الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الميدان الإدراكي... ساحة عراك جديدة للأميركيين في أفغانستان

الميدان الإدراكي... ساحة عراك جديدة للأميركيين في أفغانستان
9 سبتمبر 2007 22:24
يمكن الوقوف على دليل تطور استراتيجية الجيش الأميركي في محاربة التمرد بأفغانستان، في عمل عالمة أنثروبولوجية ترتدي الزي العسكري وتحمل سلاحا في جبال شرق أفغانستان؛ حيث تتحدث هذه الخبيرة، التي تنتمي إلى ''الفريق البشري الميداني'' المعروف اختصارا بـ''إتش إتش تي''، مع مئات الرجال والنساء الأفغان لمعرفة احتياجاتهم وطرق تفكيرهم· ومن بين الأمور التي اكتشفتها هذه الخبيرة، والتي قد تساعد على الحد من عمليات التجنيد التي تقوم بها طالبان في هذا الوادي: وجود عدد كبير من الأرامل وأولادهن، المطالَبين برعايتهن، والمجبرين على البقاء قريبا من البيت حيث فرص العمل قليلة· واليوم يحاول فريق ''إتش إتش تي'' تحديد طرق لاستغلال الأقمشة والأغطية التي تباع في المنطقة قصد توفير وظائف للنساء، وفي هذا السياق، تقول تريسي، التي لم ترد أن تفصح عن اسمها الكامل: ''كثيرا ما يُنظر إليّ كـ''جنس ثالث''· إذ تقول إنه لا ينظر إليها كامرأة أفغانية ولا كامرأة غربية بسبب زيها الذي تقول عنه: ''لقد زاد في قدرتي على التحدث مع الأفغان؛ فثمة فضول من جانبهم''· ويعد تحسين الفهم ''غاية'' ' فالقوات الأميركية تعتبر ذلك أسلوبا أذكى لمحاربة التمرد· وفي هذا السياق، يقول الكولونيل ''ديفيد وودز'': ''لم نأت إلى هنا من أجل قتل العدو فحسب، لقد تجاوزنا القتال الحركي، الأهم من ذلك هو الجزء غير الحركي، جئنا لمعرفة مشاكلهم وزرع المستقبل هنا''· بعد ست سنوات على إسقاط طالبان، تدور المعركة اليوم حول حضور يُكسب الحكومةَ الأفغانية وقواتها الأمنية المتزايدة ثقة الجمهور· وفي هذا الإطار، تهدف ''عملية خيبر''، التي بدأت في الثاني والعشرين من أغسطس الماضي، إلى طرق أكثر نجاحا وفعالية لمحاربة التمرد، وذلك باستعمال عدد أقل من الرصاص وجهود محلية أكبر· ولهذا الغرض، ضاعف القادة العسكريون الأميركيون عدد القوات الأميركية في شرق أفغانستان العام الماضي؛ وسخروا فريق ''إتش إتش تي'' للنهوض بالمساعدات وإضعاف قبضة طالبان في المنطقة· وفي هذا الإطار، يقول الكولونيل ''وودز'': ''لقد تغيرت ساحة المعركة؛ وأعتقد أن العدو تغير أيضا· فهو اليوم مضطر لبذل جهد كبير للفوز بالدعم الشعبي، إذ لم يعد بإمكانه العمل بشكل صريح ومفتوح بعد اليوم''· فكما يقول الرائد ''كريج بلاندو''، قائد فريق يعمل مع الشرطة الأفغانية: ''يقوم جزء كبير من جهود محاربة التمرد على الحيلولة دون حصول المتمردين على الطعام والمأوى لدى السكان المحليين''· والواقع أن تحديد الطرق الكفيلة لحماية السكان المحليين من بطش طالبان -ومعرفة أسباب قيام الأفغان بمساعدة الحكومة أو أعدائها- هي مهمة فريق ''إتش إتش تي''، والعنصر البارز فيه ''المحللة الثقافية'' والعالمة الأنثروبولوجية تريسي· ولهذا الغرض، أجرت هذه الأخيرة حوارات مع مئات النساء والرجال الأفغان، أحيانا لساعات متواصلة، حيث سمعت كيف أن معظم السكان قد ''ضاقوا ذرعا بالحرب''· وفي غضون تسعة أشهر، تقول ''تريسي'' إنها تمكنت من فهم المجتمع بشكل عميق، وهو ما يساعد على ''سد الفراغ الذي يريد أعضاء طالبان وأمثالهم سده''· تقول ''تريسي'' للأفغان إنها ''تريد تحسين مستوى فهم الجيش الأميركي للثقافة حتى لا ترتكب أخطاء حدثت في العراق''؛ وترى أن تقدما ملموسا قد تم إحرازه· وهو رأي تتأثر به مقاربات الجيش الأميركي التي باتت تنأى تدريجيا عن القوة النارية لتجنح أكثر نحو أساليب أذكى لمحاربة التمرد· تقول ''تريسي'': ''الأمر يتعلق بكيفية التقدم في الميدان، ليس الميدان المحسوس، وإنما الميدان الإدراكي، فالأشياء الصغيرة يمكن أن تؤثر تأثيرا كبيرا''· كذلك كان الحال بخصوص معرفة مشكلة البطالة التي يعاني منها الشباب في منطقة ''وادي شاباك''· وفي هذا الصدد، يقول ''وودز'': ''ما كنت لأعرف بأن تلك مشكلة في هذه المنطقة''، مضيفا ''إن تريسي تأخذ المعلومات بخصوص السكان وتحللها، ثم تقدم لنا خلاصات هدفها تحسين الأوضاع وحل المشكلات، إنها ليست هدفا، وإنما وسيلة''· وكان الكولونيل ''مايك هاورد'' قال العام الماضي: ''في جهود محاربة التمرد، لا يمكنك أن تتزعم وتقود بواسطة البندقية· بل الزعامة تكون بواسطة الأفعال، وإعادة الإعمار''· مراسل كريستيان ساينس مونيتور في منطقة وادي شباك، أفغانستان ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©