الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ياسين النصير يرصد إشكال الحداثة في المسرح العربي

ياسين النصير يرصد إشكال الحداثة في المسرح العربي
8 فبراير 2011 20:47
ضمن جلسات منتدى الاثنين المسرحي، الذي تنظمه إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، استضاف مجلس سوق العرصة التراثي بالشارقة مساء أمس الأول الناقد العراقي المقيم في هولندا ياسين النصير في أمسية حاضر فيها عن أشكال الحداثة في المسرح العربي. حضر الندوة أحمد بو رحيمة مدير إدارة المسرح ولفيف من المسرحيين والمهتمين، وقدم لها المسرحي السوداني السيد أحمد، الذي سرد جانباً من السيرة الإبداعية والنقدية الحافلة لـ النصير، والذي قدم للمكتبة العربية مجموعة من الإسهامات المهمة المتعلقة بالحراك المسرحي وبالاتجاهات الفنية والفكرية التي مهدت وتداخلت مع هذا الحراك. بدوره، تحدث ياسين النصير عن صعوبة الربط بين مفهوم الحداثة وبين الأطروحات التي قدمها المسرح العربي، وأكد عدم وجود مدونات للحداثة تابعت تطور هذا المسرح، كما أنه لا يوجد تنسيق بين جهات ومؤسسات المسرح العربي لتلاقح التجارب وتسجيل الإنجازات، وأشار إلى الغياب شبه التام للمؤتمرات المتخصصة لدراسة ظاهرة الحداثة في هذا المسرح، ونوه بأن هذه النقطة مسؤولة عنها الأكاديميات والجامعات ومؤسسات المسرح. وتحدث المحاضر عن الإشكالية المعرفية حول مفهوم الحداثة، مشيراً إلى أنها الأعمق، فهي من الغموض وعدم الترابط ما يجعل المسرح العربي في واد، والمجتمع العربي وما حدث له في واد آخر، وقال إن هذه الإشكالية المعرفية تتصل بالعمق المتجذر لقضايا التحديث والحداثة. وقال “علينا أن لا نعزل جغرافيا الشرق الأوسط عن جغرافيا العالم كي نبلور مفهومنا للحداثة” ثم طرح أمثلة عدة في هذا السياق من خلال حديثه عن التجارب والإسهامات الفكرية التي قدمها نقاد وشعراء ومفكرون وفلاسفة عالميون أمثال هيجل، وغوته، وماركس الذين لم يكن تفكيرهم مختصاً ببلدانهم وبجغرافيات محددة، بل بالعالم كله. وأشار إلى أنه في داخل هذا الخضم الهائل من أطر التفكير الكلية تتبلور أشكال التحديث التي لا تختص بفرع معرفي دون آخر. مؤكداً أن الفنون الحديثة مثلاً استفادت كثيراً من كشوف الرحالة والمستشرقين في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية. وعن الأنماط المتحولة في المسرح قال النصير إن ميادين المسرح الكلاسيكي تمثلت في العائلة والأسرة الممتدة، وفي الأوبرا والموسيقى الكلاسيكية والجمهور النوعي وسيرة الملوك، أما التغييرات التي طرأت على هذا المسرح ودفعته إلى التعاطي مع مواضيع، بدت غريبة في وقتها، فتمثلت في التطرق إلى الهموم الوظيفية والبحث عن العدالة الاجتماعية وتمييع الفوارق الطبقية، ما جعل المسرح يخرج إلى الشارع ويقدم أنواعاً تجريبية كسرت الحواجز الصلبة التي كرسها المسرح القديم. وقدم المحاضر عرضاً لأهم التيارات والأسماء التي صنعت أشكال الحداثة في المسرح، مثل مسرح العبث واللا معقول والمسرح الكرنفالي والشعائري والساخر، وهي أنماط ساهمت في إلغاء الفصول وتغريب الديكور وتكثيف المساحة على الخشبة وتقديم المسرح الفقير، وإشراك جمهور الصالة في العرض وتغيير مهمته ووظيفته الشائعة في العروض الرصينة.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©