الشركات الكبيرة تغيب عن جيتكس بسبب التوقيت والتسويق

''جيتكس هذا العام ليس المعرض الذي عرفناه''·· عبارة بسيطة لكنها ترددت على ألسنة العديد من المشاركين والزوار منذ اليوم الأول، والسبب واضح، فمجرد جولة سريعة في أروقة المعرض لن يكون من الصعب الخروج بمثل هذه الخلاصة، بعد أن غابت أسماء عالمية مرموقة مثل مايكروسوفت وال جي وكانون ولينوفو عن أهم حدث لتقنية المعلومات في العالم العربي، الأمر الذي يطرح سؤالا ملحا حول السبب في هذا الغياب، على الرغم من حضور العشرات من الأسماء الجديدة التي تشارك لأول مرة لأن حدثا تقنيا بهذا الحجم تغيب عنه أسماء بهذه الشهرة، وهي اعتادت على التواجد الدائم، يجعل الجميع يتوقف عند من غابوا ولا يلتفت لمن حضروا· وأثار الوضع موجة من التكهنات بين المشاركين والزوار، راوحت بين الحديث عن أن توقيت المعرض هذا العام ظلمه، حيث أقيم بعد الإجازة الصيفية مباشرة، وبالتالي لم تكن الفترة الزمنية السابقة على موعده مناسبة لكي تستعد الشركات جيدا للمشاركة، كما أن التوقيت لم يخدم المعرض أيضا لأن ''موسم'' الإعلان عن المنتجات والخدمات الجديدة لدى العديد من الشركات لم يحن بعد· وذهب آخرون الى أن ارتفاع تكلفة المشاركة في المعرض تعد احد أسباب غياب بعض الأسماء، الأمر الذي تنفيه إدارة المعرض متمسكة بالقول إن الأسعار لم تشهد زيادات عن الدورة الأخيرة، وعلى سبيل المثال فإن شركة مثل مايكروسوفت اعتادت المشاركة الدائمة والملفتة في المعرض على مدى 16 عاما متتالية، ثم غابت هذا العام، واكتفت بالتواجد في سوق الكمبيوتر المقام في أرض المعارض بمطار دبي عبر الشركاء، ومن خلال ما أسمته مجلس مايكروسوفت، وهي تبدو أيضا حريصة على التواجد بصورة مباشرة أوغير مباشرة بالقرب من المستخدم النهائي عوضا عن التواجد قريبا من مسؤولي الشركات والخبراء والمتخصصين· ويتردد أن ''مايكروسوفت'' لم تكن جاهزة نتيجة توقيت المعرض غير الملائم أيضا للإعلان عن منتجات جديدة، حيث ينتظر أن يتم الإعلان عن بعض المنتجات الجديدة أوائل العام المقبل، وفي إطار هذه التكهنات والتحليللات حاولت ''الاتحاد'' الحصول على تعليق من الشركة لكن إدارتها لم تتجاوب مع هذا الطلب· وطرحت ''الاتحاد'' السؤال عن ''سر الغياب'' على أحد أبرز الغائبين، وهي شركة إل جي الكورية لصناعة الإلكترونيات، التي يقول مدير التسويق الإقليمي بها حامد مالك، إن استراتيجية الشركة تركز على المستخدمين النهائيين، ومن المعروف أن معرض جيتكس يخاطب الشركات والمتخصصين بينما سوق الكمبيوتر يركز على المستخدمين النهائيين ومن ثم فضلنا التواجد في السوق، من خلال قنوات التوزيع، عوضا عن المعرض، وأطلقنا حملة كبير بهذه المناسبة· وحول ما إذا كان موعد المعرض هذا العام لعب دورا في إحجام شركات عالمية عدة عن المشاركة، وما تردد عن ارتفاع تكاليف المشاركة، قال مالك: ''إن قرار الشركة يرتبط بأمور داخلية، ولا علاقة له بأية أمور خارجية من قبيل ارتفاع التكلفة أو عدم مناسبة التوقيت· وأضاف فيما يتعلق بإمكانية استمرار غياب الشركة عن جيتكس في السنوات المقبلة: ''سنقيم التجربة الحالية وعندها سنرى ماذا يمكن أن يحدث في السنوات المقبلة''· من جهته، قال هلال المري، مدير عام مركز دبي التجاري العالمي، منظم الحدث، إن قرار عدم مشاركة بعض الأسماء الكبيرة في دورة هذا العام من معرض جيتكس يعود الى خطط واستراتيجيات تلك الشركات التسويقية وليس لأسباب متعلقة بالمعرض الذي شهد في دورته الحالية معدلات نمو كبيرة سواء فيما يتعلق بالعارضين أو المساحة· وأضاف أن مساحة المعرض شهدت نموا بنسبة 5% مقارنة بالعام الماضي وهو نفس معدل النمو الإجمالي للمعرض، فيما زاد عدد الشركات إلى 3300 شركة منها 570 شركة جديدة، إلى جانب مشاركة قوية وكبيرة من بلدان عربية مثل مصر التي تشارك بأكبر جناح لها على الإطلاق· وأكد المري أن أسعار إيجارات المعرض لم تشهد أية زيادة عن معدلات العام الماضي، لافتا إلى أن المعرض مازال يمثل المنصة الرئيسية الأولى في المنطقة لشركات تكنولوجيا المعلومات العالمية والإقليمية·