الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إسرائيل تعترف بانتهاك الأجواء السورية وتتحفظ على الهدف

إسرائيل تعترف بانتهاك الأجواء السورية وتتحفظ على الهدف
10 سبتمبر 2007 00:58
ابقت الحكومة الإسرائيلية لليوم الرابع على التوالي على استراتيجية التزام الصمت بشأن الاتهامات الموجهة الى مقاتلاتها الحربية بانتهاك المجال الجوي لسوريا فجر الخميس الماضي إلى درجة فرض حظر غير مباشر على وسائل الإعلام حيث تم في إجراء نادر امس توجيه الصحافيين الذين يغطون اجتماع الحكومة الأسبوعي مباشرة إلى غرفة الاجتماعات بدلا من السماح لهم بالتمشي في الردهة والتحدث إلى وزراء على انفراد منعا لحدوث أي تسريبات· لكن وزير شؤون المتقاعدين رافائيل ايتان اعترف ضمنيا وللمرة الأولى بحدوث الانتهاك الجوي خلال انتقاده امس وسائل الإعلام ودعوتها الى التحفظ وعدم إعطاء تفاصيل عن هدف اختراق الطائرات الإسرائيلية المجال الجوي السوري· وحصل الصحفيون الذين حوصروا في مقر اجتماع الحكومة على تعليق وحيد من مسؤول حكومي بارز قال إن رئيس الوزراء ايهود أولمرت اصدر تعليمات محددة إلى الوزراء بعدم الحديث عن الحادث المتعلق بسوريا على الاطلاق· واكتفى أولمرت بالإدلاء بعبارة غامضة خلال الاجتماع الحكومي حيث قال وهو يشيد باداء وعمليات الجيش ''لسوء الحظ لا نستطيع دائما أن نكشف عن التفاصيل للعامة''· فيما شن ايتان هجوما عنيفا على سوريا متهما اياها بتشجيع الإرهاب، وقال ''إن الذين يعتقدون أن سوريا مستعدة للجلوس الى طاولة المفاوضات مخطئون··لا يمكن للسوريين أن يقولوا إنهم يرغبون في السلام وفي الوقت ذاته يشجعون الإرهاب بدعمهم حزب الله اللبناني''· وفي المقابل، اتهمت سوريا على لسان صحيفة ''تشرين'' الحكومية الولايات المتحدة بتشجيع إسرائيل على اختراق أجوائها عبر التزام الصمت ازاء القضية، وقالت إن الانتهاك الجوي كان بالتنسيق والتعاون بين واشنطن وتل أبيب· واضافت ''كيف يمكن لدولة تدعو الى مؤتمر سلام في الخريف هدفه السلام في المنطقة أن تسمح بما حدث''· فيما اعتبرت صحيفة ''الثورة'' المناورات التي قامت بها إسرائيل حديثا في هضبة الجولان المحتلة بانها رسائل واضحة عن نية إسرائيل شن حرب جديدة في المنطقة، وقالت ''لم يكن غائبا عن سوريا الاستعدادات الإسرائيلية لشن حرب جديدة وبالتأكيد كانت المناورات الإسرائيلية والتدريبات التي اجريت في الجولان رسائل واضحة لمدى النية بشأن شن حرب جديدة· وبين الصمت الإسرائيلي والاتهامات السورية ابقت الإدارة الاميركية ايضا على موقفها بالامتناع عن التعليق، ونقلت وكالة ''اسوشيتد برس'' عن مسؤول لم يذكر اسمه قوله ''لا تريد واشنطن التعليق حتى لا تساهم بمفاقمة التوتر واعتبار موقفها انحيازا لهذا الطرف أو ذاك''· كما نسبت الوكالة الى خبراء ومحللين قولهم إن تحرك المقاتلات الحربية الإسرائيلية لم يكن يستهدف سوريا على الارجح وانما يعتقد انه كان تجربة استكشاف لمعبر جوي يؤدي الى إيران في حال تقرر شن هجوم على المنشآت النووية· واذ قللت إيران على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية محمد علي حسيني من القيمة العسكرية للانتهاك الجوي الاسرائيلي للأجواء السورية وان كانت وصفته بـ''الاستفزازي''· قال محللون لـ''اسوشيتد برس'' إن هناك 3 فرضيات تعتبر الأكثر ترجيحا لتحليق المقاتلات الإسرائيلية الاولى جمع المعلومات عن الصواريخ السورية بعيدة المدى الموجهة نحو إسرائيل والثانية تجربة مدى التأهب لدى الدفاعات السورية والثالثة لا علاقة لها بسوريا وانما مرتبطة بتجربة معبر جوي يؤدي إلى إيران في حال اتخذ قرار بشن ضربة عسكرية ضدها· وتحدث المحللون عن الفرضية الثالثة بقولهم إن منطقة شمال سوريا حيث رصدت المقاتلات العسكرية تعتبر النقطة الأقرب في البحر الابيض المتوسط التي تسهل لإسرائيل امكانية الاقتراب من إيران لا سيما المنطقة الواقعة فوق اقليم كردستان العراق بعيدا عن الخط الجوي الذي يمر فوق الأردن وتركيا، واضاف هؤلاء أن الحكومة الإسرائيلية يبدو انها تدرس كل الاحتمالات على الرغم من موقفها الحالي بترك المجتمع الدولي يتعامل مع البرنامج النووي الإيراني· ووفق محللون آخرون فانه يعتقد أن الاسرائيليين في سعيهم للوصول الى الأجواء الإيرانية تمكنوا منذ فترة ليست قصيرة من اكتشاف ما وصفوه بـ''ثقب أسود'' راداري في المنظومة الدفاعية السورية يمتد على طول الخط الحدودي الملاصق لتركيا من شواطئ المتوسط وصولا الى المثلث الحدودي العراقي-التركي-السوري في اقصى الشمال الشرقي ويتيح للطائرات الحربية وغيرها عبور الأجواء دون ترك أي بصمة رادارية لانها تقع ببساطة خارج نطاق الترددات· واضاف هؤلاء ان استخبارات الجيش الإسرائيلي عمدت الى دراسة هذا الثقب (الممر الجوي) وتأمينه واسقاطه على الخرائط الجوية عن طريق إرسال طائرات استطلاع دون طيار حلقت في مسارات ملتوية على ارتفاعات شاهقة في رحلات ليلية طويلة قبل أن يبدأ عدد محدود من مقاتلات ''اف-15 سترايك ايجل'' مخصصة للاشتباك الجوي ومزودة بخزانات وقود اضافية القيام بهذه الدوريات تحت جنح الظلام إلى أن جاءت ''حادثة الخميس'' التي كشفت سر الممر ما اجبر المقاتلات على إلقاء خزانات وقودها الإضافية التي تحملها تحت اجنحتها وليس قنابلها كما قيل لانها كانت مزودة بصواريخ ''جو-جو'' فقط والعودة خوفا من تعرضها لنيران الدفاعات الجوية السورية· واوضح هؤلاء أن دوي الانفجارات التي سمعت في سماء المنطقة مرده الى اختراق المقاتلات جدار الصوت خلال انسحابها السريع على عكس ما كان يجري سابقا من ''تحليق هادىء'' اي تحت مستوى سرعة الصوت لعدم لفت الانتباه، واشاروا الى أن سبب التخبط في التصريحات الإسرائيلية عقب البيان السوري هو عدم اضطلاع باقي افرع القوات الاسرائيلية على الخطة اصلا اذ انحصرت دائرة العارفين بالخطة بـ''قلة من العسكريين وعدد أقل من المدنيين من بينهم أولمرت ووزير دفاعه ايهود باراك''· كما رغبت تل ابيب في أضفاء هالة من الغموض على ما جرى للايحاء للسوريين والإيرانيين أن ما حدث هو عملية جس نبض واستطلاع للقدرات الدفاعية والصاروخية السورية سعيا لانقاذ سرية الممر· ورجحت المصادر أن تصيب الحادثة المخططين الاسرائيليين بالإحباط نظرا لصعوبة ايجاد ''ممر جوي'' مماثل إلى إيران بعد الخلل الذي حدث·وقال إبراهيم انبار مدير مركز ''بيجن-السادات'' للدراسات الاستراتيجية ''من المؤكد أن اسرائيل تريد قيام الأميركيين بهذا التحرك (الهجوم) ولكن اذا تركت وحدها للتصرف فان الجيش الإسرائيلي يعد للتعامل مع التهديدات النووية الإيرانية''، مشيرا إلى أن الطيران الحربي يقوم بطلعات جوية قرب الأجواء السورية ونادرا ما يتم رصده· واستبعد وزير العلوم الإسرائيلي غالب مجادلة أن يؤدي الحادث الأخير الى حرب بين إسرائيل وسوريا، وقال في حديث لصحيفة ''الصنارة'' ''تحليق المقاتلات يحدث بين الحين والآخر''· فيما قال ايال زيسار مدير مركز ديان في جامعة تل ابيب إن المقاتلات الحربية عادة ما تحلق فوق المنطقة لمراقبة المرافىء السورية ولا سيما السفن الإيرانية والروسية التي يحتمل أن تقوم بعمليات نقل أسلحة·
المصدر: القدس المحتلة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©