السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نوادر العرب

نوادر العرب
13 سبتمبر 2007 01:02
كان المنصور شديد البخل جداً مر به مسلم الحادي في طريقه إلى الحج فحدا له يوماً بقول الشاعر: أغر بين الحاجبين نوره يزينه حياؤه وخيره إذا تغدى رفعت ستوره ومسكه يشوبه كافوره فطرب حتى ضرب برجله المحمل، ثم قال: يا ربيع أعطه نصف درهم، فقال مسلم: نصف درهم يا أمير المؤمنين؟ والله لقد حدوت لهشام، فأمر لي بثلاثين ألف درهم، فقال: تأخذ من بيت مال المسلمين ثلاثين ألف درهم؟ يا ربيع وكِّل به من يستخلص منه هذا المال· قال الربيع: فما زلت أمشي بينهما وأروضه حتى شرط مسلم على نفسه ان يحدو له في ذهابه وإيابه بغير مؤنة· بخيل وكان المتنبي بخيلاً جداً، مدحه إنسان بقصيدة فقال له: كم أملت منا على مدحك؟ قال: عشرة دنانير· قال له: والله لو ندفت قطن الأرض بقوس السماء على جباه الملائكة ما دفعت لك دانقاً· رميته في بطنك وقال دعبل: كنا عند سهل بن هارون فلم نبرح حتى يكاد يموت من الجوع· فقال: ويلك يا غلام آتنا غداءنا، فأتى بقصعة فيها ديك مطبوخ تحته ثريد قليل فتأمل الديك فرآه بغير رأس، فقال لغلامه: وأين الرأس؟ فقال: رميته· فقال: والله إني لأكره من يرمي برجله، فكيف برأسه، ويحك أما علمت أن الرأس رئيس الأعضاء، ومنه يصيح الديك، ولولا صوته ما أريد، وفيه فرقه الذي يتبرك به وعينه التي يضرب بها المثل فيقال: شراب كعين الديك، ودماغه عجيب لوجع الكلية، ولم تر عظماً أهش تحت الأسنان من عظم رأسه، وهبك ظننت أني لا آكله، أما قلت: عنده من يأكله؟ انظر في أي مكان رميته فأتني به، فقال: والله لا أدري أين رميته؟ فقال: لكني أنا أعرف أين رميته، رميته في بطنك، الله حسبك· سويق اللوز اشتكى رجل مروزي صدره من سعال فوصفوا له سويق اللوز، فاستثقل النفقة ورأى الصبر على الوجع أخف عليه من الدواء، فبينما هو يماطل الأيام، ويدافع الآلام إذ أتاه بعض أصدقائه فوصف له ماء النخالة، وقال: إنه يجلو الصدر، فأمر بالنخالة فطبخت له وشرب من مائها فجلا صدره ووجده يعصم· فلما حضر غداؤه أمر به، فرفع الى العشاء، وقال لامرأته: اطبخي لأهل بيتنا النخالة، فإني وجدت ماءها يعصم، ويجلو الصدور، فقالت: لقد جمع الله لك بهذه النخالة بين دواء وغذاء، فالحمد لله على هذه النعمة· أقوالهم وقيل: بخلاء العرب أربعة: الحطيئة وحميد الأرقط وأبو الأسود الدؤلي وخالد بن صفوان، فأما الحطيئة فمر به إنسان وهو على باب داره وبيده عصا، فقال: أنا ضيف، فأشار الى العصا، وقال: لكعاب الضيفان أعددتها· وأما حميد الأرقط فكان هجاءً للضيفان فحاشاً عليهم، نزل به مرة أضياف فأطعمهم تمراً وهجاهم، وذكر أنهم أكلوه بنواه· وأما أبو الأسود فتصدق على سائل بتمرة، فقال له: جعل الله نصيبك من الجنة مثلها، وكان يقول: لو أطعنا المساكين في أموالنا كنا أسوأ حالاً منهم· وأما خالد بن صفوان فكان يقول للدرهم إذا دخل عليه: يا عيار، كم تعير، وكم تطوف وتطير؟ لأطيلن حبسك، ثم يطرحه في الصندوق ويقفل عليه· وقيل له: لم لا تنفق ومالك عريض؟ فقال: الدهر أعرض منه·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©