11 سبتمبر 2007 02:29
أعلن قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بتريوس في جلسة استماع امام الكونجرس مساء أمس أن الاستراتيجية الأميركية في العراق تحقق أهدافها العسكرية ب''شكل واسع'' مشيرا الى إنه سيكون من الممكن على الأرجح خفض القوات المنتشرة بالعراق الى المستوى الذي كانت عليه قبل التعزيزات العسكرية الاضافية مطلع ،2007 بحلول الصيف المقبل· وأتت إفادات بتريوس في بداية تقييمه المرتقب للوضع في العراق الذي سيكون له أثر كبير على الاستراتيجية الأميركية المقبلة في هذا البلد المضطرب فيما سارع البيت الأبيض الى الإعلان أن الرئيس جورج بوش شدد خلال اتصال مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس على ضرورة حصول تقدم سياسي على خلفية إفادات بتريوس التي شارك فيها السفير الأميركي لدى بغداد ريان كروكر· وبدوره، أكد كروكر أنه من الممكن تحقيق الأهداف الأميركية في العراق وإحلال السلام فيه·
وحذر بتريوس من أن أي تخفيض ''مبكر'' للقوات بالعراق سيعود ''بنتائج كارثية'' معربا عن اعتقاده بأنه سيكون في وسع الادارة الأميركية البدء بالتخفيض الى مستوى ما قبل إرسال التعزيزات بحلول الصيف المقبل بدون المجازفة بالمكاسب الأمنية التي تحققت بصعوبة· وينظر الى تقرير بتريوس على أنه حاسم في تحديد ما اذا كان بوش قادرا على القضاء على المعارضة المتنامية للحرب على العراق· وشكك عضوا الكونجرس الديمقراطيان اللذان رأسا جلسة الاستماع وهما اكي سكلتون وتوم لانتوس فيما اذا كان الموقف في العراق يمكن أن يتحول بمساعدة حكومة حققت تقدما ضئيلا تجاه المصالحة والقضاء على الخلافات بين الجماعات العرقية والدينية العراقية· وقال سكلتون في كلمته الافتتاحية ''لا يمكن لأحد أن يؤكد أن الحكومة العراقية قد خطت خطوات كبيرة''·
يشار إلى أن زيادة حجم القوات الأميركية أدت إلى بعض التحسن للوضع الأمني في بعض أجزاء العراق خاصة في الأنبار وهو الإنجاز الذي استثمرته إدارة بوش بشكل كبير لصالحها· لكن الأمل في إحراز تقدم على المستوى الأمني بين الفصائل العراقية أمر يصعب تحقيقه· وأوصى الجنرال الأميركي في الجلسة بعملية تخفيض أولى للقوات تشمل 4 آلاف جندي في ديسمبر المقبل تليها عمليات تخفيض تدريجية للتوصل في الصيف المقبل الى المستوى الذي كانت عليه القوات مطلع 2007 أي 130 ألف عنصر· وشدد على ''التقدم السياسي لن يحصل إلا اذا كان مستوى الأمن كافيا''· وقال إن وحدة لمشاة البحرية ''المارينز'' جرى نشرها في إطار زيادة حجم القوات ستغادر العراق هذا الشهر وإن وحدات أخرى ينتظر أن تتبعها في 2008 · وقال بتريوس ''في وقت لاحق هذا الشهر ستغادر العراق وحدة لمشاة البحرية·· وإذا تمت الموافقة على توصياتي·· سيتبع مغادرة تلك الوحدة سحب لواء مقاتل دون استبدال منتصف ديسمبر المقبل وإعادة انتشار دون استبدال لأربعة ألوية قتالية أخرى ولكتيبتين لمشاة البحرية ضمن الزيادة في حجم القوات خلال الأشهر السبعة الأولى من ''·2008 واتهم بتريوس إيران بشن ''حرب بالوكالة'' عبر ميليشيات شيعية، ضد الدولة العراقية وقوات التحالف مضيفا بقوله إن إيران تسعى الى تحويل ميليشيات عراقية الى قوة شبيهة ب''حزب الله'' خدمة لمصالحها في العراق مضيفا أن تدفق الأسلحة الايرانية على العراق زاد لكن قوة القدس ''انسحبت''·
من جهته، أفاد كروكر أن طهران ''ستكون الرابحة'' من انسحاب أميركي من العراق إذ ستتمكن من تعزيز نفوذها في هذا البلد مشيرا الى امكانية تدخلها (ايران) في العراق في حال انسحاب القوات الأميركية·
من جهتهم، رفض النواب الديمقراطيون مسبقا تقرير بتريوس وكروكر، واصفين استراتيجية بوش في العراق بأنها ''فاشلة''· وقال رئيس لجنة الخارجية في ''النواب'' لانتوس إن ''إرسال تعزيزات عسكرية الى العراق ربما حقق نجاحا تكتيكيا لكنه فشل استراتيجيا''·
المصدر: واشنطن
عدد اليوم
