الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حقائق لتعرية الإرهاب

9 فبراير 2012
كين بالي رئيس منظمة "غد خال من الإرهاب"، وهي مؤسسة غير ربحية قابلْتُ وبشكل مطوّل ومعمّق، خلال ست سنوات قضيتها أعمل مدعياً عاماً فيدرالياً ومحققاً، أكثر من مائة متطرف وإرهابي حاربوا باسم الإسلام. قمت بتوثيق قصص العديد من هؤلاء المتطرفين الذين تركوا سبيل العنف عندما تعرّضوا لفساد "طالبان" و"القاعدة". أحمد الشايع سعودي في التاسعة عشرة من عمره، ذهب إلى العراق لمحاربة الأميركيين. كان أحد أسباب ذهابه رؤيته صوراً على الإنترنت لتعذيب السجناء في سجن "أبوغريب"، قصته قصة خيبة أمل أخبرني إياها هو والعديد من الشباب المسلمين غيره. عند وصوله إلى العراق مع حوالي 45 مقاتلا متطوعاً آخرين من كافة أنحاء العالم العربي، نصح أحد قادة "القاعدة" أحمد ورفاق له من المجندين بالقيام بعمليات انتحارية، ولكن أحداً منهم لم يتطوع. وكما شرح أحمد فيما بعد، فقد جاء إلى العراق للدفاع عن شرف الإسلام ضد أبوغريب والتعذيب الأميركي، "وليس لكي أموت فوراً في تفجير انتحاري قبل أن أتمكن من مساعدة إنسان واحد". ولكن "القاعدة" كانت لديها أفكار أخرى. بعد أربعة أشهر من العزلة الظاهرية ودون أي تدريب، خدع قادة "القاعدة" أحمد ليقود شاحنة محمّلة بالمتفجرات، قاموا بتفجيرها عن بعد في بغداد. نجا أحمد بأعجوبة، ولكنه صحا، بكلماته، على "كذبة كبيرة هي القاعدة". لم يعد يريد شيئاً الآن سوى الكشف عنهم. وقال:(ليست القاعدة من أجل الإسلام والإنسانية. أنا مثال حي على جحيم القاعدة، أريد كل إنسان أن يرى كيف خدعتني القاعدة لقتل أناس أبرياء". ليس أحمد وحيداً. عبدالله شاب سعودي آخر حارب في العراق، لأنه رأى في ذلك الأسلوب الوحيد ليتزوج حبيبته في الجنة، حيث إنه لم يتمكن من تحمّل مهرها ليتزوجها على الأرض. ولكن عندما شهد عبدالله وبشكل مباشر فساد ونفاق قادة "القاعدة" وصراعهم العرقي على السلطة، أدرك أن "كفاحهم" لا يمتّ إلى "الحرب المقدّسة" بصلة. وبالمثل انضم مالك، وهو لاجئ أفغاني نشأ في باكستان إلى "القاعدة"، بل وأصبح عرافاً يفسّر أحلاماً للملا عمر زعيم "طالبان"، فرأى مرة بعد أخرى سرقة النفط والسلع الأخرى من قبل زعماء "طالبان". تشهد هذه القصص وغيرها على تلاعب "طالبان" و"القاعدة" بالشباب المسلمين المثاليين ليتقبلوا أيديولوجية بغيضة تقتل أعداداً كبيرة من الأبرياء، معظمهم من المسلمين. ربما كان أكثر الأسلحة تأثيراً ضد بن لادن إعادة بث تسجيل لخطاب مرتجل له في ديسمبر 2001 ضحك فيه بن لادن عندما استذكر أن بعض أتباعه الذين شاركوا بهجمات الحادي عشر من سبتمبر، لم يتم إبلاغهم بأنهم يقومون بعملية انتحارية إلا في النهاية. كان من الممكن نشر تفاصيل عن بعض عناصر "القاعدة" تعمل على التشكيك في قضيتهم أكثر بكثير من عملية قتلهم بطائرات من دون طيار. إن نشر الشهادات حول حقيقة قادة "القاعدة" و"طالبان" هو أسلوب أكثر إيجابية وفاعلية في عملية إضعافهم من اختزال هذا الكفاح وتحويله إلى عمليات اغتيال باستخدام الطائرات من دون طيار. لا يكمن الخطر النهائي الذي يواجهنا في رجال معينين بقدر ما هو كامن في رسالة التطرف التي يحملونها. أملنا النهائي يكمن في المسلمين الشجعان الذين قادوا الطريق بعيداً عن الحقد المتطرف. فمن خلال سياسة تركز على القتل وحده، قد تؤدي الأعمال الأميركية في نهاية المطاف إلى تعزيز تصميم المتمردين الأكثر صلابة، بدلاً من المساعدة في إبعاد هؤلاء الذين يمكن أن يكونوا قد تحرروا من الوهم. يمكن لكشف الحقيقة أن تثبت أنها أقوى رادع. ينشر بترتيب مع خدمة "كومون جراوند" الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©