الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الدبس والنييره

6 فبراير 2015 22:26
قالت.. استغربت صديقاتي ونحن من جيل واحد، جيل السبعينيات، من البيض والدبس! طبق إماراتي شتوي قديم، والحمدلله أنهن لم يسمعن بالنييره. والحقيقة أنني لست «أكيلة» لكن أتعجب من أشياء كثيرة اختفت وحلت محلها أشياء أخرى، حتى بعضها صار يعرفه الناس ومعهم هؤلاء الرفيقات بالخطأ عن المطبخ الإماراتي، فسابقا لم يكن مشروبا مثل «حبة الحمرا» مستساغا لدى الرجال كما هو اليوم، كانت له مناسبة تعرفها النساء. صديقتنا هذه بيتوتية كما يقال، وترى أن المطبخ بمعناه الواسع ليس ديكورا ولايمكن نعته بالتخلف بسبب أطباقه القديمة، وأنا معها. فما الذي يجعل طباخاً بريطانياً مثل «جيمي أوليفر» صاحب الحملة الشهيرة ضد الأطعمة الجاهزة في المدارس، معروف بمتابعة الناس له في كل مكان على شاشات التلفزيون أقرب إلى قلوبنا من أمي «ظعينة» رحمها الله، ايقونة المطبخ الشعبي الإماراتي في زمانها! وما الذي أوصل المطبخ الفرنسي والمكسيكي ليصبحا على قائمة «اليونسكو» للكنوز العالمية؟ وما علاقة اليونسكو بالمطبخ؟ الصحيح أن للمطبخ لدى اليونسكو المنظمة العالمية للتربية والعلوم والثقافة موقعا خاصا فهو جزء من ثقافة المكان، أي مكان، وفي أي بلد في هذا العالم. وهو بأصالته وجاذبيته يكتسب سمعة دولية كما هو المطبخ الفرنسي الذي يعتبرونه سفيرا ثقافيا ويأتي في مرتبة متقدمة بعد السياسة في شهرته. كما أن الفرنسيين لايهتمون كثيرا بالتطورات التي تطرأ يوميا على المطبخ في أنحاء العالم، من استخدام التكنولوجيا وإدخال الرجل الآلي إلى المطبخ أو توليه مهمة واحدة فقط هي خلط البهارات على المنكهات على المواد المستخدمة في إعداد الطعام ثم شمها كما في المطبخ الصيني لتصبح نكهتها «غير شكل»، أو تحضير سلطة سيزر التركية بمكونات كورية. أو تقهقر شعبية المطبخ الهندي. لكن أسأل صديقتي عن كتب الطبخ التي ملأت المكتبات في منتصف الثمانينيات التي اقتنيناها ونذكر بعض أسماء مؤلفاتها الإماراتيات والخليجيات. وهي محاولات لعمل شيء يعبر عن المطبح الخليجي وعن ثقافة المكان والبيئة ثم اختفت شيئا فشيئا أمام الاسترخاء وجهود الطباخين والطباخات في بيوتنا. تضيف.. أصبحوا يتعلمون الطبخ من وسائل التواصل الاجتماعي، أو أن الواحدة منا تشتري الكتاب وتصوره وتوزعه عن طريق الإنستجرام، وكل موزعة تضيف وتحذف وتوقع الوصفة باسمها! نحن النساء نحب «الفنتك».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©