السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مطلوب فضائية مستعملة

10 سبتمبر 2007 22:12
لدينا حتى الآن أكثر من 350 فضائية عربية، البركة في حوالي 20 منها بالكاد، والباقي لا يشكل سوى ''نفايات فنية'' خطرة ينبغي التخلص منها بحذر شديد كي لا تلوث البيئة، للأسف هذا هو المشهد الفضائي الحالي، وبورصة الفضائيات العربية في صعود مستمر، ولربما يقفل مؤشر البورصة في نهاية 2007 على 450 فضائية بمقياس ''جرس''، ليصل العدد إلى 600 فضائية مع نهاية 2008م على مقياس ''شهرزاد''· اقترحت مازحا على الزميل والصديق عادل علي مؤخرا أن نطلب إجازة مفتوحة من العمل ونجرب حظنا بفتح فضائية تبعد عنا شبح الفقر والديون، فالإجراءات ليست معقدة والتمويل متوفر والبركة في الرسائل النصية وخدمة ''الأس أم أس'' من شركات الاتصالات والمشاهدين المغفلين، وكل ما سنحتاج إليه هو الاجتهاد بتوفير أربع مذيعات ''لهاليب''، تقوم أنت بتوفير اثنتين من عندكم، وأوفر أنا اثنتين من منطقتنا، لم لا نجرب، صدقني ستنجح الشغلة، وإن لم تنجح قطعنا إجازتنا ورجعنا إلى همنا اليومي مع صاحبة الجلالة، ما رأيك''؟· ولم يتأخر رد الدكتور عادل كما يحلو للكثيرين تسميته، حيث قام بتقطيب جبينه وقلص فتحة عينيه على طريقة الصينيين وهو يبتسم ابتسامته المحايدة كالعادة، ثم أطلق زفرة طويلة قال بعدها بسخرية وجدية مستترة: ''الفكرة حلوة، بس المشكل أنه ليس لدينا ما يكفي من التفاهة الشخصية للإقدام على مثل هذه الخطوة''!!· ثم زاد الدكتور من إحباطي عندما سألني بلهجته اللبنانية سؤالا مباغتا لم يكن في الحسبان:'' انته فيك تحضر مثل هيدي القنوات شي خمس دقايق''؟! فلم أجد بدا من إجابته بجواب سينسف فكرة مشروعي الفذ الذي تفتقت عنه قريحتي القلبية: ''خمس دقائق!! ولا حتى دقيقة واحدة، إذ أشعر بالغثيان وأعراض الكوابيس فأستنجد بالريموت كنترول للركض فورا باتجاه قناة الجزيرة الوثائقية''· ثم تداركت الموقف قائلا: ''انته فكرك يعني أن أصحاب تلك القنوات الفضائية أنفسهم يشاهدونها أو سيسمحون لأولادهم بمشاهدتها؟ فقال: ''لكانوا انتحروا''!؟ كانت تلك مجرد لوثة عابرة أصابتني مع صديقي العزيز الذي لو قدر لأحد سماع أحاديثنا الهاتفية أو ما يدور في جلساتنا، لأقسم أننا ننحدر من ''جماعة الحشاشين السريين''!· لكن هذا هو الواقع الفضائي الذي نعيشه اليوم فلا يفرز سوى هذا النوع من الأحاديث، وإذا عدت لموضوعنا سأختم بالقول إنني لم أيأس بعد، فاقترحت على صديقي التفكير في الموضوع مرة أخرى قائلا: ''دعنا نجرّب، لن نخسر شيئا، ما رأيك لو وضعنا إعلانا مبوبا في تلك المطبوعات الإعلانية التي نجدها على باب شقتنا صباح كل يوم جمعة، نقول فيه: ''للجادين فقط مطلوب فورا قناة فضائية عربية مستعملة، الأولوية لأفضل سعر''!!· alhalwaji@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©