الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شرق أوسط جديد

8 فبراير 2011 20:25
"إنه فجر جديد... إنه يوم جديد،"عندما كتب "أنتوني نيولي" و"ليزلي بريكوس" أغنيتهما "شعور جيد" عام 1965، كانت الاحتمالات شبه معدومة أن يتخيل الثنائي أن يكون هذا هو ما يشعر به المواطنون العرب الشباب بعد 46 سنة، وأن يغنّونه في الكثير من الأماكن أو يصرخونه، رداً على "ثورة الياسمين" التونسية. يصعب بوجود ما يزيد على مليون مصري يملؤون ميدان التحرير اليوم مطالبين بالتغيير، ألا نتساءل ما إذا كان هذا الفجر الجديد قد بدأ يبزغ فعلياً. الواقع أن الثورة التونسية، التي أجبرت بن علي على الاستقالة، لم تُلهِم شباب الشرق الأوسط الذين يعيشون تحت الحكم المستبد فحسب، وإنما شكّلت كذلك رسالة لحكومات أخرى في المنطقة. جرى إصدار عدد ليس باليسير من الأنظمة الاقتصادية، مثل قرار الأردن تخفيض ضريبة الدخل، في محاولة لتجنب هذا الحدث الذي أخرج الجميع للتظاهر في الشارع. إلى جانب هذه التحفّظات السياسية استخدمت شخصيات دينية، المنابر العامة مثل التلفزيون لتثبيط همّة الشباب ضد أعمال التضحية بالذات. كانوا يشيرون بالطبع لأفراد مثل محمد بوعزيزي، بائع الفواكه التونسي الشاب الذي أحرق نفسه وأطلق الاحتجاجات. إلا أنه يبدو أنه لا يستطيع لا الدين ولا القوة أن يثبطا عزيمة الشباب في الجزائر واليمن والأردن وغيرها من الدول في الخروج إلى الشارع مطالبين بالتغيير. وتدعي جماعات تأثير شبابية أنها تعد لتظاهرات أخرى سوف تأتي قريباً.. ولكن الأنظار تتجه جميعها اليوم إلى مصر. تطورت مسيرة صغيرة نسبياً ضد عدم المساواة والفقر والبطالة يوم 25 يناير الماضي، تضم آلاف المصريين، لتصبح "جمعة الغضب". تظاهر آلاف آخرون من المصريين ضد النظام، الأمر الذي جعل السلطات تحجب الإنترنت وخدمات الهاتف النقال والخطوط الهاتفية الأرضية، مما صبّ الوقود على النار. وفي الوقت الذي يأمل فيه الكثيرون بتحقيق نفس النتائج التي رأوها في تونس، إلا أن الوضع في مصر مختلف. فلدى النظام تاريخ في امتصاص غضب هؤلاء المحتجّين. وكما يشرح ياسر خليل، وهو صحفي وباحث مصري في مقال نشره مؤخراً في إحدى المدوّنات، ردّ الرئيس أحياناً بترتيبات حوّلت التركيز بعيداً عن جذور المشاكل التي تواجه الشباب، الذين وصل بعضهم حد اليأس. الواقع أنه رغم المظاهرات الهائلة، كان أهم تنازل، هو الذي تم من خلاله تسمية عمر سليمان، نائباً للرئيس يوم 29 يناير. إضافة إلى ذلك وبعكس تونس، يوجد في مصر قوة أمنية ضخمة، و450,000 فقط منها في الجيش. وتكمن هذه القوة الأمنية والشرطية الضخمة في داخل النظام، وهي من غير المرجح أن تصطف إلى جانب المتظاهرين كما حصل في تونس. إلا أنه رغم هذه المفارقات، يستمر الناس في التجمع يوماً بعد يوم. وقد قاموا بتشكيل لجان لحماية أحيائهم ومجتمعاتهم من أعمال السرقة والسلب، وشكّلوا سلاسل بشرية لحماية كنوزهم الوطنية من الدمار، بل وتقدموا لملء الفراغ الذي خلّفه هؤلاء الذين كانوا يوجهّون حركة المرور ويلقون القبض على المجرمين. كان التونسيون أول من كسر حاجز الصمت، ويحمل المصريون اليوم الشعلة. لقد أصبح جيل الشباب العرب هذا مسلّحاً ليس فقط بهاتف البلاك بيري النقال والآي فون والمدوّنات والفيس بوك، وإنما كذلك بالقناعة باتّباع إلهام غاندي "بأن يكون التغيير الذي يرغبون برؤيته في العالم". هل يشكل هذا كله بداية لصحوة عربية؟ فرح عبد الساتر مؤسِّسة ورئيسة جمعية شباب الأمم المتحدة في لبنان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كومون جراوند»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©