الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بوتين يدعم السيسي رئيساً لمصر ويؤكد على «الآفاق الواعدة»

بوتين يدعم السيسي رئيساً لمصر ويؤكد على «الآفاق الواعدة»
14 فبراير 2014 19:42
موسكو، القاهرة (الاتحاد، وكالات) - أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس دعمه الصريح لتوجه المشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع المصري الترشح لانتخابات الرئاسة المقررة في أبريل المقبل، واصفاً ذلك بأنه قرار مسؤول جداً، ومتمنياً له باسمه واسم الشعب النجاح، ومشدداً على أن الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط مرتبط إلى حد كبير بالاستقرار في مصر. وقال بوتين متوجهاً إلى السيسي خلال اجتماع في قصر الرئاسة الريفي في نوفو أوجاريوفا قرب موسكو بحضور وزير الخارجية المصري نبيل فهمي: «أعرف انكم اتخذتم قرار الترشح لمنصب رئيس مصر.. إنه قرار مسؤول جداً، تولي المهمة التي يرتبط بها مصير الشعب المصري.. وأنا شخصياً باسمي واسم الشعب أتمنى لكم النجاح والتوفيق، ومقتنع وواثق أنه مع خبرتكم الكبيرة ستنجحون في تعبئة مناصريكم وإرساء العلاقات مع كل أطياف المجتمع وموسكو ستراقب عن كثب تطور الأوضاع الداخلية في مصر». وأعرب الرئيس الروسي عن أمله في تعزيز العلاقات بين بلاده ومصر، والتمكن من تشغيل جميع آليات التعاون القائمة بينهما بطاقاتها الكاملة بعد الانتهاء من الانتخابات الرئاسية والتشريعية وتشكيل حكومة جديدة، وقال: «إن روسيا ومصر شريكان تقليديان، ويستند التعاون بينهما على العلاقة الودية غير المشروطة بينهما، ولديهما آفاق واعدة للتعاون في مشاريع ضخمة، ويستطيعان النهوض بحجم التبادل التجاري بينهما من 3 مليارات دولار في السنة حالياً، إلى 5 مليارات في أقرب وقت». معرباً في الوقت نفسه عن أمله بأن تستعيد مصر مكانتها السياحية بالنسبة للسياح الروس، لما يحمله ذلك من فوائد على الاقتصاد المصري. وفي المقابل، أكد السيسي أن المجتمع المصري يسعى للتطور البناء وتعزيز الأمن، باعتبار أن هذه المهمة تكتسب أهمية كبرى ليس بالنسبة لمصر فحسب، بل للمنطقة بأكملها، وقال: «إن مظاهر الإرهاب في مصر وفي دول أخرى، تهدد لا الدولة التي تحدث فيها فحسب، بل والمنطقة بأكملها»، مشيراً في هذا الخصوص إلى الآثار الخطيرة للأحداث في ليبيا وسوريا، وداعياً إلى اتخاذ جهود جماعية من أجل التصدي للتحدي الإرهابي، ومؤكداً قدرة الجيش المصري على ضمان الأمن. وشكر السيسي، الرئيس الروسي على حسن الاستقبال، وأشاد بفعالية المشاورات الروسية-المصرية بصيغة «2+2» (لقاء وزيري الدفاع والخارجية من الجانبين). كما هنأ بإجراء دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في مدينة سوتشي جنوب روسيا، وأعرب عن تقديره للتنظيم الرائع لها، وقال وهو يصافح الرئيس الروسي إنه يتطلع لزيارته مصر. وكان وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أعلن بعد لقائه السيسي في وقت سابق أمس «إن التعاون العسكري بين بلاده ومصر يجب أن يتسم بطابع عملي»، مشيراً إلى أن روسيا تولي اهتماماً كبيراً بالعلاقات مع مصر البلد المحوري في المنطقة، وقال: «لدينا باع وخبرة في التعاون بين وزارتي دفاع البلدين ونحن مرتاحون لطابع الشراكة للتعاون». واضاف مؤكدا سعي البلدين الى تعزيز العلاقات العسكرية «هذا ناجم عن التحديات التي يواجهها بلدانا وأهم هذه التحديات الارهاب، والبلدين سيعملان معاً لمنع وصول أسلحة الدمار الشامل إلى متناول العناصر الإجرامية». وشدد شويجو على أن نتائج المحادثات تؤكد تطابق وجهات نظر البلدين من قضايا الأمن على النطاق الإقليمي والدولي، وقال: «نتفق على أن التعاون العسكري يجب أن يتسم بطابع عملي، ويساهم في زيادة القدرة القتالية للقوات المسلحة في البلدين». وناقش شويجو والسيسي مسائل توسيع تبادل الوفود وإجراء مناورات مشتركة وتدريب العسكريين المصريين في المؤسسات التعليمية العليا التابعة لوزارة الدفاع الروسية. كما نظر الوزيران في طرق تعزيز التعاون بين القوات البحرية والجوية في البلدين». وأشار شويجو ايضا الى ان هذه الآفاق تتطلب تهيئة قاعدة قانونية متينة. كما ناقش الطرفان امكانية أعداد اتفاقات حول تعاون البلدين في المجالات العسكرية والعسكرية التقنية. وهنأ شويجو نظيره بمناسة ترقيته الى رتبة مشير، معتبراً أن هذه الترقية تأتي تقديراً لنشاط السيسي في منصب وزير الدفاع من أجل الحفاظ على السلام والاستقرار. وقال: «إن موسكو تراقب عن كثب التطورات في مصر، ونحن معنيون بأن تكون مصر دولة قوية ومستقرة». ورحب بإقرار الدستور المصري الجديد في استفتاء شعبي عام، قائلاً: «إننا نثمن الجهود من أجل استعادة الاستقرار في البلاد»، وتابع: «أن موسكو تؤيد الخطوات التي تتخذها وزارة الدفاع المصرية في مجال مكافحة الإرهاب». وأشار وزير الدفاع الروسي إلى أن العالم بأكمله والشرق الأوسط يشهد حالياً فترة صعبة، وقال: «إن مصر تواجه تداعيات مختلفة في هذه الفترة الحرجة، وأخطرها الإرهاب». بينما أكد السيسي أن زيارته لموسكو ستعطي دفعة جديدة لتطوير التعاون العسكري التقني بين مصر وروسيا، مشدداً على أن هذا التعاون كان يعتمد دائماً على المصالح المتبادلة، ويصب في منفعة البلدين. من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بعد محادثات مع نظيره المصري في إطار صيغة «2+2» «إن الطرفين اتفقا على تسريع إعداد الوثائق، التي من شأنها دفع التعاون العسكري التقني قدماً إلى الأمام»، وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع فهمي أن هذه المسائل كانت في صلب المحادثات بين شويجو والسيسي، واتفقنا حول تعزيز العلاقات مستقبلاً، بما فيها عقد اجتماع للجنة الحكومية الروسية-المصرية للتعاون التجاري-الاقتصادي في نهاية مارس المقبل». وشدد لافروف على أن العلاقات الروسية المصرية وصلت إلى مستوى الشراكة المتعددة الاتجاهات، وأكد دعم بلاده للقيادة المصرية في جهودها الرامية لاستعادة الاستقرار وتعزيز مؤسسات الدولة، لافتاً إلى أن مكافحة الإرهاب شكلت أحد أهم المواضيع خلال المحادثات، واضاف «ننطلق من أن جميع القضايا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يجب أن تتم تسويتها بوسائل سلمية بحتة، عبر حوار شامل، دون محاولات عزل أي أطراف أو أية إملاءات خارجية، بل على أساس احترام حق الشعوب في اختيار صيغ الحكم وأساليب إدارة الدولة بنفسها». وذكر لافروف أنه بحث مع فهمي عدداً من قضايا الشرق الاوسط ومنها قبل كل شيء، الأزمة السورية والتسوية الفلسطينية-الاسرائيلية، حيث تم التمسك بالقاعدة القانونية المعترف بها دوليا لحل القضية الفلسطينية-الإسرائيلية عبر مفاوضات مباشرة، كما تم بحث الوضع حول السودان وليبيا واليمن والعراق بالإضافة الى مسائل التحضير لعقد مؤتمر دولي خاص بشرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل. بينما أكد فهمي اتفاقه مع لافروف في جميع المسائل تقريباً حول أهمية تسوية القضايا دون تدخل خارجي وبشكل سلمي ومنها الأزمة السورية، وأشار إلى أن الاجتماع المصري-الروسي الثاني بصيغة «2+2» بعد أشهر قليلة فقط من اللقاء الأول يؤكد سعي الطرفين لتعزيز التعاون، وأضاف أن الجانبين سيتابعان تنفيذ الاتفاقيات، التي تم التوصل إليها، متوقعاً عقد مزيد من اللقاءات بين المسؤولين المصريين والروس قريباً. وكان لافروف قال في مستهل اللقاء مع فهمي: «إن الحوار بين موسكو والقاهرة حول المسائل الإقليمية والدولية يكتسب أهمية خاصة في المرحلة الراهنة، وأضاف: «يسرنا أن نرحب بكم اليوم كي نواصل الحوار الذي بدأناه أمس، ومنذ أول لقاء بصيغة «2+2» في القاهرة نوفمبر الماضي، قطعنا طريقا طويلا لتنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل اليها، ويتيح لنا اللقاء حالياً فرصة جيدة لاستخلاص النتائج الأولية للعمل». وشدد على أن موسكو مهتمة بمواصلة تطور العلاقات الثنائية بين البلدين على مدى عقود من الاحترام والتعاون. وقال فهمي إن الوفد المصري جاء إلى موسكو لإجراء مشاورات في الصيغة الجديدة «2+2»، وهي تعكس جدية الطرفين في الحوار الثنائي الإقليمي والدولي، وتابع أن هناك قضايا كثيرة على الساحة الدولية وخاصة في الشرق الاوسط، وذكر أن الجانب المصري يعول على التعاون مع المسؤولين الروس، وعلى دعمهم للاستقرار في الشرق الأوسط والحفاظ على وحدة الدول في المنطقة. وأعاد إلى الأذهان أن البلدين تربطهما علاقات قديمة عميقة، مؤكداً سعي القاهرة لتعزيز هذه العلاقات في جميع المجالات ومنها التجارية والاستثمارية والأمنية وبطبيعة الحال في المجالات العسكرية والتقنية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©