(عواصم) - دعا وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس إلى “بذل كل المساعي لمنع” إسرائيل من شن عملية عسكرية على إيران، مذكرا بأن “عقوبات غير مسبوقة” قد تقررت ضد طهران وبرنامجها النووي. وهدد السفير الإيراني في موسكو بقدرة بلاده على ضرب القوات العسكرية الأميركية في أي مكان بالعالم إذا هوجمت إيران، بينما تتوسط تركيا مجددا لتسوية الخلافات بين إيران ومجموعة دول (5+1). وأعلن الحرس الثوري الإيراني عزمه عرض طائرة الاستطلاع (آر كيو 170) الأميركية التي اسقطتها طهران فوق أراضيها قبل أشهر. في حين خفضت الصين واليابان من تعاملاتهما التجارية والنفطية مع إيران، وأوقف تجار ماليزيون تزويد الإيرانيين بزيت النخيل.
وقال جوبيه “من أجل تجنب عمل عسكري على إيران قررنا تطبيق عقوبات غير مسبوقة”، مشيرا إلى “تجميد أرصدة البنك المركزي” الإيراني وفرض “حظر على الصادرات النفطية” الإيرانية. وأوضح أنه لتطبيق هذه التدابير الأوروبية والأميركية التي ستدخل تدريجيا حيز التطبيق، تحاول فرنسا أن تقنع أيضا “زبائن آخرين لإيران وخصوصا اليابان وكوريا الجنوبية”.
وأعرب عن أمله في أن “تقنع هذه العقوبات النظام الإيراني بالعودة إلى طاولة المفاوضات”.
وردا على الشائعات التي تتحدث عن هجوم إسرائيلي مقبل، قال إن هذا الموضوع “مطروح للنقاش”. وأضاف “هذه تصريحات المسؤولين الإسرائيليين أنفسهم، ويطرح بعض منهم فعلا القيام بعملية”. وقال جوبيه إن “طريق التدخل العسكري ليس الطريق الصحيح”، واصفا إمكانية حيازة النظام الإيراني القنبلة النووية بأنه “كارثة تنجم عنها عواقب لا تحصى”.
من جهة أخرى، ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن السفير الإيراني في موسكو سيد محمود رضا سجادي قوله أمس في مؤتمر صحفي بموسكو، إن الولايات المتحدة سترتكب خطأ إذا نفذت ضربة عسكرية تستهدف إيران رغم أن واشنطن لم تعلن عن مثل تلك الخطط. ونقل عن سجادي قوله “الأميركيون يعرفون جيدا طبيعة إيران وطبيعة إمكاناتنا، إيران في وضع جيد جدا يسمح لها بشن ضربات انتقامية على أميركا في أنحاء العالم، وأي هجوم على إيران سيكون انتحارا بالنسبة لهم”.
وذكر رئيس مكتب مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي أن الأخير يجتمع بشكل دوري وأسبوعي مع القادة العسكريين للاطلاع على الأوضاع العسكرية والتطورات في المنطقة والعالم، وبحث الخطط العسكرية لإيران في الرد علي أي اعتداء.
وقال محمدي كلبايكاني إن خامنئي يستمع إلى وجهات نظر القادة ويبدي ملاحظاته في هذا الصدد خلال الجلسات المستمرة. وتأتي تلك الجلسات في ظل معلومات استخبارية عن عن عزم إسرائيل ضرب مفاعلات إيران النووية.
وفي شأن متصل قالت مصادر إيرانية لـ”الاتحاد” إن “تركيا تقوم بوساطة نشطة لتسوية الخلافات الإيرانية- الأميركية والأوربية. وقال مسؤول إيراني طلب عدم الكشف عن اسمه، إن مباحثات تجري بين مسؤولين إيرانيين وأتراك لتسوية المشاكل بين إيران ومجموعة دول (5+1).
وأكد المسؤول الإيراني أن “حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد كانت راضية عن تلك المباحثات، وأبدت تنازلا في بعض المسائل، ولذلك قام الاتحاد الأوربي بتقديم تاريخ المباحثات في تركيا”. وأضاف أن زيارة المسؤولين الإيرانيين إلى تركيا تأتي في هذا السياق.
من ناحية أخرى أعلنت العلاقات العامة في الحرس الثوري الإيراني، أن الحرس سيقوم بعرض طائرة الاستطلاع (آر كيو 170) الأميركية التي تم إسقاطها قبل أشهر غرب إيران.
من جانبه أكد وزير الأمن الإيراني حيدر مصلحي إن أميركا والدول الغربية ينشطون هذه الأيام لتوجيه ضربة للأمن الداخلي في إيران بهدف التشويش على الانتخابات البرلمانية في 2 مارس المقبل. واتهم مصلحي الغرب بتحريك عناصر تابعة له من المعارضة في الداخل الإيراني للتشكيك بنتائج الانتخابات البرلمانية، ودعا مليشيات الباسيج إلى “اليقظة من دسائس الأعداء ومؤامراتهم لضرب الثورة”.
وفي شأن آخر قال تجار أمس إن من المرجح أن تقلص الصين وارداتها من خام الحديد الإيراني بداية من شهر مارس، خشية أن تعرقل العقوبات صادرات تتجاوز قيمتها ملياري دولار سنويا إلى أكبر دولة مستهلكة للمواد الخام.
وقال مسؤول تنفيذي كبير بشركة تجارية مقرها شنجهاي “ثمة مخاطر هائلة في الفترة المقبلة ولا يدرك كثيرون ذلك بعد”. وتابع “من السهل على الولايات المتحدة أن تجمد أنشطتنا مما سيضطر كبرى شركات تجارة خام الحديد الصينية التي تبرم صفقات ضخمة مع إيران على توخي قدر أكبر من الحذر عند حجز طلبيات، الأمر لا يستحق المخاطرة”.
إلى ذلك قالت صحيفة نيكي الاقتصادية أمس إن شركة (جيه.إكس نيبون) للنفط والطاقة أكبر شركة لتكرير النفط في اليابان، قد تخفض وارداتها من النفط الخام من إيران عشرة آلاف برميل يوميا إلى نحو 80 ألف برميل يوميا ابتداء من أبريل.
وأضافت الصحيفة قولها إن كوزمو أويل منافسة نيبون خفضت مشترياتها من الخام من إيران إلى أقل قليلا من 30 ألف برميل يوميا من نحو 40 ألف برميل يوميا منذ يناير. وقالت إن العقوبات الغربية تجعل من الصعب على شركات التكرير في اليابان، أن تدفع لطهران ثمن مبيعاتها النفطية. وأضافت أن الشركتين ستعدلان حجم الخفض في مشترياتهما لاتباع تعليمات الحكومة إذا توصلت الدولتان إلى اتفاق.
وفي سياق متصل قال تاجران إن مصدري زيت النخيل الماليزيين توقفوا عن إمداد إيران بمعظم الكميات البالغة 30 ألف طن التي تستوردها طهران شهريا من منتجين بجنوب شرق آسيا بفعل تأثير العقوبات المالية الغربية الجديدة على إجراءات السداد.
عدد اليوم
