الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مسلمون تحدوا الإعاقة ابن سيدة موسوعي بالبصيرة

مسلمون تحدوا الإعاقة ابن سيدة موسوعي بالبصيرة
13 سبتمبر 2007 00:49
أبو الحسن علي بن إسماعيل النحوي المعروف بابن سيدة هو أحد أعلام اللغة والعلم والطب وهو من أهل الأندلس ولد بمرسية حوالي عام 398هـ وتوفى عام 458هـ ونشأ ضريرا مثل ابيه فلم تقعده عاهته عن طلب العلم· فحفظ القرآن الكريم مبكرا ودرس اللغة العربية إلى آخر مدى وساعده على ذلك والده الذي كان واحدا من علماء اللغة في عصره مما أكسب ابن سيدة تميزا وتفوقا فيها· يوضح الباحث الإسلامي أحمد سويلم المهتم بالكتابة عن هذه النوعية من العلماء أصحاب الظروف الخاصة ''المكفوفين'' مزيدا من المعلومات حول هذه الشخصية فيقول إن ابن سيدة تتلمذ على أبي العلاء البغدادي وعلي ابن عمرو الطلنكي الذي اعجب بحافظته واحتضنه وقربه إليه ثم انتقل ابن سيدة الى ''دانية'' وكانت له مجالس للعلم واللغة حتى اصبح علما من الأعلام· ولم تكن حياة ابن سيدة سهلة لكنها كانت حياة نضال وكفاح في سبيل تحصيل العلم والمعرفة واللغة والتأليف فيما ينفع الناس وكان أهل زمانه يتعجبون من غزارة علمه وعشقه للغة رغم انه ضرير فلم يترك شيئا الا كتب فيه· واشتهر ابن سيدة بمؤلفه الكبير في اللغة المعروف ''بالمخصص'' الذي يعتبر من أهم الموضوعات اللغوية ويتميز بأن مواده مرتبة على معانيها وليس على حروفها وقد طبع للمرة الأولى في القاهرة عام 1316هـ في 17 مجلدا· أما مؤلفاته الأخرى فاهمها ''المحكمة والمحيط الأعظم في لغة العرب''، وجمل في غريب الكتاب والحديث'' و''فنون من النحو والأدب'' وهو قاموس يتميز بالضبط والدقة انتقى شواهده من القرآن والحديث· وكان ابن سيدة عبقريا في عصره· حيث تميز بمنهجه العلمي الدقيق الذي ميزه على علماء عصره ومن الأشياء التي تميز بها وانجزها واستفاد منها العلم الحديث وما تناوله عن الإنسان من النواحي الحيوية حيث اسهب في دراسة موضوعات الحمل والولادة والرضاعة وأمراض العظام وشرح أعضاء الجسم البشري ووظائفها وصفاتها وغير ذلك من الأمراض التي تصيب جسم الإنسان· كما اهتم ابن سيدة بمجالات أخرى ومنها الحيوان والطيور والخيل وصفاتها والابل والغنم والكلاب والسباع وتناول اسباب موتها وامراضها وتحدث عن الحشرات وبخاصة النحل والنمل والعناكب وكان القرآن الكريم منهله في هذا المجال· وفي مجال علم الطبيعة كتب ابن سيدة عن السماء والنجوم وشرح منازل النجوم والبروج وظاهرة الكسوف وغيرها كما اهتم بالامطار والرعد والبرق مستندا الى ما ذكره القرآن· وأضاف سويلم أن ابن سيدة درس علم النبات وافاض فيه بدقته العلمية كما كتب عن المعادن المتداولة وتميز في كل ما كتب بالتفصيل الدقيق والمتابعة الصادقة والدقة العلمية المنهجية وكل هذه الميزات اكسبته صفة العالم العبقري ونجح في استخدام الحواس في تلمس الحقائق العلمية في البيئة المحيطة وهذا هو الأسلوب العلمي الحديث المطلوب في هذا العصر· لذلك فابن سيدة يعد من دعائم العلم الحديث وواحدا من رواده الكبار الذين نقلوا هذه المعارف من الاندلس الى اوروبا·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©