24 مارس 2008 02:31
الإنسان الذي يفقد الحنان في طفولته ويتعرض للقسوة والضرب والعنف تجده إنسانا حنونا يشفق ويعطف على كل من حوله وخاصة الأشخاص الذين يستحقون العطف والرحمة، أكثر من الشخص العادي· فتراه دائما يسارع إلى تقديم المال والهدايا للمحتاجين ويرفق بالحيوانات، وعلى الرغم من انه فاقد للحنان فإنه يعطيه·· وهنا أقول ''فاقد الشيء يعطيه للآخرين ويمنحه للناس''، وقد يصبح البعض أكثر كرما وعطاء بلا حدود ليعبر عن روحه التي تفيض بالطيبة ليقدم المساعدة لكل الناس فيصبح مثالا وقدوة يقتدي به الآخرون·
ونحن حينما نشعر بفقد إحساس ما، نكون أكثر ما نكون معرفة بذلك الألم الذي يخلفه نقص الشعور بوجوده، فسرعان ما تهرع نفوسنا إلى تعويض ما فقدناه نحن إلى من نراه في مثل حالنا حتى لا يشعر بذلك الألم الذي عهدناه·· فحينما يفقد الطفل حنان أحد نجده أكثر ما يكون حنانا ورحمة بكل الأطفال· ونرى أن من فقد الحب أو واجه آلاماً بسببه يسعى جاهدا لأنه يكون أفضل ما يكون مع كل من يحبه بعد ذلك رغبة منه في عدم جلدهم بنفس السياط التي جلد به، أو كالذي كان فقيرا يوما ما لا يملك حتى قوت يومه تراه عندما يغنيه الله يتصدق ويعطي المال للآخرين ويساعد كل الناس، لأنه عانى في يوم ما من هذه المشكلة، وشعر بنفس الشعور الذي يشعر به الفقير في الوقت الحالي·
منى أحمد
عدد اليوم
