بان كي مون يدافع عن مفاوضات دار فور في ليبيا

دافع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن قرار اختيار ليبيا كموقع لمحادثات سلام حاسمة بشأن إقليم دارفور· وكان قد حدد والحكومة السودانية الاسبوع الماضي السابع والعشرين من اكتوبر المقبل موعدا لمحادثات في العاصمة الليبية طرابلس بين حكومة الخرطوم ومتمردي دارفور لحث خطى السلام قبل نشر قوة مشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي من 26000 من جنود حفظ السلام في الاقليم المضطرب الواقع غربي السودان· وأبلغ بان الصحفيين انه سيعقد قبل محادثات ليبيا اجتماعا على مستوى عال بشأن دارفور في 21 سبتمبر الجاري في نيويورك قبل قليل من المناقشات السنوية للجمعية العامة للامم المتحدة· وقال الامين العام العائد لتوه من رحلة إلى السودان وتشاد وليبيا إن طرابلس اختيرت ''لأنهم بادروا إلى دور واسطة مهم للغاية'' منذ عام 2006 بما في ذلك اجتماعات عقدت في ابريل ويوليو الماضيين · ومع تأكيده على التزامه بحماية حقوق الانسان قال بان ''ربما تكون هناك أوجه فهم أو تفسيرات كثيرة مختلفة'' لكنه أشاد ''بمرونة ليبيا وبادرتها الكريمة لعقد هذا الاجتماع·'' واضاف قائلا ''انهم لديهم الخبرة ولديهم المعرفة وهناك عدد كبير من زعماء الحركات والجماعات يقيمون في ليبيا· ولهذا فإن ذلك كان احد العوامل·'' كما نفى الامين العام للامم المتحدة ان يكون التقى مسؤولا سودانيا يشتبه بارتكابه جرائم حرب ولكنه لم يوضح ما اذا كان قد بحث مع الخرطوم ملف ترحيل احمد هارون· وقال ''لم التقيه شخصيا ولكن لا استطيع ان اقول لكم كل ما بحثناه''· وكان بان التقى قبل قيامه بهذه الجولة مدعي عام محكمة الجزاء الدولية لويس مورينو-اوكامبو الذي طلب منه ان تكثف الامم المتحدة الضغوط لحمل الخرطوم على تسليم شخصين مشتبه بهما الى المحكمة· وهذان الشخصان هما احمد هارون، وزير الدولة السوداني للشؤون الانسانية، وعلي قشيب وهو احد زعماء ميليشيا الجنجاويد · وكانت محكمة الجزاء الدولية أصدرت في الثاني من مايو الماضي مذكرتي توقيف بحقهما ، الأمر الذي رفضته الخرطوم· وفي القاهرة دعا الامين العام المساعد للجامعة العربية للشؤون السياسية احمد بن حلي لمضاعفة الدور العربي في دارفور حتى يشعر السودانيون بتضامن اشقائهم العرب معهم· واعرب عن امله ان يحقق الاجتماع المقبل في ليبيا السلام في الاقليم· ميدانيا كانت جماعات متمردة قد اتهمت طائرات الحكومة السودانية بقصف بلدة يسيطرون عليها في دارفور أمس الاول بعد ساعات من إعلان الحكومة أنها تحقق في هجوم دموي نفذه متمردون على إحدى قواعدها الشهر الماضي· وقال أبو بكر محمد كادو وهو قائد ميداني من فصيل الوحدة التابع لجيش تحرير السودان إن طائرات حكومية من طراز أنتونوف وطائرت هليكوبتر مقاتلة قصفت حسكنيتا قبل أن تدخل قوات برية البلدة في شمال دارفور · وذكر عبد العزيز النور عشر من حركة العدل والمساواة المتمردة التي لها أيضا قوات في البلدة إن المتمردين تمكنوا من دحر القوات البرية بعد ثلاث ساعات· وقال لرويترز إن المتمردين أسروا 50 جنديا وعميدا وأضاف أن الحكومة ليست مهتمة بمحادثات السلام وإنما بطرد المتمردين من مناطقهم· وذكر أن سبعة مقاتلين من القوة المشتركة التي تجمع حركة العدل والمساواة وفصيل الوحدة لاقوا حتفهم في الهجوم مشيرا إلى أنهم لا يعلمون بعد عدد القتلى والإصابات بين المدنيين· وأكد متحدث باسم الاتحاد الأفريقي الذي له قوة صغيرة لحفظ السلام في حسكنيتا أنه تلقى تقارير بشأن قتال في البلدة · ومن ناحيته قال رودلف ادادا رئيس بعثة قوات الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في تصريحات له في الخرطوم ان القوة المشتركة التي تضم 26 ألف جندي ستنشر في اكتوبر المقبل وفقا للجدول الزمني لذي حدده مجلس الامن الدولي لتوفير الامن في دار فور· من جهته وصف الشريك الأصغر في الحكومة الائتلافية في السودان استمرار احتجاز سياسيين معارضين متهمين بالتآمر للإطاحة بالحكومة بأنه ''غير دستوري''· واعرب ياسر عرمان نائب الأمين العام لحركة الجيش الشعبي لتحرير السودان المتمردة سابقا في الجنوب عن اسفه للحملة الاخيرة ضد المعارضة والصحف المستقلة واعتقال صحفيين· وقال عرمان إن مبارك الفاضل وعلي محمود حسنين وهما من كبار السياسيين المعارضين اعتقلا في انتهاك للدستور وميثاقه الخاص بحقوق الإنسان· واحتجزت السلطات السودانية عددا من ضباط الجيش السابقين وزعماء المعارضة في يوليو الماضي واتهمتهم بالتآمر للاطاحة بالحكومة والسعي لإشاعة الفوضى في العاصمة·