الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عمر الخيام.. ضفاف عامرة بالعشق والجمال الساحر

عمر الخيام.. ضفاف عامرة بالعشق والجمال الساحر
14 فبراير 2014 00:11
إبراهيم الملا (الشارقة)- نظم بيت الشعر بالشارقة مساء أمس الأول بمقره في منطقة الشارقة القديمة أمسية ثقافية حفلت بتداولات نقدية واستدعاءات تاريخية، ومقارنات بين الواقع والأسطورة في نتاج الشاعر عمر الخيام، كما تطرقت الأمسية للأبعاد الفنية والرؤية الذاتية التي صاغت أسلوب الخيام ومعالم وهوى القصيدة عنده، خصوصاً في رباعيته الشهيرة التي ذاع صيتها في أصقاع الدنيا وتصدى لترجمتها أكثر من أربعين شاعراً ومترجماً في شرق العالم وغربه. شارك في الأمسية التي حملت عنوان: «عمر الخيام.. الشاعر والرؤية» كل من الدكتور عمر عبدالعزيز مدير إدارة النشر والبحوث بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، والدكتور علي جعفر العلاق، والأديب والشاعر محمد صالح القرق صاحب الإصدار الشهير الذي ترجم من خلاله 200 رباعية من رباعيات الخيام، وقدم للأمسية الإعلامي رعد أمان، بحضور عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، ومحمد البريكي مدير بيت الشعر، ولفيف من النقاد والإعلاميين والشعراء والمثقفين. وتناول الدكتور عمر عبدالعزيز في مستهل مداخلته النقدية النظرة الإشكالية السائدة حول شخصية الخيام وحول شعره أيضاً، وقال إن من يقرأ نماذج وافية من قصائد الخيام، يمكن أن يكتشف طرائقه الأسلوبية المتفردة، ورؤيته التشاؤمية للحياة، والتي لا تخلو أحياناً من انتباهات للفرح، وإن كان هذا الفرح مؤقتاً وآيلاً للزوال. وأكد عبدالعزيز أن الكاتب والمترجم الإنجليزي فيتزجرالد كان له الأثر الواضح والكبير والمهم في نقل الميراث الشعري الحافل بالرؤى والتصاوير المدهشة التي تركها الخيام، فجاء هذا المترجم الإنجليزي ليقدمه للأوساط الأدبية والثقافية قي العالم، ويحقق علامة فارقة في التعاطي مع هذا الشعر الفارسي ذي الخصوصية الفريدة والمتقاطعة في ذات الوقت مع الهواجس الذاتية للكثير من الشعراء الأوروبيين الذين خبروا الأزمة الوجودية التي عاشها الخيام، ولكنهم لم يستطيعوا البوح بها شعرياً، كما فعل الخيام وبامتياز نقي وغير مسبوق. ونوه عبدالعزيز إلى أن ترجمة فيتزجرالد كانت هي الترجمة الأولى والأساسية التي انبنت عليها الترجمات اللاحقة، وتاليا أصبح عمر الخيام في سماء الثقافة الأوروبية معلما أساسيا واستثنائيا فيما يتعلق بقامات التاريخ الإسلامي، ثم أصبح هذا المعلم مقرونا بالشعر والشعرية، وأضاف أن العالم العربي شهد كذلك العديد من الترجمات كان آخرها ما قدمه محمد صالح القرق. أما الدكتور علي جعفر العلاق فأشار في مداخلته إلى أن قصائد الخيام لامست بسحرها قلوب الكثيرين وحركت مخيلة الكثيرين، لأن شعره يتناول اللذة المشوبة بالألم وهي الصفة أو المتلازمة الحسية التي أسرت الشاعر «ت. س. إليوت»، كما أشار العلاق وجعلته يفضل الخيام على الشاعر الرومانسي الشهير «شيللي»، مضيفاً أن العصر السلجوقي الذي عاصره الخيام كان له تأثير كبير على شعر الخيام، لأنه كان عصر القلق واختلال القيم، والموت المجاني، والتصفيات السياسية وتشوش الهوية الإسلامية، حيث أصبحت البلاد عرضة لاحتلالات متوالية، وقال إن هذه العوامل كان لها صدى وحضور جلي أحيانا وخفي في أحيان كثيرة داخل النسيج العام لقصيدة الخيام. قرأ بعدها مقدم الأمسية رعد أمان نماذج من قصائد عمر الخيام المهمومة بتناقضات الوجود، وثنائيات النشوة والانكسار، والموت والميلاد، والعشق والخيبة، وغيرها من المتقابلات الحسية التي كونت المناخ العام لقصيدة الخيام، والتي جعلته ملهما لكثير من الأدباء والشعراء الذين عاينوا متاهته الذاتية واقتربوا كثيرا من ضفافه العامرة بالسحر، والمسكونة أيضا بالشجن والعذابات العميقة والغائرة. وفي نهاية الأمسية قام محمد صالح القرق بتوقيع نسخ من كتابه الذي ترجم فيه جانبا كبيرا من رباعيات الخيام، واحتوى الكتاب أيضا على النص الفارسي الأصلي، بجانب ترجمات بالفرنسية والإنجليزية. رباعيات من رباعيات الخيام التي ترجمها محمد صالح القرق نقتطف: المصير خلَقَ الكونَ والمآسي بناها وكذا الأرض بعد ذاك دحاها وسقى في القلوب نبتة حزن أدمت القلب والحشا بلظاها كم شفاهٍ مثل اليواقيت أوْ كم مثل مسك ضفائر في شذاها أُودعت في عميق أرضٍ وساخت في تراب بجوفه مثواها حقيقة الدهر أيا نفس اتركي عنك الأماني ولا تَرجي من الدهر العطاء ومن فلك يدور فلا تُرَجّي رفاهيةً تنال ولا هناء إذا كان اطّلابُك للتداوي يزيد سقامك المدفون داء فعيشي بالتحمل للمآسي وخلي عنك يا نفسُ الدواء الحُجُب حُجُب الأسرار تستعصي فما من سبيل نحو تمزيق الحجاب سر خلق النفس قد أعيا الورى إن تسل عنه سيُتعبْك الجواب ليس للإنسان، كلا، منزل يحتويه غير طيات التراب لهف نفسي إن هذي قصص لقصيرات وفيهن العجاب!! حياة أبيقورية حان وقت الصبوح قم يا حبيبي أنت دائي وفتنتي ودوائي قرّب العهد أحْيِنا بنشيد واسقنا الراحَ فهي أخت الغناء فلكم أهلك المصيف بِكَرٍّ ومرورٍ! كذاك حال الشتاء من «قُباذٍ» ومن ألوف «جماشيد» فساروا جميعهم للفناء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©