آلية عمل إماراتية مصرية لجذب الكوادر التكنولوجية

توقع وزراء ومسؤولون حكوميون من دولة الإمارات وجمهورية مصر العربية، أن تشهد المرحلة المقبلة نقلة نوعية في طبيعة العلاقة بين البلدين فيما يخص الاستثمار في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بما يحقق تكاملا اقتصاديا بين البلدين من خلال الاستفادة من العوامل التي يمتلكها البلدان في هذا الجانب· وخلال ورشة عمل نظمت ظهر أمس على هامش معرض (جيتكس) تحت عنوان (مصر والإمارات شركاء من أجل النجاح)، شدد كل من معالي سلطان سعيد المنصوري، وزير تطوير القطاع الحكومي ورئيس اللجنة العليا المنظمة لقطاع الاتصالات بالدولة، ومعالي الدكتور طارق كامل، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري، على أن مثل هذا التعاون من شأنه أن يوجد حلولا لبعض الاشكاليات التي يواجهها البلدان في تطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وأشارا الى أن دولة الإمارات تواجه مشكلة تتمثل في عدد المتخصصين في هذه المجالات من الجنسيات العربية، خصوصا أن التطور الاقتصادي الكبير الذي تشهده الدولة أوجد ضغطاً على المتخصصين في المجالات التكنولوجية، في حين أن التعاون الإماراتي المصري في هذا الجانب يمكن أن يؤدي الى الاستعانة بالكوادر البشرية المتخصصة المصرية للعمل في سوق الدولة مستقبلا، ودعا المنصوري الى ايجاد آلية وفرق عمل تضم ممثلين عن القطاعين العام والخاص تعمل على تحقيق ذلك· وأشار معالي الوزير إلى أن الجانب المصري يمكنه الاستفادة من الامكانيات التي تمتلكها دولة الإمارات في مجال التسويق والترويج والامكانيات والقدرات اللوجستية، للترويج للمنتجات التكنولوجية المصرية في الأسواق الآسيوية والعالمية· وشدد سلطان سعيد المنصوري على تميز العلاقات بين دولة الإمارات ومصر واللتين تتطلعان الى تعزيز التعاون في مجالات متعددة مستقبلا من ابرزها التعاون في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مشيرا الى أن طبيعة العلاقة بين البلدين تقوم على التكامل وليس التنافس· وأوضح المنصوري أن هناك ضعفاً بسوق التكنولوجيا في دولة الإمارات فيما يخص برمجيات اللغة العربية، مشيراً الى انه بالرغم من أن دولة الإمارات تسعى الى ايجاد قاعدة قوية تتناسب مع متطلبات المجتمع المحلي في هذا الجانب من خلال التركيز على نشر وتطوير البرمجيات العربية، الا أن ذلك لم يتحقق حتى الآن· وتطرق سلطان المنصوري الى مشكلة نقص الكوادر العربية المتخصصة في سوق التكنولوجيا بدولة الإمارات، وقال إن التطور الاقتصادي الذي تشهده الإمارات شكل ضغطاً على الكوادر العربية المتخصصة في هذا المجال، مشيرا الى أن عدد المتخصصين العرب بالدولة لا يتناسب مع احتياجات السوق المحلية، ودعا الى وضع آلية للتعاون المشترك بين البلدين في هذا الخصوص من خلال فرق عمل تضم ممثلين عن القطاع الخاص والجهات الحكومية المعنية بتنظيم وتطوير قطاع الاتصالات· وقال الدكتور طارق كامل إن الجانبين المصري والإماراتي يسعيان الى وضع الأساس لمسيرة تعاون بين البلدين خلال المرحلة المقبلة لتعزيز الاستثمارات المشتركة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مشيرا الى أن استثمار مؤسسة الإمارات للاتصالات (اتصالات) في شبكة المحمول الثالثة بمصر دليل على اهتمام ''اتصالات'' بالتواجد والاستثمار في السوق المصري· وشدد على أن هناك فرصاً استثمارية أخرى في قطاع الاتصالات المصري سيتم الكشف عنها خلال المرحلة المقبلة، وقال: نأمل أن نرى تواجدا قويا للشركات الإماراتية في هذه الاستثمارات، وأكد وزير الاتصالات المصري وجود حاجة متزايدة للتعريف بالخدمات والمنتجات التكنولوجية المصرية في الاسواق العالمية، مشيرا الى انه يمكن الاستفادة في هذا الجانب من نجاح دولة الإمارات في عملية التسويق والترويج بالعالم للترويج للمنتجات المصرية خلال المراحل المقبلة· وأشار الى ضرورة بذل المزيد من الجهود فيما يخص حقوق الملكية الفكرية والترويج للمنتجات التكنولوجية، مشيرا الى أن هناك حماسا بين الجانبين المصري والإماراتــــي لتحقيق تقدم في هذا الجانب مســـتقبلا، وشـــدد عـلى أهمية معرض جـــيتكس للتقـــنية في تبادل الخـــبرات والمعلومات بين الشركات المصرية ونــــظيراتها الإماراتية، مشيرا الى أن وجود 42 شركة مصرية خلال الحدث منها 22 شركة عارضة، يدل على الاهتمام الكبير الذي يوليه الجانب المصري للمشاركة في هذا الحدث وتحقيق اكبر استفادة ممكنة منه· وتحدث خلال ورشة العمل التي اقيمت ليوم واحد، عدد من المتخصصين في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالبلدين عن احتياجات وطرق التعاون المشترك بين دولة الإمارات وجمهورية مصر في هذا الجانب خلال المراحل المقبلة، فيما يعد التواجد المصري في معرض جيتكس لهذا العام، تواجدا لافتا من خلال تواجد وفد رسمي يضم مسؤولين حكوميين وممثلي شركات ووسائل اعلام مصرية·