الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قمة الأميركيتين: من يقبل أجندة واشنطن؟

قمة الأميركيتين: من يقبل أجندة واشنطن؟
15 ابريل 2009 23:11
يستعد الرئيس أوباما لاصطحاب رسالته حول الشراكة والتعاون إلى أميركا اللاتينية والكاريبي خلال الأسبوع الجاري، لكنه سيواجه مجموعة من القادة سيكونون أقل تسامحاً إزاء الدور الأميركي في اندلاع الأزمة المالية مقارنة مع نظرائهم الأوروبيين· فعلى مدى السنوات الخمس الماضية حققت المنطقة أعلى مستويات النمو الاقتصادي على الصعيد العالمي، ما أسهم في انتشال ملايين المواطنين من الفقر، واليوم تواجه تلك المكاسب تهديداً كبيراً بسبب ما وصفه''ألبرتو مورينو''، رئيس بنك التنمية في الأميركيتين، بـ''الأزمة الاقتصادية الأولى التي لم تتسبب فيها أميركا اللاتينية''· وسيلتقي أوباما خلال القمة الخامسة للأميركيتين التي تستضيفها ترينيداد وتوباجو، مجموعة من قادة المنطقة الذين طالما انتقدوا التوجه الاقتصادي للولايات المتحدة والذي يجمع بين التجارة الحرة والخصخصة وتقليص الدين العام، وهو النهج المعروف ''باتفاق واشنطن''· ومع أن أوباما سيبعث بإشارات إيجابية مماثلة لتلك التي أرسلها إلى القادة الأوروبيين خلال قمة دول العشرين، فإن جمهور أوباما هذه المرة سيكون مختلفاً، إن على الصعد الشخصية أو التوجهات السياسية· ومن هؤلاء القادة الذين سيلتقيهم أوباما لأول مرة، الرئيس الفنزويلي شافيز الذي زار الأسبوع الماضي كلا من الصين وإيران وكوبا للاحتفال بما أسماه ''نهاية الهيمنة الأميركية''، كما سيلتقي برئيس نيكاراجوا، دانيال أورتيجا، زعيم ''الساندينستا'' الذي قاتل تمرد الكونترا المدعوم من قبل أميركا في الثمانينيات، فضلا الزعيم البوليفي، إيفو موراليس، الرئيس الوحيد في أميركا اللاتينية الذي طرد الوكالة الأميركية لمكافحة المخدرات من بلاده· ومع أن التفاوض على البيان الختامي للقمة تم قبل سنة تقريباً، فإن القادة الـ34 المنتخبين ديمقراطياً سيعقدون ندوة مفتوحة لمناقشة الوثيقة التي صيغت في بعض أجزائها قبل الأزمة الاقتصادية الحالية· وفيما تعتمد اقتصاديات بعض دول المنطقة على الصادرات التي تراجعت بفعل الأزمة، يعتمد البعض الآخر على تحويلات العمال في الولايات المتحدة والتي تشكل عصب اقتصادياته· وفي هذا الإطار يقول ''خوسي ميجال إنسولسا''، الأمين العام لمنظمة دول أميركا، إن دول أميركا الجنوبية ''أصبحت خبيرة في الأزمات، لكنها هذه المرة ستقول للولايات المتحدة: لسنا نحن المسؤولين عن انهيار النظام المالي''· وستوفر القمة التي طغت عليها الخلافات في الدورات السابقة، فرصة لاستعراض السنة السياسية في أميركا اللاتينية والاستحقاقات المهمة التي تنتظرها، حيث ستنظم أربع دول انتخابات رئاسية خلال الشهور الثمانية المقبلة وسط تنامي معدلات الفقر بسبب ما يعتقد كثيرون في المنطقة أنه أزمة اقتصادية انطلقت من الولايات المتحدة لتتغير وجهة الانتقادات، منطلقة من الشمال إلى الجنوب، عكس المرات السابقة التي كانت تنصب فيها واشنطن نفسها وصية على الجميع· وفي أميركا اللاتينية يواجه أوباما تاريخاً مريراً يصعب تجاوزه بسبب تدخلات واشنطن السابقة للإطاحة بالحكومات غير الصديقة ودعم حركات التمرد الموالية لها، كما ساندت بعض الأحكام الديكتاتورية في المنطقة، وقمعت حركات التحرر، وفي أحيان أخرى اكتفت بتجاهل الكل، هذا بالإضافة إلى السياسات التي ورثها أوباما بشأن التجارة الحرة والعلاقة مع كوبا التي ينظر إليها العديد في المنطقة على أنها نوع من النفاق وسياسة الكيل بمكيالين· ولترميم صورة الولايات المتحدة في أميركا اللاتينية، سعت الإدارة الحالية إلى الانفتاح على المنطقة وتغيير لهجتها السابقة، وهو ما عبرت عنه وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، في تصريحاتها بشأن تغير المقاربة الأميركية تجاه المكسيك خلال زيارتها لها في الأسبوع الماضي وإقرارها بأن السلاح وسوق المخدرات في الولايات المتحدة، يسهمان في تعزيز تجارة المخدرات التي تهدد الأمن والاستقرار في المكسيك· كما استقبل أوباما الرئيس المكسيكي ''فيليبي كالديرون''، والزعيم البرازيلي ''لولا دا سيلفا''، في البيت الأبيض· وعن مشاركة أوباما في قمة دول الأميركيتين، يقول ''جيفري دافيدو''، السفير الأميركي السابق في المكسيك والمستشار الخاص لأوباما في القمة، إن الرئيس''ليست لديه خطة خاصة يطرحها في القمة، إنه ذاهب إلى ترينيداد بنية الاستماع والتباحث مع نظرائه باعتبارهم شركاء على قدم المساواة''· وقد عُقدت آخر قمة لدول الأميركيتين قبل أربع سنوات في الأرجنتين، وطغت عليها أجندة إدارة بوش التي ركزت على فتح العالم أمام التجارة الحرة من خلال اتفاقيات بين الدول، لكنها انتهت دون التوصل إلى اتفاق سياسي حول التجارة الحرة، مبرزة الخلافات بين الولايات المتحدة وكندا من جهة وبين دول أميركا اللاتينية من جهة أخرى· وفيما يتعلق بأجندة الإدارة الحالية يقول ''جرانت ألدوناس''، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن التجارة ''لن تكون من أولويات أوباما في القمة؛ أولا بسبب الانشغال بالأزمة المالية الحالية، وثانياً بسبب المواقف المعروفة للحزب الديمقراطي من مسألة التجارة الحرة، لذا ستنصرف أجندة القمة للتركيز على البيئة والحاجة إلى الحفاظ عليها، ومناقشة قضايا الطاقة البديلة، فضلا عن إنعاش الاقتصاد وتحسن الظروف الاجتماعية للطبقات المحرومة في مجتمعات أميركا اللاتينية، وتجسير الهوة بين الأغنياء والفقراء''· ومن المرجح أن تطفو على السطح الخلافات الداخلية بين دول أميركا اللاتينية، لاسيما الانقسام الإيديولوجي داخل اليسار الأميركي بين النموذج الاجتماعي الديمقراطي على الطراز الأوروبي، وبين اشتراكية الدولة، بحيث يمثل الجناح الأول الرئيس البرازيلي ''دا سيلفا'' الذي وضع تطوير إنتاج الإيثانول والحفاظ على البيئة في صدارة أولوياته، فيما يمثل الجناح الثاني الرئيس الفنزويلي الذي كان أحد أشد منتقدي السياسات الاقتصادية الأميركية باعتبارها ''نيوليبرالية متوحشة''· سكوت ويلسون- واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©