الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسماء الله الحسنى "الشكور"

أسماء الله الحسنى "الشكور"
13 سبتمبر 2007 00:53
''الشكور'' من العباد يمنح ويعطي أكثر مما يأخذ وشكر الله تعالي نعمة تؤدي لمزيد من النعم الأخرى لقوله تعالي: ''لئن شكرتم لأزيدنكم'' وتقول الباحثة الاسلامية الدكتورة خديجة النبراوي: الشكور اسم من الأسماء العظيمة التي اختارها الله تعالي لتدل على صفاته وسعة عطائه ويسره ورحمته بعباده فالله تعالى يعطي عبده أجرا وثوابا يفوق العمل الذي يقوم به فهو يقبل أقل الأعمال الصالحة ويمنح العبد على ذلك مكافأة عظيمة تفوق عمل العبد ومن هنا جاء اسم الله تعالى الشكور وهو الذي يجازي بيسير الطاعات كثير الدرجات والثواب ويعطي مقابل العمل الصالح والايمان الصادق في أيام معدودة -ايام الحياة الدنيا- نعيما في الآخرة غير محدود ومن جازى الحسنة بأضعافها يقال انه شكر تلك الحسنة ومن أثنى على المحسن ايضا يقال انه شكره ومن ثم اذا ما نظرنا الى معنى الزيادة في المجازاة فإن الشكور المطلق هو الله تعالى لأن زياداته في المجازاة غير محصورة ولا محدودة بحدود فهي الى ما لا نهاية حيث إن نعيم الجنة لا آخر ولا نهاية له والله تعالي يقول: ''كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية'' وتضيف د خديجة: وشكر الانسان وثناؤه على نعم الله الشكور واجب مشروع يؤدي الى زيادة النعم لقوله تعالى: ''لئن شكرتم لأزيدنكم'' أما إذا اثنى الله تعالى على اعمال عباده فقد اثنى على فعل نفسه لأن اعمالهم من خلقه فإن كان الذي اعطى فأثنى شكور فالذي اعطى واثنى على المعطي فهو أحق بأن يكون شكورا وثناء الله على عباده كقوله سبحانه وتعالي: ''والذاكرين الله كثيرا والذاكرات'' وقوله تعالى ايضا: ''نعم العبد إنه أواب'' وما يجري مجراه وكل ذلك عطية منه ومن خلال هذا تتضح مجموعة من المعاني والدلالات في اسم الله الشكور منها انه صفة لخالق محسن كريم يهب النعم لمن يشاء بغير حساب ويريد من العبد شكر النعمة والمحافظة عليها واذا التزم العبد بشكر النعمة والمحافظة عليها فان الله يعطيه مقابل ذلك المزيد من النعم في الحياة الدنيا والآخرة لأن الله تعالى شكور حليم كريم وتوضح د خديجة ان العبد يتصور ان يكون شاكرا في حق عبد آخر مرة بالثناء عليه باحسانه اليه واخرى بمجازاته اكثر مما صنعه له وذلك من الخصال الحميدة لقوله صلى الله عليه وسلم: ''من لم يشكر الناس لم يشكر الله'' وأما شكره لله فلا يكون إلا بنوع من المجاز والتوسع فإنه إن أثنى فثناؤه قاصر لأنه لا يحصى ثناء عليه وان اطاع فطاعته نعمة اخرى من الله تعالى عليه بل ان شكره نعمة اخرى وراء النعمة المشكورة وإنما أحسن وجوه الشكر لنعم الله تعالى ألا يستعملها العبد في معصية الله بل في طاعته وذاك ايضا بتوفيق الله وتيسيره·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©