الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

جلجامـش يلامس واقـــع العراق الحديــث

جلجامـش يلامس واقـــع العراق الحديــث
13 سبتمبر 2007 00:21
افتتح هشام المظلوم مدير إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة مساء الثلاثاء الفائت برواق الفنون بمنطقة الشارقة القديمة معرض الفنان والخزاف العراقي وسام حداد، حمل المعرض عنوان: ''جلجامش - أجنحة الطين والنار''، حضره لفيف من الفنانين والإعلاميين ورواد متحف الفنون· يأتي معرض ''جلجامش'' في سياق تكامل المشهد الثقافي والفني، لبناء ذائقة فنية مميزة لدى أجيال الشباب، ورفد خبرات المهتمين بالاطلاع على المنجز الفني في الدولة· فكما أشارت مدونة المعرض، فإن مثل هذه الأعمال التي يقدمها الفنان وسام حداد تستلهم إمكانات الخزف وتقنيات إنجازه لتوصيل الأفكار والرؤى الفنية وقناعات الفنان، وأن يمثل هذا المعرض خطوة إضافية في تلمس الأسلوبية التي يعالج المبدع من خلالها سبل بناء العمل الفني الجاد· وفي جولة داخل أروقة المعرض، صرح الفنان وسام حداد لـ''الاتحاد'' بأن معرض (جلجامش - أجنحة النار) يحاور أول نص أدبي في التاريخ، وهو نص ناضج ومتكامل مكون من 12 لوحاً مسمارياً، يتشكل من خلالها السفر الروحي والجسدي لجلجامش عندما يبدأ صراعه الشرس مع فكرة قهر الموت، وامتلاك عشبة الخلود خصوصاً بعد موت صديقه إنكيدو وتيقظ الأسئلة الوجودية داخل الذهنية القلقة والمرتحلة لجلجامش، فأعمالي - كما يقول حداد - تقدم خريطة من المتاهات الطينية والرقى والتعاويذ والكتابات المسمارية التي أرخت في المجاز وفي المطلق، لهذه الملحمة الكبرى في التاريخ الإنساني، فصورت الثور السماوي وحارس الغابة (خمبابا) وقدمت أفعى الغواية التي تسرق عشبة الخلود، ويسعى جلجامش لامتلاكها كي يخلص ذاته ويطهرها من الموت القادم، وأيضاً ليطهر شعب أوروك ويمنحه السعادة الأبدية· ويرى وسام حداد أن أعماله في هذا المعرض تمارس إسقاطاتها القديمة واللحظية على واقع الحال في العراق دون الخوض في التفسيرات المباشرة والعاطفية· ويضيف حداد أن أعماله لا تتوسل الخط المستقيم في تحديد الشكل النحتي المقدم كي يترجم الرحلة المتفاوتة في أبعادها المكانية والزمانية في أسطورة جلجامش، أما المواد المستخدمة في تنفيذ الأعمال، فهي الطين والزجاج وبعض الأكاسيد مثل أكسيد الحديد وأكسيد الكروم والمنجنيز، كي يشعر المتفرج بالملمس القديم نفسه للألواح الطينية التي أرخت للملحمة· من جانب آخر، يصف الفنان طلال معلا تجربة الفنان وسام حداد بأنها تفجر رموز التكوينات المقطعية لأسطورة جلجامش التي تناولها العديد من الفنانين محاولاً استنهاض ميثولوجيا جمالية تستوعب في حرفتها وصنعتها النص الأسطوري بقدرة وتميز، وهو إذ يحاول أن يخفي ملامح المباشر في قراءته الطينية فإنه يؤكد أثر الدلالي لمفاهيم الرموز السحرية من خلال مرجعيتها ودلالاتها، ليس في الأسطورة وحسب، وإنما في الواقع المعاش الذي ينظر إليه بعين شعرية لإعلاء صوت المأساة، والبحث عن حلول مفتوحة على التقلبات التي يواجهها الإنسان'' أما الناقد محمد الجزائري فيصف تجربة حداد بأنها تزاوج بين المادي والروحي من خلال أعمال تتصف بالملمس الناعم والناتئ، والنحتي والتحزيز الجداري، وبين التزجيج ولون الخامة، في لعبة حسية وبصرية تجمع التراثي بالمعاصر على تضاريس سطح واحد، كأنه يعيد مجد الأسلاف في الكتابة على الطين وفنتازيا الإناء النذري والجرار بذائقة جمالية ودال معرفي مميز· هنا تجربة في الحكائية الشعرية والنظير المخلص يجسدها وسام في حيز الطين المفخور المزجج وفضاء الأسطورة، حيث يذهب إلى النائي من حضارة وادي الرافدين مدورا مروسة ملحمة جلجامش إلى مشاهد بصرية تقنية ودوال مضمرة في الأمل وليس قي الغياب· وأخيراً، يصف الناقد شوكت الربيعي تجربة الفنان وسام حداد بأنها تجربة راسخة في فن الخزف الحديث، إذ نرى خيوطاً من نسيج الترابط الزمني في الحضور التاريخي لأقدم حضارة إنسانية، حيث يمكن تحسس مادة الطين في أعمال الفنان من خلال النحت الفخاري والمزجج والمعبر عن التراث والحكاية الشعبية والرؤى المستلة من اللباب التاريخي الشعبي والخط العربي والزخرفة الإسلامية·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©