الصراع بين هيلاري وأوباما يمتد إلى الوطنية

شهدت المنافسة للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الاميركية أمس الأول تصعيدا جديدا مع تبادل الانتقادات والاتهامات الحاد بعدما شكك بيل كلينتون بكلام مبطن في وطنية باراك أوباما منافس زوجته هيلاري· بينما ربط أحد مساعدي أوباما بين تصريحات الرئيس السابق وحملة مطاردة الشيوعيين التي شنها السيناتور جوزف ماكارثي في الخمسينات من القرن الماضي· ويأتي هذا الجدل الجديد قبل اسابيع من انتخابات تمهيدية محورية في ولاية بنسلفانيا ستشكل محطة مهمة على طريق اختيار المرشح الديمقراطي في انتخابات نوفمبر· وقال كلينتون أمام مجموعة من المقاتلين القدامى الجمعة في كارولاينا الشمالية ''أعتقد أن الامر كان يمكن أن يكون رائعا لو كانت لدينا سنة انتخابية فيها شخصان يحبان هذا البلد ويتفانيان في خدمته''، وتابع ''يمكن حقا للناس أن يتساءلوا من المحق في هذه المسائل، بدلا من كل هذه الامور الاخرى التي يبدو أنها تفرض نفسها دوما على حياتنا السياسية''· ومن الواضح أن كلينتون كان يتحدث عن زوجته وماكين تاركا اوباما خارج هذه المعادلة· ورد أحد مستشاري اوباما الجنرال المتقاعد في سلاح الجو ماكبيك قائلا ''بصفتي واحدا من الذين ارتدوا باعتزاز بزة بلادنا العسكرية لمدة 37 عاما، يؤسفني أن ارى رئيسا يستخدم مثل هذا النوع من الاساليب التكتيكية''· وقال متوجها الى مؤيدي اوباما في ميدفورد بولاية اوريجون إن بيل ''يجب أن يكون مدركا اكثر من سواه لهذه الامور لأنه تعرض للنوع ذاته من التكتيكات عندما ترشح للمرة الاولى قبل 16 عاما''· وحمل ماكبيك بلهجة اشد الجمعة على تعليقات كلينتون فقال وفقا لمحطات التلفزيون إن تصريحات الأخير ''تبدو أشبه بتصريحات ماكارثي''· وقال ''كنت طالبا في الكلية حين كان جون ماكارثي يتهم أميركيين طيبين بأنهم خونة''· وسارع فريق حملة هيلاري الى التنديد بتعليقات ماكبيك معتبرا أنها تنم عن ''إساءة فهم مثيرة للشفقة'' لتعليقات الرئيس السابق· وقال مدير الاتصالات في الحملة هاورد وولفسون ''إن تشبيه بيل كلينتون بجون ماكارثي أمر مهين ينبغي سحبه''· كما اتهم فريق كلينتون معسكر اوباما بشن ''هجوم متواصل على مصداقيتها وشخصيتها'' وبأنه يريد بذلك تحويل الانظار عن الجدل حول تصريحات مرشد أوباما الروحي السابق· وقال فيل سينجر المتحدث باسم كلينتون للصحفيين ''إنهم يلقون بما يمكنهم من القنابل سعيا لتحويل الانتباه عن المشكلات السياسية التي واجهوها'' في الاسابيع الاخيرة· وشهدت حملة اوباما انتعاشا في الايام الاخيرة كما استعاد الصدارة بحسب آخر استطلاع للرأي اجراه معهد جالوب واظهر أنه يحظى بتأييد 48% من الاميركيين مقابل 45% لكلينتون، فيما كشفت ارقام جديدة عن تقدمه على منافسته على صعيد جمع الاموال في هذه الانتخابات التي صنفت الاعلى كلفة في تاريخ الولايات المتحدة· وتأمل كلينتون في تعزيز ترشيحها بتحقيق انتصار في الانتخابات التمهيدية المقررة في 22 أبريل في بنسلفانيا التي تشمل عددا كبيرا من المندوبين، وذلك على ضوء استطلاعات الرأي التي تشير الى تقدمها في هذه الولاية·