إنتاج ضخم بنجوم من ست دول عربية

تشهد أمسيات وليالي رمضان عرضاً للجزء الثاني من المسلسل التاريخي الذي يتناول سيرة وفتوحات الصحابي والقائد الكبير خالد بن الوليد· ويتميز المسلسل في نسخته الثانية بتغيير جوهري في النص والسيناريو، وبأبطال العمل والمخرج والفنيين الذين عملوا فيه، وبعضهم تم استقدامهم من أوروبا· يقول محمد العنزي مدير شركة رواج المنتجة للعمل أن المسلسل يهدف إلى تقديم صورة لائقة بسيف الله المسلول، وبعد عرض الجزء الأول، عمدت الشركة إلى القيام بمراجعة شاملة، قبل تصوير الجزء الثاني، لتلافي كل المطبات التي وقع بها الجزء الأول· وقد تم تعديل نص المؤلف عبد الكريم ناصيف بنسبة 90%، وقام الداعيان محمد الحسيان وطارق سويدان بهذا التعديل، وتم تقليص ظهور المرأة بنسبة 80%، حيث سيقتصر على عدة مشاهد لزوجة خالد، وحوالي عشرين مشهداً لخولة بنت الأزور، وعدة مشاهد لهند بنت عتبة· ويظهر في الجزء الثاني والدا خالد، سليمان وعبد الرحمن، وكذلك شقيق مالك بن نويرة، كما يستمر ظهور القائد أبو عبيدة بن الجراح، وبعض الصحابة المبشرين بالجنة· وقد أسند إخراج العمل الجديد إلى المخرج السينمائي السوري غسان عبد الله، نظراً لتجربته لمدة عشر سنوات في مجال السينما ببريطانيا، كما تم استقدام مدير إضاءة وتصوير ومونتير من بريطانيا، ومصور فرنسي، وجميع هؤلاء من أصحاب الخبرات المتميزة· أما شخصية خالد بن الوليد فأسندت إلى الممثل السوري سامر المصري، في حين تستمر روعة ياسين بأداء دور زوجته (أم سليمان)، وتجسد صفاء سلطان دور خولة بنت الأزور، وتشارك في العمل نخبة من الفنانين العرب من سوريا والمغرب ومصر ولبنان والكويت والأردن والإمارات· يسلط المسلسل الضوء على سيرة الصحابي الجليل خالد بن الوليد منذ بداية الفتوحات الإسلامية وتحرير أرض العراق من النظام الفارسي الحاكم، ثم فتح بلاد الشام، وتحرير أبنائها من الحكم الروماني، حتى تحرير القدس، وتسليم المفاتيح إلى الخليفة عمر بن الخطاب· وتبدأ أحداث الجزء الثاني من فتوحات خالد في أرض العراق، والمعارك التي خاضها، والتي مهّدت للقادسية· ثم رحلته الشهيرة وغير المسبوقة من العراق إلى الشام لنجدة جيوش المسلمين· كما يتناول بلاءه الرائع في الشام، والمعارك الكبرى التي خاضها وصولاً لمعركة اليرموك، وفتح دمشق، وطرد الرومان من بلاد الشام، حيث وقف هرقل على تخوم بلاد الشام ليقول عبارته الشهيرة: ''وداعاً يا سوريا، وداعاً لا رجعة بعدها''· كما يركز العمل على العلاقة المتميزة التي ربطت خالد بن الوليد وأبو عبيدة الجراح، والتي تجلت بشكل درامي مؤثر قبيل معركة اليرموك، حين وصل كتاب الخليفة عمر بن الخطاب بعزل خالد، وتولية أبي عبيدة على الجيش، لكن أبا عبيدة أخفى الكتاب حتى يخوض المسلمون المعركة بقيادة خالد، لأنه شعر أن مصير الأمة مرتبط بها، وأن خالدا أكثر قدرة منه على قيادة الجيش الإسلامي، وبعد الانتصار في المعركة لامه سيف الله المسلول، وقال له: والله يا أبا عبيدة لو ولّيتَ عليّ صبياً لقبلت· سامر المصري يجسد شخصية خالد بن الوليد في الجزء الثاني، بعد أن كان قد جسدها في الجزء الأول باسم ياخور· وسيحدث هذا التغيير فرقاً نوعياً واضحاً في التعبير عن شخصية خالد الحقيقية كقائد وإنسان، لا سيما أن ما يميز سامر هو تنوع أدائه من حيث الانفعالات وتغيّر تعابير الوجه، فليس صحيحاً أن ''خالد بن الوليد ''كان غاضباً طوال الوقت· ويقول العنزي: في هذا الجزء الثاني والأخير من العمل سنشاهد من خلاله أداء سامر الجانب الإنساني من شخصية خالد، وكذلك سماحته، كما أن المخرج غسان عبد الله حرص في توجيهاته، ومن خلال استخدامه لتقنيات الإضاءة والملابس والمكياج على أن يعكس أبعاداً توضح مفهوم أن خالدا كان محارباً وبطلاً وإنساناً في الوقت نفسه· كما أن أسلوب الحوارات الخاصة بشخصية خالد، قد تغيرت، وذلك إثر تنفيذ ورشة عمل هدفت إلى إحداث هذا التغيير المطلوب· أما الإماراتي بلال عبد الله، فقد أدى دور القائد شرحبيل بن حسنة، أحد القادة الذين رافقوا خالد بن الوليد في فتوحاته وانتصاراته، وهو من حقق إنجازاً عسكرياً كبيراً بفتح للأردن· ويشارك الفنان المصري أحمد راتب بدور شرف في العمل كحامل لمفاتيح القدس· أما المصري عمر القاضي، فيجسد شخصية أحد المقاتلين المسلمين· ومن المغرب يشارك محمد مفتاح بدور القعقاع التميمي، ومن لبنان يؤدي بيير داغر شخصية (أبو عبيدة بن الجراح)، وألن الزغبي دور حاكم دمشق الروماني، بينما يقوم محمود سعيد بدور الراوي· ومن الأردن يقوم (زهير النوباني) بدور كسرى الفرس، بينما يقوم منذر رياحنة بدور قائد فارسي·