بعد 15 عاما من فقدانه، تمكنت أسرة رجل سعودي من الاتصال به ليخبرهم أنه في نيكاراجوا في أميركا الوسطى بعد أن تقطعت به السبل هناك.
ونقل موقع "سبق" الإلكتروني السعودي أن الشاب طلال الحربي كان يعمل في نيكاراجوا في وضع بائس بعد أن انتهت مدة إقامته وانتهت صلاحية أوراقه الثبوتية ولم يعد باستطاعته العودة إلى السعودية. فاضطر للعمل حمالا في محل مع رجل عربي مهاجر ليوفر متطلبات الحياة.
وقد تزوج طلال وأنجب أولادا من امرأة من نيكاراجوا. وقد سعد كثيرا بتلقي اتصال من عائلته.
ظهرت قصة الشاب السعودي بالصدفة أثناء زيارة كان يقوم بها إلى جمهورية نيكاراجوا وفد من الطلاب السعوديين المبتعثين في الولايات المتحدة.
أثناء بحث الطلاب عن مسجد للصلاة، أخبرهم شاب عربي بوجود رجل سعودي يعيش في ظروف مزرية.
توجه الطلاب السعوديون ليكتشفوا بالفعل أن طلال يعمل حمالا بأجر زهيد وفي فقر مدقع هو وعائلته.
وقال طلال عبر الهاتف لـ "سبق" إن كل ما يعرفه عن أسرته هو أنها تسكن في حي العزيزية بالقرب من مسجد الدخيل في العاصمة السعودية الرياض".
وأضاف طلال: "أريد العودة. فأنا أريد أن أرى أمي. فقد غاب صوت أمي عني أكثر من 15 عاماً".
وأضاف: "ليس لدي أي أوراق ثبوتية، وآخر ما لديّ بطاقة أحوالي المنتهي تاريخها، وصورة جواز السفر وتذكرة المرور".
وبعد أن تواصل مع طلال، قام موقع "سبق" بالبحث عن عائلته في الرياض انطلاقا من المعلومات التي زودهم بها. فقام الموقع بتزويد العائلة برقم هاتف طلال في نيكاراجوا.
وبالفعل، اتصلت العائلة بطلال وتمكنت من الحديث إليه.
وقال خالد الحربي، شقيق طلال في السعودية: "كان لنا تواصل مع شقيقي قبل حوالي 15 عاماً. حاولنا إعادته للمملكة واستخرجنا الأوراق اللازمة حينها، ولكنه اختفى فجأة وانقطع التواصل معه بعد حادث مروري تعرض له هناك".
تفاعلت الجهات المختصة بالسعودية مع العائلة آنذاك وخاطبت السلطات في نيكاراجوا والتي أفادت بأن طلال غير موجود في أراضيها. فاعتقدت العائلة أنه توفي خاصة أنه اختفى بعد تعرضه لحادث مروري.
وعن قصته، يقول طلال: "كنت شاباً أهوى السفر، وكثير التنقل من بلد إلى آخر، وآخر بلد وصلت إليه هو نيكاراجوا. وجلست فيها، وانتهت صلاحية أوراقي الثبوتية، وأردت العودة بعدها، ولكن لم أستطع".
وقد تزوج طلال من امرأة مسلمة من نيكاراجوا وأنجب طفلا عمره 12 عاماً، وطفلة 11 عاماً.
ويعيش طلال مشرداً بلا هوية، مضيفا "أبحث عن أهلي. فأرقامهم تغيرت، أريد أن أعرف عنهم أي شيء، أريد العودة إلى وطني مع أبنائي، فأنا أعيش حمالاً هنا، وحياتي مزرية، وراتبي لا يتجاوز 300 ريال سعودي".
عدد اليوم
