واشنطن تتجه لإلغاء شرط وقف التخصيب للحوار مع إيران

أفادت صحيفة ''نيويورك تايمز'' الأميركية أمس أن الولايات المتحدة قد تلغي مطلبها بأن توقف إيران تخصيب اليورانيوم في المراحل الأولى من المحادثات حول البرنامج النووي الايراني· وقالت الصحيفة إن دبلوماسيين أميركيين وأوروبيين درسوا امكانية السماح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم لفترة معينة فيما تستأنف المفاوضات وهو ما يشكل تغييرا كبيرا في السياسة التي كانت معتمدة حتى الآن· وقد أكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد أمس اثناء استقباله مغتربين إيرانيين ان بلاده ستواصل برنامجها لانتاج الوقود النووي والصواريخ ذاتية الدفع مشيرا إلى أن بلاده تعمل على انتاج صواريخ اخرى يصل مداها إلى 700 كيلو متر وأكثر· وكانت إدارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش تصر على أن تعلق إيران تخصيب اليورانيوم قبل بدء المحادثات وسط مخاوف من أن تكون هذه الانشطة جزءا من برنامج لصنع أسلحة نووية· وقد رفضت إيران ذلك الاقتراح باعتبار أن لها الحق الشرعي بامتلاك برنامج نووي لغايات مدنية· ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي أوروبي قوله ''اتفقنا جميعا بأن ذلك لن ينفع· نعلم من خلال التجربة بأن الايرانيين لن يقتنعوا بهذا الأمر''· وفي حال تمت الموافقة على هذا التغيير في السياسة حيال ايران، فانه سيؤدي الى احتجاجات في اسرائيل التي تقول إن ايران تراوغ في حين تواصل انتاج السلاح النووي· من جانبها، قالت إيران أمس إنها ترحب بحوار بناء مع القوى العالمية الست، بما فيها الولايات المتحدة في أوضح إشارة حتى الآن على قبولها مبادرة لإجراء محادثات بشأن برنامجها النووي المثير للجدل· ونقل التلفزيون الحكومي عن سعيد جليلي كبير المفاوضين النوويين قوله ذلك لخافيير سولانا منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي في اتصال هاتفي· وقالت الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا الأربعاء الماضي إنها ستطلب من سولانا دعوة إيران إلى اجتماع لايجاد ''حل دبلوماسي لهذه القضية المهمة'' في إشارة إلى الخلاف حول خطط طهران النووية· ولم يوضح التقرير متى تحدث سولانا مع جليلي· وتابع أن جليلي ''رحب بالحوار بين إيران والدول الست بشأن التعاون البناء''· وأضاف انه ''أكد على ضرورة الفهم الصحيح للحقائق والتطورات الدولية''· وقال إن إيران ستقدم ردا رسميا على بيان الدول الست دون أن يوضح متى· وقال مسؤول اميركي شريطة عدم نشر اسمه انه لم يحدد بعد موعد للقاء بين القوى الكبرى وايران لكن قد يكون ذلك قريبا وربما ما بين اربعة الى ستة اسابيع· وفي واشنطن كرر روبرت وود المتحدث باسم الخارجية الاميركية العرض الاميركي بالتفاوض مع ايران دون أي شروط مسبقة· وابلغ وود الصحفيين ''نرحب باهتمامهم باجراء حوار·'' وحث ايران على قبول حزمة الحوافز المالية والدبلوماسية التي عرضتها القوى الكبرى العام الماضي للتخلي عن انشطتها النووية الحساسة· في لندن، قالت صحيفة ''فاينانشال تايمز'' أمس إن مرشح الرئاسة الايراني مير حسين موسوي استبعد ايقاف تخصيب اليورانيوم لكنه سيعمل من أجل التأكد ان إيران لن تحول برنامجها النووي نحو انتاج أسلحة· وكان موسوي (67 عاما) رئيسا للوزراء خلال الحرب بين ايران والعراق بين عامي 1980 و ·1988 ويعتبره كثيرون من المعتدلين بل ويعتبره بعض المحافظين مرشحهم الرئيسي للرئاسة ومنافسا قويا للرئيس احمدي نجاد في الانتخابات المقبلة · ونقل عن موسوي قوله للصحيفة في موقعها على شبكة الانترنت ''لا أحد في ايران يقبل ايقاف'' تخصيب اليورانيوم· وقال إن حل النزاع لا يعتمد على طهران وحدها· إنه سيعتمد على الحوار الذي يستخدمه الأميركيون· وكلما أصبحوا واقعيين وتفهموا إيران في هذه القضية تهيأت الظروف لإيجاد حلول''· طهران: بدء محاكمة الصحفية الأميركية - الإيرانية بتهمة التجسس طهران (ا ف ب) - بدأت أمس الأول محاكمة الصحفية الأميركية من أصل إيراني روكسانا صابري المعتقلة في طهران منذ نهاية يناير والمتهمة بالتجسس لصالح الولايات المتحدة، وذلك رغم المبادرات السياسية التي قامت بها إدارة باراك اوباما حيال الجمهورية الإيرانية· وأعلن المتحدث باسم السلطة القضائية علي رضا جمشيدي أمس الاول للصحفيين ''بالأمس عقدت أول جلسة من المحاكمة وأعطيت الصحفية الفرصة للتحدث في المحكمة لتقديم دفاعها''· وأضاف أن صابري متهمة ''بالتجسس لصالح الولايات المتحدة''· وأوضح أنه من المتوقع صدور الحكم ''خلال أسبوع أو أسبوعين''· ووجهت التهمة رسميا الى الصحفية رغم المبادرات الدبلوماسية التي قام بها الرئيس الاميركي باراك اوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون حيال ايران· ورفض جمشيدي ايضا انتقادات عدد من المسؤولين الاميركيين وبينهم المتحدث باسم الخارجية روبرت وود الذي أعلن أن الاتهامات الموجهة الى الصحفية ''لا اساس لها''· وقال ''إنه أمر مضحك فعلا أن يعلق شخص ما على قضية قبل الاطلاع حتى على الملف''· وكان وود صرح ''اننا قلقون للغاية لاعلان الحكومة الايرانية توجيه تهمة التجسس الى روكسانا صابري· هذه التهمة لا اساس لها''· كذلك أعربت كلينتون عن ''قلقها الكبير'' حيال هذه القضية· وقالت ''طلبنا من السويسريين الذين يمثلون مصالحنا كما تعلمون في إيران، امدادنا بأدق وأحدث المعلومات''· وأعلن نائب مدعي عام طهران حسن حداد الاربعاء الماضي توجيه تهمة التجسس رسميا الى الصحفية· وقال ان ''القضية أحيلت الى المحكمة الثورية· لم تكن تملك ترخيصا صحفيا وكانت تقوم بأنشطة تجسس تحت غطاء الصحافة''· وروكسانا صابري البالغة 31 عاما من العمر تحمل الجنسيتين الاميركية والايرانية غير أن ايران لا تعترف بمبدأ الجنسيتين· وتعمل روكسانا لحساب الاذاعة الاميركية العامة ''ان بي آر'' وهيئة الاذاعة البريطانية ''بي بي سي'' وشبكة فوكس نيوز التلفزيونية الاميركية· وقد اعتقلت في بادئ الامر بتهمة شراء كحول، قبل ان تعلن السلطات في مارس ان بطاقتها الصحفية سحبت عام 2006 وانها منذ ذلك الحين كانت تعمل بشكل ''غير شرعي'' في ايران· ووصل والدا صابري المقيمان في الولايات المتحدة الاسبوع الماضي الى طهران وتمكنا من زيارة ابنتهما في سجن ايوين شمال طهران حيث هي معتقلة· وقال رضا صابري والد الصحفية بعد الزيارة إن وضع ابنته الصحي ''جيد'' وانه ''سيتم الإفراج عنها قريبا''، مضيفا ان ابنته التي ولدت ونشأت في الولايات المتحدة ''فكرت في الإضراب عن الطعام لكنها تخلت عن هذه الفكرة''·