الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فتنة الدعاية

10 سبتمبر 2007 00:56
لم تُتح لي الظروف لمشاهدة فيلم ''عمارة يعقوبيان'' الذي أثار ضجة هائلة في الشارعين المصري والعربي خلال الفترة الماضية، الأسبوع الماضي من خلال عرض حصري لقناة ''ام·بي·سي·''، ومنذ بداية انتاج الفيلم وطيلة مراحل تصويره، وعرضه على الرقابة، والمشاكل أو - اختلاق المشاكل - خرج الى الدنيا كل من هب ودب ممن له صلة بالفيلم ليثير المشاهد عبر وسائل الاعلام، ومن خلال برامج فضائية كاملة أفردت مساحاتها الفضائية للدعاية للفيلم، ونجومه، والمشاكل الرقابية التي تعرض لها، وراح الجمهور العربي ينتظر بفارغ الصبرمشاهدة هذا الفيلم الذي جاء ليشخص أو ينهي مشاكلهم اليومية، أو كأنه جاء ليتوج تاريخاً وعصراً من عصورصناعة السينما، بفعل ماكينة وحملة ترويج ودعاية مدروسة ومنظمة ومبهرة أحيانا· المهم أنني شاهدت الفيلم ولدي انطباع مسبق عن جودته وتميزه بما يوازي تميز قصته وإبداع الكاتب، وفي حقيقة الأمر صدمت مما شاهدت، فلم أجد جديدا يضيفه الفيلم الى قائمة الموضوعات المطروحة، أو تلك التي أشبعتها بحثا عشرات الأفلام خلال الربع قرن الأخير، حتى مسألة الشذوذ الجنسي التي أثارت كل هذه الضجة، فقد سبق وأن طرحت في أكثر من عمل· الفيلم لم يكن سيئا، الا أنه لم يكن متميزا بما يوازي كل هذه الضجة التي واكبته، حتى أداء أبطاله النجوم كان بمستوى أدائهم المعروف عنهم دون استثناء، والاسقاطات التي حفل بها، لم تزد عن غيرها في أعمال مشابهة ولاسيما لبطل العمل الفنان عادل امام، واذا كان الفيلم ''بانوراما'' تتطرق الى التطورات الاقتصادية والسياسية خلال النصف قرن الماضي ويهاجم الفساد الذي أفرزته تجربة الحكم الجمهوري، واسقاط الطبقة الوسطى والرأسمالية الوطنية في هذه الفترة، ولفت الانتباه الى ظاهرة الارهاب، وسطوة ونفوذ السلطة، والعشوائيات، والطبقة المهمشة، فكلها مشاكل رأيناها كثيرا في أكثر من فيلم· انتهى الفيلم وبقيت تساؤلاتي عن سبب كل هذه الضجة: هل شهرة الكاتب؟ أم السيناريو المحكم؟ أم الاسقاطات الساخرة؟ أم تلك الجمل التي جاءت على لسان البطل وهو يخاطب ربه سبحانه وتعالى بطريقة استفزازية ووضيعة، أم لإقحام مسألة الشذوذ دون أن يكون لها صلة بالبناء الدرامي الذي لم نشهد له تطورا منطقيا؟ أم طرح المشاكل دون حلول؟ أم تلك الدعاية الناجحة؟ أم ماذا؟ فعلا ··· الدنيا حظوظ· khorshied@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©