كنت أتابع ملاحظاتهم على جميع المتسابقين، لأعرف مواطن الضعف والقوة بنصوصهم، ولا أبالغ إن قلت إنني أصبحت أراهم على الورق أثناء كتابة القصائد، أجد الدكتور مرتاض في كل لفظة أكتبها وأجد الدكتورعلي بن تميم كلما دخلت بتناص من نص آخر، وأجد الدكتور صلاح كلما تناولت صورة حديثة مبتكرة، والاستاذ نايف الرشدان حين يكتمل النص واعاود قراءته لأتبين الترابط الانسيابي في النص، وقبل أن أقرأ نصي لا أرى إلا الفنان غسان مسعود وهو يحدق بملامح وتعابير الوجه ونغمات الصوت مع كل صورة· الجمهور * هل ترى أن الجمهور أنصفك أم لجنة التحكيم * * *كلاهما كان منصفا، والجمهور قدم نموذجا يحتذى به في الدعم المتواصل، وأخص بالشكر هنا مجموعة من الشعراء الشعبيين كان لهم الدور الكبير بالدعوة للتصويت، وحث الجميع من أجل التصويت، حيث إن ذلك شرط المسابقة· وأود أن أشير هنا إلى أن نظام التصويت يعتبر عملا ايجابيا في المسابقة، لأنه ساهم في نشر وزيادة اهتمام الجمهور بالمسابقة، ولولا التصويت لربما لم تأخذ المسابقة هذا البعد الجماهيري، وأصبحت مسابقة تحكيمية أكاديمية، وتكون بذلك قد مرت المسابقة من خلال أروقة الجامعات، وليست الجماهير· * ماذا تقول للجمهور الذي أحب شعرك * * *يبدو أن هناك الكثير من الشباب الذين شكل غيابنا عن الساحة انقطاعا عنهم، وها هي المسابقة تقوم بردم الهوة بين الشعر العربي الفصيح والجمهور في الدولة وخارجها، وإذا ما كانت لي كلمة فأقول إن الشعر علاقة روحية راقية بين الكتابة وقارئها أو بين الكلمة ومستمعها، لهذا فإنني أتمنى هذا التواصل وأنا ومعي الكثير من شعراء الدولة نشكل لونا فنيا يستحق القراءة في الدولة· الخير والأمان * لمن يرد الشاعر عبد الكريم معتوق هذا الفوز * * * أرده أولا إلى توفيق الله ثم أرده وأهديه إلى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي يدفع بجهوده الخيرة أبوظبي إلى المحافل الدولية في شتى المجالات، والذي أوجد فكرة أمير الشعراء لتكون فكرة مبتكرة سباقة ستكون تاريخا في حركة الشعر العربي الفصيح يسجل في سجل انجازاته الكبيرة، حتى أصبحت أبوظبي قبلة الثقافة العربية بكل ما تحتويه الثقافة من أبعاد وألوان في الشعر والفنون والمتاحف والمعارض، وأضاف سموه وردة أخرى الى بستان الامارات العامر بالجمال والخير والأمان، وباسم كل مثقفي الدولة نمد أيدينا إلى سموه للمساهمة في بناء صرح الثقافة في الدولة· كريم·· الأمير * كريم·· سموت شعراً، وأكرمتنا بشعرك الكريم، بلغت بنا نواصي الفرح، وصهيل الجياد الصافنات ببوحك، ووقع السيوف المهندات شعرك، ولمع البيارق الحاديات، قوافٍ وضعتها على نحر القصيدة فكانت نجمة فريدة، وصولة عتيدة، ومقارعة تليدة، وطلعة نضيدة· * كريم·· إن شاهت الأرجاء في عيوننا، واكفهرت النواصي، وأضمرت الجهات غليلها، تبقى القصيدة، نافذة الزهو، وشراع السفر، ونخلة النماء، والعطاء، والسخاء، والبهاء، والانتماء· * كريم·· قالت لك القصيدة هيت لك نفسي، فجئتها، محتفياً، مجندلاً، بالطلع النضير، والشوق البعيد، فعميقاً سرت، بحرقة الكلمة، ونثيث المزن المحتدمة فأمعنت، وانعمت، وأسعدت الذين تحرقوا قلقاً في انتظار حصاد الجياد· * كريم·· كان بحر الشعر، هياجاً، لكن عصاك، ما ستعصى عليها، هوج، ولا موج، فامتدت العباب ذلولاً، قالت جئنا، طائعين، صاغرين، خاشعين، خاضعين·· فامتطيت الصهوة، فارساً، باسلاً، فاعتنيت وغنيت، وأنشدت ما جرى في القلب وما عاينته العيون· * من زمان الشح اشتاقت القصيدة، لهوى عاشق، باسق، سامق، يمنحها البريق الأنيق، الرشيق، فكنت أنت المسافة ما بين الوريد والوريد، وكنت الشفق وكنت الألق، وكنت النسق، وكنت الحدق، وكنت الحاضر المتألق، بالشهد والبرد، وأمنيات الصهد والسهر· * كريم·· رميت، وإذ رميت ما رامت، على رميك الرحى، فأسهبت بالهديل ناشداً، ناسكاً، والملح شعر ما تهاونت نصاله عن مد الهوى بالصهيل، والشعر ملح، إن تداوينا كان داؤنا والسلسبيل· * كريم·· نسجت والغزير، خرير، مر من هنا، عند، ساقيه المدى، سار بوحاً، سار فوحاً، سار صدحاً، سار نهاراً، يجمع حبات الفرح، من نثر رملنا، الذي طالما تهجى السماء، لتمطر شعراً، وتمنحها الابتهال· * كريم·· لم يكن في صحرائنا غير العتب، والناقلات شغب، والمدبرات من أيامنا، أحلام بلا كعب، والنوق التي حلت عقالها، داهمها التعب واليوم تأتي سيدي، تأتي، فوك ما فض من الشغب، وشغب القوافي سيدي، لهب من سحب، نثت هوى العشاق، والأحداق شوق منسكب· * كريم·· أينعت القصيدة في فمك زهرات، فانداح الزهر فوحاً، وانبرى الفوح، فضاءات، نحن بعض، كلماته، والنقاط لهفتنا، والحروف شغف من تلف ودنف· * كريم·· خذها أميراً، والآتيات أجمل، والجمال قصيدة تمنح البريق ألقاً· ع· أ موت مؤقت مُتْ قبلَ موتكَ مرة كي لا يسومَكَ في تيقُّظـِكَ الخرابُ لن تحزنَ امرأةٌ عليكَ أغيرَ أمِّـكَ ترتجي حزناً *! أتبلغُ حزنَها امرأةٌ وينصفكَ العذابُ *! مُتْ قبلَ موتكَ مرتينِ فبائعُ الصحفِ الكئيبةِ لن يفتشَ عن صباحِكَ في الزحامِ إذا توسَّدكَ الغيابُ مُتْ قبلَ موتِكَ ساعةً واعرفْ عدوَّكَ من صديقِكَ ربّما غيّرتَ خارطةَ الصداقةِ والعداوةِ وانتبهْتَ لما تقوَّلهُ الصحابُ * * * مُتْ قبل موتكَ مرةً كي تسمعَ الموتى وهم يتهامسونْ قد يلعنونَ الصبحَ ظـنـَّاً أنـَّه ليلٌ وقد لا يلعنونْ قد يطلبون ملابساً للعيدِ حدّثهمْ وقُـلْ: لا عيدَ للموتى سيجرَحُهم حديثـُكَ فاسْتعرْ لغةَ الطفولةِ ربما يتقبـَّلونْ وإذا التقيتَ مقاتلاً نشوانَ كان (بغزةٍ) يوماً يقاتلُ بعضهُ دمهُ يريقُ دماءَ إخوتـِهِ - وهم أبداً غباراً واحداً يتنفسونْ - فاسألْهُ في خبثٍ ولا تعجلْ عليهِ فربّما مازالَ يَحسَبُ أنـّه قد مَدَّ جسراً من دمِ القتلى إلى الأقصى وظنـّكَ جئتـَهُ مثلَ الذين يباركونْ وإذا لمحتَ مفكراً أو كاتباً أو شاعراً يمشي مع الموتى فقلْ : بالغتَ في حبِّ القصيدةِ والنساءِ وفي البلادِ فهلْ تراهمْ يذكرونْ * أم أن موتَـكَ عابرٌ مُتْ قبلَ موتـِكَ كي ترى ما لا يراهُ العابرونْ
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©