الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المحاسن والمساوئ

المحاسن والمساوئ
13 سبتمبر 2007 00:57
قال أكثم بن صيفي: مقتل الرجل بين فكيه- يعني لسانه- وقال: رب قول أشد من صول، وقال: لكل ساقطة لا قطة· وقال المهلب لبنيه: اتقوا زلة اللسان فإني وجدت الرجل تعثر قدمه فيقوم من عثرته، ويزل لسانه فيكون فيه هلاكه· وقال يونس بن عبيد: ليست خلة من خلال الخير تكون في الرجل هي أحرى أن تكون جامعة لأنواع الخير كلها من حفظ اللسان· وقال قسامة بن زهير: يا معشر الناس، إن كلامكم أكثر من صمتكم، فاستعينوا على الكلام بالصمت، وعلى الصواب بالفكر· وكان يقال: ينبغي للعاقل أن يحفظ لسانه كما يحفظ موضع قدمه، ومن لم يحفظ لسانه فقد سلطه على هلاكه· وقال الشاعر: عليك حفظ اللسان مجتهداً فإن جل الهلاك في زلل وقال غيره: وجرح السيف تأسوه فـيبـرا وجرح الدهر ما جرح اللسان جرحات الطعان لها الـتـئام ولا يلتام ما جرح اللـسـان وقال غيره: احفظ لسانك لا تقل فتُبتلى إن البلاء موكل بالمنطق وقال غيره: لعمرك ما شيء علمت مكانـه أحق بسجن من لسان مذلـل على فيك مما ليس يعنيك قوله بقفل شديد حيث ما كنت فاقفل قيل: تكلم أربعة من الملوك بأربع كلمات كأنما رميت عن قوس واحد: قال كسرى: أنا على رد ما لم أقل أقدر مني على رد ما قلت، وقال ملك الهند: إذا تكلمت بكلمة ملكتني، وإن كنت أملكها، وقال قيصر: لا أندم على ما لم أقل، وقد ندمت على ما قلت، وقال ملك الصين: عاقبة ما قد جرى به القول أشد من الندم على ترك القول· وقال بعضهم: من حصافة الإنسان أن يكون الاستماع أحب إليه من النطق، إذا وجد من يكفيه، فإنه لن يعدم الصمت· والاستماع سلامة، وزيادة في العلم، وقال بعض الحكماء: من قدر على أن يقول فيحسن، فإنه قادر على أن يصمت فيحسن· وقال بعضهم: كان ابن عبيدة الريحاني المتكلم الفصيح صاحب التصانيف يقول: الصمت أمان من تحريف اللفظ، وعصمة من زيغ المنطق، وسلامة من فضول القول· وقال أبو عبيد الله كاتب المهدي: كن على التماس الحظ بالسكوت أحرص منك على التماسه بالكلام· وكان يقال: من سكت فسلم كان كمن قال فغنم· وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى يكره الانبعاق في الكلام· يرحم الله امرأ أوجز كلامه، واقتصر على حاجته· قيل: وكلم رجل سقراط عند قتله بكلام أطاله، فقال: أنساني أول كلامك طول عهده، وفارق آخره فهمي لتفاوته· ولما قدم ليقتل بكت امرأته فقال لها: ما يبكيك؟ قالت: تقتل ظلماً قال: وكنت تحبين أن أقتل حقاً أو أقتل ظلماً؟· وشتم رجل المهلب، فلم يجبه، فقيل له: حلمت عنه، فقال: ما أعرف مساويه، وكرهت أن أبهته بما ليس فيه· وقال سلمة بن القاسم عن الزبير قال: حملت إلى المتوكل وأدخلت عليه فقال: يا أبا عبدالله الزم أبا عبدالله- يعني المعتز- حتى تعلمه من فقه المدنيين، فأدخلت حجرة، فإذا أنا بالمعتز قد أتى، في رجله نعل من ذهب، وقد عثر به، فسال دمه، فجعل يغسل الدم، ويقول: يصاب الفتى من عثرة بـلـسـانـه وليس يصاب المرء من عثرة الرجل فعثرته من فيه تـرمـي بـرأسـه وعثرته بالرجل تبرا علـى مـهـل فقلت في نفسي: ضممت إلى من أريد أن أتعلم منه·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©