90 قتيلاً وجريحاً بهجوم استهدف ثكنة بحرية في الجزائر

قتل 30 شخصاً، غالبيتهم من عناصر حرس خفر السواحل في سلاح البحرية الجزائرية، وجرح نحو 60 آخرين في مرفأ دليس شرق العاصمة الجزائرية· وهو أحد أكثر الاعتداءات دموية بين التي وقعت في الجزائر في الأشهر الأخيرة· وبين الجرحى عدد من المدنيين لا سيما من عمال المرفأ· وكان الانتحاري على متن شاحنة مفخخة وفقاً للشهادات الأولى، إلا أن هويته وانتماءه السياسي بقيا مجهولين· ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن· وكان الانتحاري يستهدف ثكنة لخفر السواحل تابعة لسلاح البحرية الجزائرية· وقد قام باختراق مدخل الثكنة الخلفي وتوغل نحو 20 متراً داخلها قبل أن يفجر شاحنته، وتبين أن الشاحنة المسجلة في العاصمة، كانت تقوم بنقل المؤن إلى الثكنة، وقد خطف سائقها الحقيقي قبل وصوله إلى الثكنة واستبدل بالانتحاري بعد نقل المتفجرات إلى الشاحنة، كما أشارت العناصر الأولى للتحقيق· وانفجرت الشاحنة داخل الثكنة المؤلفة من شاليهات جاهزة، وقد تفجرت غالبيتها بسبب قوة الانفجار· وانتشر الحطام وبقايا الأخشاب والإسمنت على بعد مئات الأمتار من مكان الانفجار· ووصلت قطع الثياب والحقائب إلى أعمدة شبكة الكهرباء والسياج المحيط بالمرفأ· وقال شهود ''إن الانفجار ألحق أضراراً بعدة منازل مجاورة، كما حطم نوافذ الأبنية في الشوارع المجاورة''· وشوهدت سيارات الإسعاف والمروحيات تروح وتجيء إلى مكان الانفجار· وقد تم تطويق المرفأ، وانتشر رجال شرطة مكافحة الإرهاب في المكان· واتخذت قوى الأمن مواقع لها في المدينة، في حين كان السكان المذهولون يحاولون الاستعلام من رجال الشرطة الغاضبين· وكانت دليس الواقعة في منطقة القبائل مسرحاً لعدد من الهجمات في السنوات الأخيرة· وتعتبر هذه المنطقة التي تقع على سفح جبل سيدي علي بوناب المعروف بغاباته الكثيفة، بمثابة معقل للإرهابيين منذ بداية أعمال العنف في الجزائر في ·1990 ويأتي هذا الهجوم بالسيارة المفخخة غداة عملية انتحارية استهدفت موكب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في باتنة وأوقعت 22 قتيلاً وأكثر من 100 جريح، وقبل أيام من بداية شهر رمضان· من جانبه، اعتبر رئيس الحكومة الجزائرية عبد العزبز بلخادم أن الإرهاب ينحسر في الجزائر؛ لأن الإرهابيين ''لم ينجحوا منذ 17 عاماً، ولن ينجحوا أبداً في سعيهم اليائس لضرب الاستقرار في البلاد''· واعتبر بلخادم أن اعتداء دليس محاولة للتشويش على سياسة المصالحة الوطنية التي أطلقها الرئيس الجزائري، والتي قال إنها أتاحت التوبة للعديد من الشباب الذين حملوا السلاح ضد شعبهم، مكرراً ''تصميم الدولة على مواصلة سياسة الوفاق الوطني''· من جانبها، أكدت مصر تضامنها الكامل مع الجزائر في مواجهة الإرهاب· ووجه وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط رسالة دعم وتضامن إلى نظيره الجزائري مراد مدلسي أكد فيها إدانة مصر الكاملة للعمليتين الإرهابيتين اللتين وقعتا في الجزائر خلال اليومين الماضيين وراح ضحيتهما مواطنون جزائريون أبرياء· وأكد في رسالته الثقة في أن السياسات الحكيمة للقيادة الجزائرية لن تترك مجالاً لتفاقم هذه الظاهرة· مذكراً بأن مصر نادت بجهد دولي جماعي لمكافحة هذه الظاهرة البغيضة· كما دان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ''العمليات الإرهابية'' في الجزائر في برقية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة· ودانت الحكومة الإسبانية بشدة الهجوم، وتعهدت في الوقت نفسه مجدداً بتقديم الدعم لمكافحة الإرهاب·