الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قصر الحصن... شاهد على مرحلة التحول الحضاري

قصر الحصن... شاهد على مرحلة التحول الحضاري
13 سبتمبر 2007 00:44
يرجع تاريخ قصر الحصن في أبوظبي إلى فترة الستينات من القرن الثامن عشر، ليكون بذلك من أعظم الأبنية الأثرية ليس في إمارة أبوظبي فحسب بل على مستوى دولة الإمارات العربية· فبناؤه الرئيس يعود إلى الشيخ سعيد بن طحنون آل نهيان الذي حكم في الفترة ما بين 1845 - ·1855 وكان البناء الأولي مربع الشكل والذي يتبع حالياً مدخل القصر· والقصر حصنٌ نموذجيٌ يتكون من برجين مربعين وآخرين مدورين وفيه عدة حجرات ومجالس، وكان مقراً لسكن الحاكم ولاستقبال الضيوف وشيوخ القبائل· وحسب المراجع التاريخية، فإن القصر استمر على هيئته مقراً للحاكم من شيوخ آل نهيان حتى عهد الشيخ شخبوط بن سلطان ''رحمه الله'' الذي أجرى توسعة على القصر عام 1939 لكي يتسع لجميع أفراد عائلته، وقام بإضافة جناحين كبيرين وعند انتهاء البناء كان المبنى كبيراً ومشابهاً للقلاع والحصون العربية القديمة· وقد شهد القصر تعديلاً شاملاً أمر به المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''طيب الله ثراه'' وانتهى العمل آنذاك عام ،1983 فيما شغل الأرشيف الوطني حتى عام 1998 بعض أجنحة القصر مقراً، كما يضم القصر مبنى مجاوراً بني كمقر للمجلس الاستشاري لامارة أبوظبي· وقد تم بناء برج مراقبة لأجل حماية مصدر الماء الحيوي وتكونت مستوطنة بشرية حوله، فيما بعد ذلك تم دمج برج المراقبة في حصن أكبر مساحة يشتمل على برجين دائريين وبرجين مربعين بالإضافة إلى مبانٍ داخلية مع فناء داخلي، حيث شكّل ذلك المركز الدفاعي الرئيس في المنطقة وتم استعماله أيضاً لحماية شواطئها البحرية· وشهد القصر معظم الأحداث التي مرت بها المنطقة، ويمكن القول إن القصر كان شاهداً رئيسياً على مسيرة من الأحداث المتتالية والتطورات التي عاشتها أبوظبي وليكون على مدى تلك السنوات عصب الحياة السياسية للإمارة، حتى إن الوثائق البريطانية أطلقت عليه في تلك الفترة أسماء مختلفة مثل ''القلعة، الحصن، قصر الحاكم، دار الحكومة''، فقد كان القصر يعطي انطباعاً بالقوة والمنعة مستمداً من قوة وعزة حكام آل نهيان· في الوقت الحاضر فإن القصر مفتوح لزيارة العامة، واستقبال السياح من مختلف الجنسيات إلا أن الأجنحة والأقسام والغرف الداخلية مغلقة· ويستطيع الزائر أن يمضي وقته في مشاهدة أبراج القصر وجدرانه وأبوابه الخشبية القديمة، وبعض المدافع القديمة التي نصبت في فناء القصر· ويستقبل القصر يومياً عشرات الزوار الذين يتوقون لرؤية القصر شامخاً صامداً في قلب العاصمة المكتظ بالأبنية الإسمنتية الحديثة ورمزاً لفن العمارة القديمة في أبوظبي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©