اللهم إني صائم

مبروك عليكم شهر رمضان الكريم، وأسأل الله أن يجعله خفيفا لطيفا علينا، لا جوع فيه ولا نصب، وأن يعتقنا فيه من النيران، وألا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، اللهم اغفر لي وللقراء لغو الحديث مما قد ينشر في يومياتي هذه· الواقع أنني خشيت أن تعتبر أحاديثي وقصصي في هذه الزاوية اليومية التي قد ترافق القارئ الى نهاية الشهر -بإذن الله- أن تكون لغواً أو سفاهة، ففكرت أن أنشر الزاوية بيضاء من غير سوء، يعني بدون كلام وأذيلها باسمي على أساس أنني صائم عن الطعام والكلام، لكن رئيس التحرير المبجل لم يعجبه الأمر، فسألت مطوع المسجد أن يجد لي عذرا في الإفطار على أساس أن عملي يوجب الإفطار في نهار الصيام فلم يجد لي من عذر· فوجدت نفسي مضطرا -وليس على المضطر من حرج- أن أقص على القارئ يومياتي خلال شهر رمضان بما فيها من لغو أو سفاهة· البارحة والناس يعانون من حمى الشراء وقد انشغلوا بالاستعداد للشهر الفضيل وملء المطابخ والثلاجات بالطعام، وجدتني أبحث عن طريقة لتأخير الصيام في هذا اليوم، ولم أجد أنسب من أن أبيت ليلة أول رمضان خارج الدولة في ولاية البريمي على سبيل المثال، على أساس انهم هناك يتأخرون عنا في الصيام يوماً كاملاً، وعلى أساس قاعدة ''صم كما يصوم أهل البلد الذي تقيم فيه''، وذهبت أبحث عن مكان أقضي فيه الليلة حتى صلاة الفجر، لكنني شعرت بالملل، فالدنيا تغلق مبكرا هنا، لم أجد لا مقاهي تسهر حتى الصباح، ولا وجدت مبيتا مجانيا·· وهكذا عدت الى العين مبكراً· والحقيقة أنني بحثت في الفتاوى في أمهات الكتب، وسألت مطوع المسجد في ''فريجنا'' عله يجد لي فتوى تحلل لي الإفطار في أول يوم من رمضان، ذلك أن أول يوم في الصيام هو أصعب يوم عندي طوال الشهر الفضيل، وأقترح على الحكومة أن تدرس في السنوات القادمة اعتبار الأول من شهر رمضان عطلة رسمية، والواقع أنني لست الوحيد الذي يستصعب اليوم الأول مع أنني لست من معشر المدخنين أعانهم الله على بلواهم، فجولة سريعة على الدوائر الحكومية ستكشف لك الصعوبة التي يواجهها الناس في أول يوم، لا لشيء غير أن الناس تعودوا على الإفطار وتعودوا على الشاي والقهوة والسجائر فتبقى مسألة قطع هذه العادات فجأة أمرا صعبا، وخطرت في بالي فكرة، لماذا لا يصوم الناس يوما قبل شهر الصوم ''كبروفة'' أو تمرين لليوم الأول من رمضان؟