رسمياً.. العبسي ربما فر من "البارد"

أعلن قاضي التمييز اللبناني سعيد ميرزا أمس رسميا أن فحوص الحمض النووي أكدت أن الجثة التي كان قد أعلن سابقا انها لزعيم عصابة ''فتح الإسلام'' شاكر العبسي لا تخصه وأنه قد يكون نجح في الفرار· وكان يعتقد ان العبسي الزعيم الفلسطيني للعصابة قتل بعد معارك سيطر خلالها الجيش اللبناني على مخيم نهر البارد في الثاني من الشهر الجاري منهيا 15 أسبوعا من قتال أدى إلى مقتل أكثر من 400 شخص بينهم 162 جنديا· وفي ذلك الوقت قال فيه عناصر العصابة الذين ألقي القبض عليهم ان الجثة تخص العبسي وكذلك فعلت زوجته وأفراد من عائلته· لكن الجيش اللبناني أخذ عينات من دم أقاربه لإجراء فحوص الحمض النووي وإثبات شخصيته· وجاء بيان المدعي العام التمييزي ليقول ان فحوص الحمض النووي أثبتت ان الجثة لا تخصه· وقال بيان القاضي ميرزا ''بنتيجة التحاليل المخبرية والدراسات العلمية التي أجريت على البصمات الجينية النووية (دي·ان·ايه) المأخوذة من الجثة···تكون الجثة المحفوظة في براد مستشفى طرابلس الحكومي لا تعود للمدعي عليه شاكر العبسي''· وأضاف البيان ان هذه النتيجة جاءت ''بعد ثبوت عدم قيام علاقة النسب بين صاحب الجثة التي قالت زوجته رشدية وابنته وفاء وآخرون انهم تعرفوا عليها وانها تعود لشاكر العبسي وبين الاولاد الخمسة آيات ووفاء وأسماء وبشرى ويوسف وبعد ثبوت عدم وجود علاقة نسب بين صاحب الجثة والدكتور عبد الرازق العبسي شقيق المدعى عليه·'' وبعد عشرة أيام على انتهاء المعارك ما زالت القوى الامنية تبحث عن اي من المسلحين ربما استطاعوا الفرار· ونقل بيان المدعي عن مواطن يمني تم إلقاء القبض عليه في الثامن من سبتمبر الجاري قوله انه غادر مخيم نهر البارد في الاول من سبتمبر مع شاكر العبسي وثلاثة آخرين ''وكان بحالة جيدة ويرتدي حزاما ناسفا ويحمل بندقية حربية نوع كلاشنيكوف وجعبة مماشط وقنابل يدوية''· ونقل البيان عن المواطن اليمني ناصر الشيبة قوله إنه ''تأخر عن اللحاق بشاكر العبسي ورفاقة أثناء الهرب ليلا وأضاعهم واختبأ في منزل مهجور الى ان القي القبض عليه اثناء محاولته الاقتراب من أحد المنازل طلبا للطعام·'' هذا وقد تابع الجيش اللبناني عمليات التمشيط وازالة الالغام والردميات من داخل مخيم نهر البارد في شمال لبنان بعد أكثر من أسبوع على انتهاء المعارك مع مسلحي ''فتح الاسلام''· كما تابع الجيش اللبناني ملاحقة المسلحين الفارين الى القرى والبلدات اللبنانية المحاذية للمخيم، ووصل في عمليات البحث الى منطقة الجومة في عكار على بعد 40 كيلومترا من المخيم·الجديد بالذكر ان الجيش اللبناني اعتقل خلال الايام القليلة الماضية ما يزيد على 25 مسلحاً فاراً من جنسيات عربية مختلفة· وما زال مصير الناطق الاعلامي باسم ''فتح الاسلام'' أبو سليم طه مجهولاً، بعد ان أكدت زوجته ان الجثة التي عاينتها ليست له· من ناحيته أعلن رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة ان مخيم نهر البارد ومحيطه من القرى في شمال لبنان التي تضررت خلال المعارك التي جرت خلال الاشهر الثلاثة والنصف الماضية بين الجيش اللبناني ومسلحي ''فتح الاسلام'' مناطق منكوبة· وقال خلال افتتاح أعمال مؤتمر الدول والمؤسسات العربية والدولية المانحة لإعادة إعمار وإغاثة مخيم نهر البارد والقرى المحيطة ''التحديات كبيرة جداً والفشل في إعادة الاعمار سيتبعه نتائج كارثية ومأساوية''· وتوجه السنيورة الى ممثلي الدول المانحة بالقول: ''نحتاج الى مساعدات فورية لإعادة الاعمار خصوصاً مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، ونطلب منكم الالتزام التام حتى ولو اتخذت عملية اعادة الاعمار وقتاً''، وأعلن عن الحاجة لأكثر من 380 مليون دولار لإعادة بناء إعمار المخيم · من جهته أعلن السفير الاميركي في لبنان جيفري فيلتمان في كلمة له التزام الحكومة الاميركية الاستجابة لطلب الحكومة اللبنانية لتلبية حاجات اللبنانيين والفلسطينيين''· كما أعلن عن مساهمة الرئيس جورج بوش بعشرة ملايين دولار كاستجابة طارئة لمساعدة اللاجئين اضافة الى الدعم المالي الذي قدم خلال شهر يونيو· وألقى السفير السعودي في لبنان عبد العزيز الخوجة كلمة أعلن فيها ان بلاده قدمت مساعدات بقيمة 12 مليون دولار أميركي لإعادة إعمار المخيم·