مسيرات شعبية حاشدة تندد بالإرهاب في الجزائر

خرج عشرات الآلاف من الجزائريين أمس إلى الشارع استجابة لدعوة الاتحاد العام للعمال أكبر التنظيمات العمالية في البلاد للتنديد بالتصعيد الخطير للعمليات الإرهابية التي شهدتها البلاد بعد العمل الإجرامي الذي استهدف ثكنة لخفر السواحل بمنطقة دلس بولاية بومرداس و أودى بحياة 30 قتيلا و أكثر من 60 جريحا حسب حصيلة لوزارة الداخلية الجزائرية ، وهي العملية التي جاءت بعد 48 ساعة فقط من استهداف موكب الرئيس بوتفليقة بمنطقة باتنة حيث كان يختتم زيارة ميدانية تفقدية قادته إلى خمس ولايات شرقية · ولم تختلف جميع اللافتات التي حملها الجزائريون من شمال البلاد إلى جنوبها و من غربها إلى شرقها في الدعوة إلى نصرة الرئيس بوتفليقة و مساندة سياسته للمصالحة على خلفية الاعتداء الإرهابي الفاشل الذي استهدفه و قال رئيس الحكومة الجزائرية عبد العزيز بلخادم إن المستهدف من ورائه هو المصالحة و اليد الممدودة لبوتفليقة التي تريد جهات داخلية و خارجية مثلما قال بوتفليقة بترها لإطالة عمر الأزمة و الاستفادة من حالة اللاأمن تحقيقا لمصالح تقتات على دماء الأبرياء · ومن جهة اخرى أدانت الجامعة العربية والعديد من الدول العربية والمجتمع الدولي الهجومين الإرهابيين الأخيرين اللذين شهدتهما الجزائر خلال الأيام القليلة الماضية· فقد أعلن ناطق رسمي سوري بأن بلاده ''تدين بشدة الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها الجزائر الشقيقة''· كما دانت الحكومة اليمنية التفجيرات ، وقال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية اليمنية إن هذه التفجيرات تستهدف كذلك عملية المصالحة الوطنية التي يرعاها ويقودها الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة· وفي القاهرة أدانت الجامعة العربية الاعمال الارهابية التي وقعت بالجزائر اليومين الماضيين وأعلنت تضامنها مع الجزائر قيادة وشعبا في مواجهة الاعمال الارهابية الاجرامية· من ناحيته دان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي اكمل الدين احسان اوغلو في بيان له الهجومين اللذين استهدفا مدينتي دليس وباتنة في الجزائر ووصفهما بانهما ''هجومان فظيعان وعبثيان''· ودان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومجلس الأمن الدولي هجوم دليس وقال في بيان أصدره مكتبه الصحافي في نيويورك إنه ''يدين بشدة'' الهجوم الانتحاري الذي وقع في الجزائر، وأضاف الأمين العام للمنظمة الدولية أن ''تصاعد العنف الإرهابي في الجزائر صدمه واحزنه''، مؤكدا ثقته في أن ''هذا العنف لن ينجح في إبعاد الشعب الجزائري عن طريق السلام والمصالحة الوطنية''، وكان مجلس الأمن الدولي دان الاعتداء، وقال سفير فرنسا في الامم المتحدة جان موريس ريبير الذي يتولى رئاسة مجلس الأمن للشهر الحالي ، إن أعضاء المجلس أدانوا ''كافة الأعمال الإرهابية'' بعد الاعتداء الذي استهدف موكب بوتفليقة ، وأوضح السفير الفرنسي في بيان أن ''هذه الإدانة يجب أن تكرر بحزم بعد الاعتداء الجديد الشنيع الذي وقع في مدينة دليس''، واكد المجلس ضرورة ''جلب مرتكبي ومنظمي وممولي ورعاة هذا العمل الإرهابي ليمثلوا امام القضاء''، مذكراً الدول الأعضاء بأن الإجراءات التي اتخذت لمكافحة الإرهاب ''يجب أن تطبق بموجب القانون الدولي''·