المبارك: قرارات مهمة تتعلق بالخطة التطويرية لأبوظبي

قال معالي خلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية في حكومة أبوظبي رئيس مجلس إدارة مبادلة للتنمية (الذراع الاستثمارية لإمارة أبوظبي) إن قرارات مهمة ستصدرها حكومة ابوظبي قريبا تتعلق بالخطة التطويرية للإمارة، بالاضافة الى تنفيذ خطط طموحة وسريعة للمحافظة على ''القيمة التنافسية'' لإمارة أبوظبي في جلب المزيد من الاستثمارات والشركات العالمية والتغلب على مشكلة ارتفاع ايجارات الشقق والمكاتب· وكانت حكومة ابوظبي شكلت فريقا من كبار المهندسين العالميين لوضع استراتيجية شاملة وخطة عمل تحدد ملامح المشاريع المهمة في أبوظبي على مدى الـسنوات المقبلة· وقال معاليه -في لقاء صحفي عقد في ميلانو- إن الحكومة إضافة الى شركات التطوير العقاري مثل شركتي الدار وصروح بدأت في تنفيذ مشاريع عقارية عملاقة لتوفير احتياجات السوق من الفنادق والشقق السكنية والمكاتب التجارية· واضاف: لابد ان نشير صراحة الى ان هناك وضعا جديدا في أبوظبي يشهد ارتفاعا كبيرا على الطلب على المساكن والشقق والمكاتب والغرف الفندقية وهو طلب يفوق المعروض بكثير وهذا هو سبب التضخم الذي يتحدث عنه البعض لكن الحكومة بصراحة تدعم كل الشركات الوطنية حاليا وبشكل عاجل لجلب مشاريع الى السوق المحلية لانها متعطشة للمشروعات في كافة القطاعات· وقال إن الحكومة تحرص على استقرار أسعار الايجارات في ابوظبي ولن تسمح بالتلاعب وهي موجودة بقوة ولن تصمت على التقصير وسوف تتخذ اجراءات فعالة في الفترة المقبلة لمواجهة التضخم معربا عن امله في ان تؤدي الشركات دورها المطلوب وسوف يتم تشجيعها بكل الطرق الممكنة، مؤكدا أن ''عملية المحاسبة'' للمسؤولين عن تنفيذ ''أجندة أبوظبي'' التي تم وضعها خلال الأشهر الأخيرة قد بدأت· وأكد المبارك توجه أبوظبي لخصخصة المشاريع الجديدة التي يتم تنفيذها سواء في أبوظبي أو خارجها وأن خصخصة الشركات سيتم في ''الوقت المناسب'' ولفت إلى أن شركة الدار العقارية المدرجة حاليا في سوق أبوظبي للأوراق المالية ولدت في رحم ''مبادلة للتنمية'' وهي اليوم من أكبر شركات التطوير العقاري في أبوظبي ولها امتداداتها الخارجية، وأضاف أن أبوظبي كانت السابقة في مجال تخصيص قطاع الكهرباء على مستوى المنطقة وستأخذ مكان الريادة في مجال ''الطاقة المستدامة'' حيث بدأت شركة ''مصدر'' في تنفيذ مشاريع للطاقة المستدامة والطاقة النظيفة بالتعاون مع شركات الطاقة العالمية وستكون بعد 10 سنوات من أهم المشاريع التي تنفذها الإمارات وستكون لها أبعاد اقتصادية واجتماعية مهمة· الاستثمار في القطاع الثقافي والتعليمي وأكد المبارك أن أبوظبي تدرك أهمية الاستثمار في القطاع الثقافي والتعليمي من خلال اقامة الكثير من المتاحف والجامعات، ولفت إلى أنها تمكنت من استقطاب متحف اللوفر وجوجنهايم لاقامة متاحف في جزيرة السعديات بأبوظبي إضافة الى استقطاب جامعتي السوربون وانسياد وغيرهما لافتتاح فروع لها في أبوظبي اضافة الى افتتاح ''مايو كلينك'' مستشفى كليفلاند في أبوظبي، وذلك من خلال توجه أبوظبي إلى استقطاب سياحة النخبة وأهم الجامعات العالمية· واشار الى وجود فرع لجامعة السوربون الفرنسية العريقة في ابوظبي لخدمة المنطقة الخليجية كلها وليست دولة الامارات فقط مشيرا الى أهمية تأسيس مركز لانسياد في ابوظبي· وقال إن مجلس أبوظبي للتعليم وإنسياد سيقومان بتشكيل مجلس استشاري مشترك للاشراف على خطط وبرامج إنسياد - أبوظبي وتكون إحدى المسؤوليات الرئيسية لهذا المجلس ضمان أن تتماشى البرامج والأبحاث التي يقوم بها مع المصالح الاستراتيجية لدولة الإمارات· مشروع المتاحف بجزيرة السعديات وحول سير العمل في مشروع المتاحف بجزيرة السعديات قال المبارك: ان العمل يسير حسب الخطط الموضوعة له واعتقد ان هذا المشروع الفريد من نوعه فرض نفسه على العالم ولفت انظار الصحافة والاعلام العالمي الى امارة ابوظبي وبعد ثلاث سنوات من الان اتوقع بان يكون لهذا المشروع اثر ايجابي كبير على مكانة دولة الامارات على الصعيد الدولي سياحيا وثقافيا واقتصاديا· واكد ان العائد المادي والمعنوي لمشروع متاحف جزيرة السعديات كبير جدا على جميع الاصعدة· وقال ''ان اقتصادنا قوي جدا ولكننا نتطلع من وراء مثل هذه المشروعات النوعية الى سياحة النخبة من دول المنطقة والعالم واضافة معايير جديدة للسياحة الثقافية على الصعيد العالمي وان دولة الامارات تسعى دائما الى الريادة''· تطوير مطار أبوظبي وقال المبارك إن خطة أبوظبي التطويرية تنظر بكثير من الأهمية إلى تطوير مطار أبوظبي الدولي وزيادة طاقته الاستيعابية من 3,5 مليون راكب سنويا إلى أكثر من 20 مليون راكب في غضون السنوات القليلة القادمة (علما بأنه يستقبل حاليا 6 ملايين راكب) لاستيعاب حركة النمو الذي تحققه ''الاتحاد للطيران'' من خلال بناء مبنى خاص لركابها وحركة التوسع التجاري والاقتصادي والتجاري الذي تشهده أبوظبي، لافتا إلى أن خطة تطوير المطار تزيد على ستة مليارات دولار· وكشف المبارك أن مبادلة للتنمية ستعلن قريبا جدا عن قرارات للاستحواذ على حصص جديدة في شركات إيطالية مؤكداً أن شركة مبادلة انتهت من دراسة مجموعة من عمليات الاستحواذ في هذه الشركات· وقال ''اننا نرسي شراكات اقتصادية ناجحة مع كبريات الشركات العالمية في الشرق والغرب نركز فيها على التعليم والصحة والسياحة وإعادة هيكلة مختلف القطاعات الاقتصادية وهناك أكثر من مائة مشروع يجري العمل على إنشائها· مجلس اقتصادي بين أبوظبي وإيطاليا اغتنمت ''مبادلة'' التي تمتلك حصة خمسة في المئة من شركة ''فراري'' الإيطالية فرصة رعايتها لفريق فراري في (الفورمولا -1) التي أقيمت الأحد الماضي في ميلانو والاحتفال بافتتاح الخط الجديد لشركة ''الاتحاد للطيران إلى ميلانو في اليوم ذاته لإقامة حفل كبير في عاصمة المال والاقتصاد الايطالية بمشاركة الاتحاد للطيران وشركة الدار العقارية وهيئة أبوظبي للسياحة للتعريف بأبوظبي وموقعها على خريطة الاستثمار في المنطقة والعالم· وتوقع تشكيل مجلس اقتصادي بين الجانبين على غرار المجلس الاقتصادي الذي تم تشكيله مؤخرا بين أبوظبي وسنغافورة لتعزيز التعاون في كافة المجالات الاستثمارية والسياحية والاقتصادية والتجارية والتعليمية والطبية· وقال معاليه ان الاتحاد للطيران مهمة جدا لانعاش اقتصاد ابوظبي ودولة الامارات عموما مشيرا الى انها عززت استراتيجية امارة ابوظبي السياحية على المستويين العالمي والاقليمي وتنشيط حركة التجارة والسياحة وزيارات رجال الاعمال الى الدولة· وقال المبارك إن هناك الكثير الذي يجمع بين البلدين فكلا البلدين يؤمن بحرية التجارة ولديه اقتصاد حديث يتسم بالديناميكية وكلاهما أرسى معايير جديدة فيما يتعلق بالاستثمار العالمي في القطاعين العام والخاص· وأكد المبارك أن تحالف ''مبادلة للتنمية'' مع الشركات الظبيانية ومن بينها الاتحاد للطيران وهيئة السياحة وشركة ''المعبر الدولي'' وشركة الدار وشركة صروح وشركة أبوظبي للطاقة وغيرها من الشركات يشكل الأداة التنفيذية لحكومة أبوظبي في معظم المشاريع التطويرية العملاقة في أبوظبي والعالم وتحقيق الريادة لدولة الإمارات من خلال النجاح الذي تحققه أبوظبي في هذا المجال ويشكل إضافة مهمة للنجاح الذي حققته دبي على هذا الصعيد· وأكد المبارك أن افتتاح الاتحاد للطيران خطها الجديد إلى ميلانو سيعزز من تواجد الاستثمارات الإماراتية في إيطاليا ويزيد من حجم المبادلات التجارية والتعاون الاقتصادي والاستثماري والسياحي بين البلدين ويسهم في الاستفادة من الريادة الإيطالية في مجال السياحة وصناعة الأثاث وغيرها من الصناعات الإيطالية المتقدمة· وقال إن حضور شخصيات المجتمع الإيطالي للأمسية الظبيانية في ميلانو يبرز مدى اهتمام المجتمع الإيطالي والقطاعين الحكومي والخاص باقامة علاقة ''استراتيجية'' مع أبوظبي· مشروعات عملاقة في مجال الطاقة استعرض المبارك مسيرة ''مبادلة للتنمية'' في تنفيذ عدد من المشاريع العملاقة في مقدمتها مشروع ''دولفين للطاقة'' الذي تم الانتهاء من تنفيذه مؤخراً بكلفة تبلغ حوالي أربعة ملايين دولار لإيصال الغاز القطري من حقل الشمال في قطر إلى أبوظبي ودبي وسلطنة عمان بمعدل ملياري قدم مكعبة من الغاز يوميا لتلبية احتياجات أبوظبي والإمارات من الطاقة· وحول مشروعات الطاقة النظيفة في ابوظبي قال ''اننا في مبادلة نواصل الجهود ضمن مبادرة ''مصدر'' التي تعد شاملة وفريدة من نوعها وتمثل استجابة متعددة الأوجه للتوجه العالمي نحو الحفاظ على الموارد وقطاع الطاقة البديلة''·· مشيرا الى أن هذا التوجه يتضمن الاهتمام بالتعليم والتمويل واستنباط الوسائل التكنولوجية واقامة المدن الخضراء كركائز أساسية تساهم في قيام المبادرات والتطبيقات الخاصة بالتكنولوجيا النظيفة وهي مصممة بحيث تتيح لأبوظبي مواصلة إسهامها البارز في السوق العالمية للطاقة على المدى الطويل وتكثيفه إلى أقصى الحدود الممكنة· وقال إن مبادرة ''مصدر'' تحظى بدعم من أكبر مؤسسات وشركات الطاقة في العالم مثل شل وبريتش بتروليوم وأوكسيدنتال بتروليوم وتوتال ومتسوبيشي وجنرال إلكتريك وجامعة ''آر دبليو تي إتش اخين'' وإمبريال كوليدج لندن وجامعة كولومبيا الأميركية· أما على المستوى المحلي فإن المبادرة تتمتع بدعم مختلف الجهات الحكومية والخاصة في أبوظبي مثل شركة بترول أبوظبي الوطنية'' أدنوك'' وهيئة مياه وكهرباء أبوظبي وهيئة البيئة أبوظبي· وحول مشروعات واستثمارات مبادلة والنجاح الذي حققته قال ''ان مبادلة تسير من نجاح الى نجاح ولا تنظر الى الوراء بقدر ما تتطلع الى المستقبل وخير دليل على ذلك مضي الشركة قدما في انجاز مشروع ''دولفين للغاز'' الذي شكك البعض في امكانية نجاحه ليصبح خلال فترة وجيزة واحدا من اهم مشروعات الطاقة في المنطقة وعلى المستويين المحلي والإقليمي يمكنني القول إن مشروع دولفين للغاز وهو أول مشروع لنقل الغاز الطبيعي بين دول مجلس التعاون الخليجي ويؤمن احتياجات الدولة من الغاز بسبب تنامي الطلب المحلي بشكل كبير لذا فان مساهمة مبادلة في شركة دولفين للطاقة من خلال حصة أغلبية تبلغ 51 في المائة كان خطوة استراتيجية· كما اكد معاليه على اهمية الشراكة ما بين مبادلة وشركة دبي للألومنيوم ''دوبال'' لاقامة مشروع مشترك بقيمة تتجاوز ثمانية مليارات دولار أميركي خاصة بإنشاء وتشغيل مجمع صهر الألومينيوم بطاقة 1,4 مليون طن سنويا بالإضافة إلى المنشآت التابعة له في ميناء ومنطقة خليفة الصناعية بإمارة أبوظبي· قطاع الرعاية الصحية قال معالي خلدون خليفة المبارك ان قطاع الرعاية الصحية يشهد هو الآخر نموا ملحوظا في أبوظبي حيث وقعت شركة مبادلة للتنمية على اتفاقية بالتعاون كليفلاند كلينيك لإدارة مستشفى متخصص يقام وفقا لأعلى المعايير العالمية المتعارف عليها كما تم الاتفاق مع جامعة جون هوبكنز لإقامة فرع لها ومركز عالمي في مجالات البحوث الطبية والعلاجية· وقال: إن عملية الاستثمار الظبيانية في كثير من دول العالم ارتبطت مع افتتاح الاتحاد للطيران خطوطاً مباشرة إلى هذه الدول· الاستثمار الخارجي واوضح أن عملية الاستثمار الخارجي لشركة ''مبادلة للتنمية'' بدأت في سنغافورة ومن ثم ماليزيا وغيرها من الدول الأخرى في آسيا وأوروبا بالتزامن مع افتتاح خطوط الاتحاد للطيران إلى هذه المحطات· وأضاف أن الاستثمارات الظبيانية بدأت بالدخول إلى ليبيا من خلال قيام بنك الخليج الاول بتأسيس بنك ضخم في طرابلس برأس مال يبلغ نحو 400 مليون دولار وإلى المغرب ودول أخرى من خلال شركة ''العبر الدولي التي بدأت بتنفيذ مشاريع عملاقة في هذه الدولة· صناعات الطيران المتقدمة وتحدث المبارك عن مشروعات ''مبادلة'' مع أقطاب صناعة الطيران في العالم ومنها مذكرة تم التوقيع عليها في يونيو من العام الجاري مع بوينج في إطار خطتها طويلة الأجل لترسيخ مكانة أبوظبي كمركز عالمي رائد في قطاع صناعات الطيران المتقدمة لتدشين مبادرات في مجال صيانة وإصلاح وتجديد ودعم الطائرات العسكرية هندسيا وتقنيا إلى جانب تشييد مرافق وموارد مستدامة في أبوظبي لتوفير هذه الخدمات· وتمتلك ''مبادلة'' أصولا مهمة في العديد من شركات الطيران العالمية منها كلية التدريب الجوي ''أفق'' و35 في المائة في ''بياجيو آيرو'' و 40 بالمائة في ''إس آر تكنيكس'' السويسرية إلى جانب شركة خدمات صيانة واصلاح وتجديد الطائرات ''جامكو'' ومقرها أبوظبي ومملوكة لمبادلة بالكامل· وتعتزم ''مبادلة'' توسيع نطاق أعمالها في قطاع صناعات الطيران المتقدمة وفق خطة متعددة المراحل ستشهد سنواتها الأولى استثمارات كبيرة في مبادرات متنوعة وتستند هذه الخطة إلى التحالف مع مؤسسات الطيران العالمية لتبادل الاستثمارات ومشاركة التكنولوجيا بحيث تتكامل مع أصول ''مبادلة'' الحالية· وتهدف ''مبادلة'' إلى المساهمة في دفع عجلة خطة تنويع مجالات النشاط الاقتصادي للحد من الاعتماد الكبير على عوائد النفط والطاقة إلى جانب تطوير أصول ومشاريع مستدامة في دولة الإمارات التي يشهد اقتصادها نموا مضطردا· ويأتي تطوير الموارد البشرية المتخصصة في صناعات الطيران في مقدمة أولويات مبادلة وسيتم صقل مهارات الفنيين ومهندسي تصميم الأنظمة المتقدمة في دولة الإمارات عبر شراكات مع أقطاب صناعة الطيران في العالم في الوقت الذي ستوفر فيه وحدة الأبحاث والتطوير المزمع انشاؤها منصة لدعم الأبحاث ومبادرات الأكاديميين والمهندسين الكيميائيين في الدولة· وحول نشاط شركة مبادلة للتنمية في القطاع السياحي في إمارة أبوظبي قال معاليه انه تم التوقيع على اتفاقية مع شركة ''جي ام ميراج'' لإنشاء شركة جديدة لإقامة فنادق ومنتجعات فاخرة تستهدف جميع أنحاء العالم إلا أنها ستركز في البداية على كل من أبوظبي والولايات المتحدة· ورأى إن توقيع اتفاقية المشروع المشترك يؤذن بدخول مبادلة إلى قطاع الضيافة ويؤكد التوجه العالمي لاستراتيجيتها في هذا المجال· واشار الى نجاح شركة ''الحكمة للتنمية'' وهي شركة مملوكة بالكامل لشركة ''مبادلة للتنمية'' في انجاز ''مشروع الحرم الجديد لجامعة الإمارات'' بمدينة العين وهو مشروع شراكة بين القطاعين العام والخاص· وقال إن هذا المشروع يعتبر بمثابة حجر الزاوية الذي يمهد الطريق أمام إقامة مزيد من الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتطوير البنية التحتية الاجتماعية في الإمارات والمنطقة·