سيف الإسلام القذافي على خطى آل جور

شحات (ليبيا) -وكالات الأنباء: وجد سيف الإسلام القذافي النجل الطموح سياسيا للزعيم الليبي معمر القذافي دورا جديدا له· فقد طرح سيف الاسلام ''35 عاما'' مبادرة لحماية البيئة والتنمية المستدامة أمام حشد دولي خلال مؤتمر عقد أمس الاول في ليبيا ليصور نفسه كما لو كان النسخة الليبية من نائب الرئيس الأميركي السابق آل جور المعني بقضايا البيئة· وفي إطار ما يسمى بـ ''إعلان شحات'' الذي وقعه سيف الاسلام تعهدت ليبيا بإقامة المزيد من المحميات الطبيعية وحماية المواقع الأثرية ومنع البناء على شواطئ البحر المتوسط الخلابة· ويغطي مشروع التنمية لمنطقة الجبل الأخضر في شمال شرق ليبيا مساحة تبلغ خمسة آلاف كيلومتر مربع تضم الآثار الخلابة لمدينة شحات اليونانية القديمة· ويتضمن المشروع فنادق صديقة للبيئة ومزارع عضوية ويوفر فرص عمل لنحو 70 ألف شاب ليبي· وعرض سيف الاسلام رؤيته أمام أعمدة معبد إغريقي قديم مرتديا ملابس تقليدية ليبية· وكلف سيف الإسلام وصديقه رجل النفط حسن تاتاناكي بالفعل مكتب الهندسة البريطاني نورمان فورستر بتخطيط البنية التحتية وأول فنادق المشروع· وأوضح سيف الإسلام خلال مؤتمر صحفي أن ما يرمي إليه إعلان شحات هو الحفاظ على هذه الكنوز الأثرية وحمايتها، مؤكدا أن شحات ليست فقط جزءا من الميراث الثقافي الليبي وإنما هو جزء من الموروث الثقافي العالمي· ودعا إلى ضرورة القيام ببناء مجتمعات تحول دون انتشار الغازات المسببة للاحتباس الحراري· وأشار إلى عدة وسائل تسهم في الحيلولة دون حدوث التصحر والتغير المناخي ومنها إنشاء المحطات التي تقوم على الوقود الصديق للبيئة والاعتماد على الطاقة الشمسية والوقود الحيوي· وحول ما سيوفره إعلان شحات لسكان منطقة الجبل الأخضر قال سيف الإسلام ''إن شعبنا هنا شعب صغير السن يسود فيه الشباب وهذا أحد أهم دعائم النجاح بالنسبة لنا· سوف نقوم بتقديم التدريب وإتاحة الفرص وتقديم الأموال الكافية لهم حتى يشاركوا في النهضة الاقتصادية والاجتماعية''· وقال سيف الاسلام بحضور علماء آثار من بريطانيا والولايات المتحدة وايطاليا وبولندا ''ان هدفنا من المشروع حماية الميراث الثقافي العالمي والحفاظ على الكنوز الاثرية التي تزخر بها ليبيا التي لا تمثل الا نقطة في بحر من الثروات الموجودة في البلاد''· وشدد على ''ضرورة مساعدة العالم لنا لتنفيذ هذا المشروع الكبير الذي لا يشغل سوى 10 % من الاثار والبقية مدفونة تحت الارض مما يلزم حملة عالمية لاخراج هذة الكنوز''· وقال المستشار جوزيف ستانسلاو رئيس مؤسسة ستانسلاو والمشارك في المشروع ''ان هذا المشروع هو الاول من نوعة بحجمه وشموليته وسيمول مناصفة بين الليبيين واستثمارات أجنبية ومن الممكن ان يكلف مليارات من الدولارات وهو وسيلة للحفاظ على الموروث الثقافي للمنطقة وخلق اقتصاد محلي نشط''· وتشتهر منطقة الجبل الاخضر بغاباتها واعتدال مناخها خاصة في فصل الصيف وتعتبر من أجمل المناطق الطبيعية في ليبيا الا ان هذا الغطاء النباتي والاشجار انحسر من 500 ألف هكتار قبل عشرين عاما الى 180 ألف هكتار في الوقت الحالي·